اتهامات بتبديد مخصصات مكافحة «كوفيد ـ 19» شرق ليبيا

ازدياد معدل الإصابات والوفيات وسط توسع الحملات التوعوية

جانب من دورات تدريبية لأطباء بطرابلس على مواجهة «كورونا» برعاية البعثة الأوروبية في ليبيا (الاتحاد الأوروبي)
جانب من دورات تدريبية لأطباء بطرابلس على مواجهة «كورونا» برعاية البعثة الأوروبية في ليبيا (الاتحاد الأوروبي)
TT

اتهامات بتبديد مخصصات مكافحة «كوفيد ـ 19» شرق ليبيا

جانب من دورات تدريبية لأطباء بطرابلس على مواجهة «كورونا» برعاية البعثة الأوروبية في ليبيا (الاتحاد الأوروبي)
جانب من دورات تدريبية لأطباء بطرابلس على مواجهة «كورونا» برعاية البعثة الأوروبية في ليبيا (الاتحاد الأوروبي)

وسط اتهامات بتبديد المخصصات المالية المرصودة لمكافحة الفيروس في شرق ليبيا، نظمت بعثة الاتحاد الأوروبي لدي ليبيا دورات تدريبية للأطباء في العاصمة طرابلس على مواجهة «كوفيد - 19»، في وقت تزايدت أعداد الإصابات والوفيات في البلاد، كما تسببت الجائحة في استمرار إغلاق شركة كبرى لتصنيع النفط والغاز في ليبيا كإجراء احترازي بعد ظهور إصابات بها.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا في بيان أمس، إن العاملين بالقطاع الصحي في ليبيا يقفون بالصف الأمامي في الاستجابة العالمية لجائحة فيروس «كورونا»، مشيرة إلى أن 50 اختصاصياً طبياً في مركزين للرعاية الصحية الأولية في طرابلس تلقوا تدريبات وفق بروتوكولات الوقاية من الفيروس. ونوهت البعثة إلى أن التدريب شمل بجانب الأطباء الممرضات وموظفي المركزين الصحيين بالتعاون مع وزارة الصحة الليبية والمركز الوطني لمكافحة الأمراض ومنظمة الصحة العالمية بتمويل من الصندوق الائتماني للاتحاد الأوروبي.
وتتصاعد الإصابات والوفيات بفيروس «كورونا» يومياً في ليبيا، في ظل تواصل الحملات التوعوية، وعمليات تقييم مراكز العزل بالبلاد. وقال المركز الوطني، أمس، إن فريق «مكافحة الأمراض» نظم ورش عمل في مكافحة العدوى في مدينة الزنتان، بالإضافة إلى أنه قيّم مراكز العزل بالمدينة ووقف على جاهزيته في التعامل مع مصابي «كورونا».
وأمام تفشي الوباء، مددت شركة رأس لانوف لتصنيع النفط والغاز تعليق العمل في جميع الإدارات والمكاتب حتى العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. واستثنى القرار الورديات العاملة بالإدارة العامة للعمليات، ومختبر المياه، وأفراد الحماية بمراقبة الأمن الصناعي، ومكتب شؤون مجلس الإدارة، والإدارة المالية، والعاملين بمراقبة برمجة الإنتاج وتخطيط الصيانة، ووحدة الشبكات التابعة لإدارة الخدمات، ووحدتي الإطفاء بالمدينة السكنية والمجمع الصناعي في الحد الأدنى، وإدارة الصحة المهنية والخدمات الطبية، على أن يكون ذلك بالحد الأدنى من العاملين. وتواصل مراكز العزل تسجيل وفيات بشكل يومي، والتي تجاوزت في إجمالها 551 حالة وفاة، بالتوازي مع ارتفاع نسبة التعافي من إجمالي المصابين المقدر بـ34525 حالة.
في السياق ذاته، تصاعدت نبرة الاتهامات بين السلطات المحلية في شرق ليبيا حول «تبديد المخصصات» المالية المرصودة لمكافحة «كوفيد - 19» بالمدن الواقعة تحت سيطرة الحكومة التابعة لمجلس النواب، وقال علي الحبري محافظ المصرف المركزي في البيضاء، إنه وافق على تخصيص 300 مليون دينار للحكومة المؤقتة، لمواجهة فيروس «كورونا»، لكن صُرف منها 284 مليوناً في عشرة أيام فقط.
وفيما حمّل الحبري في تصريحات لفضائية «عاجل فبراير» عبد الله الثني، رئيس الحكومة المؤقتة المسؤولية عن صرف هذه المبالغ، قال إنه «لا توجد شفافية في التعامل مع الجائحة». وسبق لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح بداية الأسبوع الحالي، إصدار قرار بتشكيل لجنة للتحقيق في أوجه صرف المبالغ المالية المخصصة لمكافحة الجائحة.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».