هرمون النمو البشري... هل يبطئ عملية الهرم؟

هرمون النمو البشري... هل يبطئ عملية الهرم؟
TT

هرمون النمو البشري... هل يبطئ عملية الهرم؟

هرمون النمو البشري... هل يبطئ عملية الهرم؟


- لم أسمع كثيراً في الآونة الأخيرة عن هرمون النمو البشري... فهل هناك أدلة جديدة تدعم استخدامه في معاونة الرجال الأكبر سناً؟
- هرمون النمو الطبيعي
> تصنع الغدة النخامية في المخ هرمون النمو الطبيعي natural growth hormone، وتفرزه. وبالتعاون مع عدد من الهرمونات الأخرى، مثل «آي جي إف ـ 1» IGF - 1 (عامل نمو الإنسولين 1)، يتحمل هذا الهرمون مسؤولية نمو الجسم خلال المرحلة الأولى من العمر.
على مدار الحياة، يستمر هرمون النمو في الاضطلاع بدور في إنتاج البروتين ومعاونة الجسم على استخدام الدهون لإنتاج طاقة. ولا ينمو الأطفال الذين يعانون نقصاً في هرمون النمو إلى كامل إمكاناتهم من حيث الطول، ويتسمون بقصر القامة.
من جهتها، وافقت إدارة الغذاء والدواء على إجازة هرمون نمو بشري صناعي بديلاً لاستخدامه مع هذه الفئة من الأطفال؛ الأمر الذي يعينهم على النمو لقامة أطول.
في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، أصبح هرمون النمو البشري الصناعي عقاراً لتعزيز الأداء يحظى بشعبية، لكنه غير قانوني. في الواقع، لطالما كانت الضجة المثارة حول هرمون النمو البشري الصناعي ومعاونته في رفع مستوى الأداء الرياضي أكبر عن الواقع. الحقيقة أن الكثير من التجارب السريرية التي قارنت بين أداء هرمون النمو البشري الصناعي والدواء الوهمي (بلاسيبو) لم تكشف عن أي ميزة في اللياقة الرياضية لدى الأفراد الذين تعاطوه.
- أضرار متعددة
من ناحية أخرى، فإنه ومع تقدمنا في العمر تتراجع بصورة طبيعية كمية هرمون النمو التي تفرزها الغدة النخامية. وببلوغ الـ55 سنة، تصبح مستويات هرمون النمو في الدم أقل بمقدار الثلث تقريباً عما عليه الحال في أجسام الأفراد في الفئة العمرية ما بين 18 و35 عاماً. ويتزامن هذا التراجع مع انحسار كتلة العضلات وتزايد معدلات الدهون في الجسم؛ الأمر الذي يحدث مع التقدم في العمر.
من السهل التعرف على السبب وراء الترويج لهرمون النمو البشري الصناعي باعتباره مكملاً «مكافحاً للتقدم في العمر» - لكن هل بمقدوره فعلاً جعلك تشعر وتبدو أصغر عن سنك بـ10 أعوام، مثلما يوحي البعض؟ ما نعرفه على وجه اليقين أن البالغين الأصحاء الذين يتناولون هرمون نمو بشرياً صناعياً زادت العضلات بأجسامهم بمقدار نحو 6 في المائة وتقلصت الدهون في الجسم بالمقدار نفسه تقريباً. كما تحسن مستوى القوة في بعض مجموعات العضلات، لكن ليس في جميعها.ومع ذلك، تبقى هناك جوانب سلبية لاستخدام هرمون النمو البشري الصناعي؛ ذلك أن باستطاعته جعل الإنسولين أقل فاعلية؛ الأمر الذي قد يرفع مستويات السكر في الدم وتعزيز مخاطر الإصابة بالسكري. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي هرمون النمو البشري الصناعي إلى الشعور بألم في العضلات والمفاصل، وتضخم الثدي واحتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم ومتلازمة النفق الرسغي. كما توحي الدراسات التي أجريت على حيوانات أن مستويات النشاط المنخفض لهرمون النمو ربما تؤدي إلى حياة أطول. وعليه، فإنه من الناحية النظرية، من الممكن أن يؤدي الحقن بهرمون النمو البشري الصناعي إلى تقصير العمر؛ الأمر الذي يدحض فكرة أن هرمون النمو البشري الصناعي يكافح الهرم مع التقدم في العمر. من ناحيتها، وافقت إدارة الغذاء والدواء على استخدام هرمون النمو البشري الصناعي فقط مع مجموعة محدودة من الحالات غير الشائعة، مثل نقص هرمون النمو.
جدير بالذكر، أن هرمون النمو البشري الصناعي عقار لا يصرف إلا بوصفة من طبيب ولا يمكن الحصول عليه على نحو قانوني دونما موافقة طبيب. ومن أجل أن يصبح له تأثير، يجب أن يجري حقنه في الجسم. وعليه، ننصح بعدم إهدار المال على الأقراص التي تحوي هرمون نمو بشرياً صناعياً؛ ذلك أن المادة الفعالة لا يمتصها الجسم عند تناولها من خلال الفم.
أما السبيل الأمثل نحو مكافحة علامات التقدم في العمر والشيخوخة فهو الوصفة القديمة المجربة المتمثلة في الاعتماد على نظام غذائي صحي به قدر كافٍ من البروتين، واتباع برنامج منتظم للتدريبات الرياضية، وتعزيز مقاومة الجسم. وفي الواقع، هذا التوجه أفضل عن أي عقار لتعزيز نشاطك وضمان استمتاعك بالحياة.
- رئيس تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»،
خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.