التكاثر المبكر للطيور يعرّضها للموت جوعاً

الطيور تتعرض لفقدان الكتاكيت (الفريق البحثي)
الطيور تتعرض لفقدان الكتاكيت (الفريق البحثي)
TT

التكاثر المبكر للطيور يعرّضها للموت جوعاً

الطيور تتعرض لفقدان الكتاكيت (الفريق البحثي)
الطيور تتعرض لفقدان الكتاكيت (الفريق البحثي)

كشفت دراسة مشتركة لمعهد «ماكس بلانك لسلوك الحيوان» بألمانيا وجامعة «كورنيل» الأميركية، عن عواقب وخيمة على الطيور التي تضطر إلى تغيير مراحل دورة الحياة لتتناسب مع وتيرة تغير المناخ، حيث تميل إلى التكاثر في وقت مبكر مع بداية الربيع، لتواجه الكتاكيت التي تفقس مخاطر متزايدة من سوء الأحوال الجوية ونقص الغذاء بما يؤدي إلى احتمالات نفوقها، ويعرّضها لخطر الموت جوعاً.
وفحص الباحثون خلال دراسة نشرت أول من أمس في دورية «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم» عقوداً من البيانات المتعلقة بالطقس وتوافر الغذاء والتكاثر في طيور «السنونو»، ليجدوا أن توقيت وقت التكاثر وزمن توافر الطعام أصبح يسلط الضوء على التعقيد الكامن وراء كيفية استجابة الكائنات الحية لتغير المناخ.
وفي السنوات الأخيرة، أثارت الدراسات مخاوف بشأن ما إذا كانت الطيور تستطيع التكيف أو «مواكبة» تغير المناخ أم لا، وتم التركيز بشكل خاص على علم الفينولوجيا (توقيت أحداث دورة الحياة مثل التكاثر والهجرة)؛ وأهمية تعديل ذلك لتتبع ارتفاع درجات الحرارة والقدوم المبكر للربيع.
وخلال الدراسة الجديدة، درس الباحثون بيانات طويلة المدى عن طائر «السنونو»، شملت تكاثر الطائر (أكثر من 30 عاماً)، وفرة الحشرات اليومية الطائرة اللازمة لغذائه (أكثر من 25 عاماً) والطقس (أكثر من 100 عام). ووجد الباحثون في الدراسة الجديدة، أن طيور «السنونو» كانت تتقدم في التكاثر لمدة ثلاثة أيام كل عقد على مدار الثلاثين عاماً الماضية، وكان النسل الذي تفقس في وقت مبكر، أكثر عرضة لخطر التعرّض للطقس العاصف؛ مما قلل بدوره من توافر الحشرات الطائرة التي يعتمدون عليها في الغذاء.
ويقول ريان شيبلي، زميل ما بعد الدكتوراه بمعهد «ماكس بلانك» في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد بالتزامن مع نشر الدراسة «تثير نتائجنا احتمال أن تكون الحيوانات التي تعتمد على الموارد الغذائية التي يمكن أن تتغير وفرتها بسرعة بسبب الطقس معرضة بشكل خاص لخطر تغير المناخ».
وتؤكد مارين فيتوسك، من قسم علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة كورنيل والباحثة المشاركة بالدراسة، على أهمية مثل هذه الدراسات طويلة المدى لفهم كيف ولماذا تتأثر الأنواع بتغير المناخ، ويمكنها أيضاً تقديم رؤى قيّمة حول كيفية عمل الكائنات الحية، والتفاعل في الشبكات البيئية المعقدة.


مقالات ذات صلة

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.