قتلى في السويداء باشتباكات بين فصيل تابع لموسكو وآخر موالٍ لدمشق

«المرصد» يتحدث عن «مجزرة» ارتكبتها ميليشيات إيران في البادية السورية

عناصر مسلحة في ريف السويداء (السويداء 24)
عناصر مسلحة في ريف السويداء (السويداء 24)
TT

قتلى في السويداء باشتباكات بين فصيل تابع لموسكو وآخر موالٍ لدمشق

عناصر مسلحة في ريف السويداء (السويداء 24)
عناصر مسلحة في ريف السويداء (السويداء 24)

دفعت قوات موالية للحكومة السورية وأخرى موالية لروسيا في جنوب سوريا بتعزيزات عسكرية كبيرة بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بينهم في مدينة السويداء، في تجدد للتوتر بين «الجبل» في السويداء و«السهل» في درعا، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في المعارك وسط «متابعة» من فصيل في السويداء محسوب على المعارضة.
وأكد مصدر في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر، أن «قوات الدفاع الوطني في محافظة السويداء التابعة للجيش السوري، دفعت بتعزيزات عسكرية بعد مقتل عدد من عناصرها في مواجهة مع اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا في منطقة القريا على الحدود الإدارية بين محافظتي السويداء ودرعا جنوب سوريا».
وأضاف المصدر لوكالة الأنباء الألمانية، أن عناصر «الدفاع الوطني»، وبإيعاز من القوات الحكومية، شنوا هجوماً على مواقع للواء الثامن يقع بين مدينة بصرى الشام وبلدة القريا وتصدى عناصر الفيلق للهجوم، وقاموا بقصف نقاط للدفاع الوطني في منطقة القريا وقرى برد والمجيمر. وأشار إلى تدمير سيارة «بيك أب» كان يستقلها عناصر «الدفاع الوطني» بقذيفة «آر بي جي»، ومقتل وجرح.
وتشهد قرى ريف السويداء الحدودية مع درعا توتراً كبيراً وخوف الأهالي من توسع رقعة المعارك.
وقالت مصادر محلية بمحافظة السويداء «إن حركة رجال الكرامة، وهي معارضة للحكومة السورية، دفعت بالمئات من مقاتليها إلى بلدة القريا تحسباً لتقدم عناصر (اللواء الثامن)». وأكدت المصادر «لم يدخل مقاتلو الكرامة في المعارك، بل يراقبون عن قرب تطورات وسير المعارك، وانتشروا في قطاع غير القطاع الذي يقاتل به الدفاع الوطني».
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إنه وثق «مقتل 6 من عناصر الفصائل المحلية في السويداء وجرح 7 آخرين جراء الاشتباكات واستهداف نقطة لهم بصاروخ موجه من قِبل عناصر (الفيلق الخامس) المدعوم روسياً في قرية المجيمر بالريف الجنوبي الغربي لمحافظة السويداء، في وقت استمرت المعارك بين مسلحي (الفيلق الخامس) من جهة، والفصائل المحلية من أبناء السويداء من جهة أُخرى، في محيط منطقة القريا وأطرافها في ريف السويداء الغربي عند الحدود الإدارية مع ريف درعا الشرقي، وسط معلومات مؤكدة عن قتلى وجرحى في صفوف (الفيلق الخامس)».
ورصد «المرصد» أيضاً «اشتباكات عنيفة تشهدها منطقة القريا وأطرافها بريف السويداء الغربي عند الحدود الإدارية مع ريف درعا الشرقي، بين عناصر من (الفيلق الخامس) الذي أنشأته روسيا من جهة، ومسلحين محليين من السويداء من جهة أخرى، حيث بدأت الاشتباكات مع ساعات الصباح الأولى (أمس)، وتترافق مع قصف واستهدافات متبادلة، وسط شل حركة المنطقة بشكل كامل».
كانت المنطقة شهدت توترات مماثلة قبل أشهر قليلة؛ إذ حصل في أبريل (نيسان) الماضي صراع «الجبل والسهل» في الجنوب السوري وسط تصاعده بشكل متسارع بعد تفاقم الأوضاع بين مناطق بالسويداء وأخرى في درعا منذ أواخر مارس (آذار).
وفي سياق ذلك، علم «المرصد»، أن مسلحين من بصر الحرير بريف درعا الشرقي، عمدوا وقتذاك إلى اختطاف حافلة تقل مجندين في قوات النظام من أبناء محافظة السويداء واقتادوهم إلى جهة مجهولة وقال الخاطفون بأن العملية رداً على اختطاف أحد أبناء البلدة من قبل مسلحين في السويداء، وسط استنفار من قبل الطرفين ومخاوف شعبية من تصاعد الأحداث أكثر وتحولها لقتال طويل الأمد، بالتزامن مع مساعٍ من قِبل وجهاء المناطق للتهدئة واحتواء الموقف.
على صعيد آخر، أشار «المرصد» إلى حصول «مجزرة جديدة بحق المدنيين ضمن البادية السورية، حيث عمد مسلحون من الميليشيات الموالية لإيران المتمركزين في منطقة الفاسدة جنوب شرقي السعن ضمن بادية حماة، إلى فتح نيران رشاشاتهم على مدنيين أثناء عملهم برعي الأغنام في المنطقة هناك؛ الأمر الذي أدى إلى مقتل 9 على الأقل وإصابة 7 آخرين بجراح متفاوتة، بعضهم في حالات خطرة».
وشهدت منطقة البادية السورية «مجازر مماثلة، ارتكبتها الميليشيات الموالية للنظام بحق المدنيين من الرعاة، وعادة ما يتم اتهام تنظيم (داعش) بتنفيذ تلك المجازر»، حيث كان «المرصد» أشار في منتصف يونيو (حزيران) إلى أن مسلحين قتلوا 4 أشخاص من الرعاة وسلبوا أغنامهم وأضرموا النيران في المحاصيل الزراعية، في منطقة بادية الغانم العلي الواقعة ضمن مناطق نفوذ قوات النظام والمسلحين الموالين لها شرق محافظة الرقة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.