عرض أزياء بالدمى المتحركة هرباً من قيود «كورونا»

عرض الأزياء بالحجم الصغير
عرض الأزياء بالحجم الصغير
TT

عرض أزياء بالدمى المتحركة هرباً من قيود «كورونا»

عرض الأزياء بالحجم الصغير
عرض الأزياء بالحجم الصغير

مع استمرار شهر الموضة في ظل استمرار الوباء، قام مصممو الأزياء باستعراض إبداعاتهم من خلال مزيج من العروض الرقمية والعروض الحية التي تراعي التباعد الاجتماعي بدلاً من العروض التقليدية.
لكن دار «موسكينو» قررت استخدام صيغة جديدة لتقديم تصميماتها لأزياء الربيع والصيف عبر أصغر عرض للأزياء لم يتضمن حضور أي عارضات أو ضيوف.
فبدلاً من الاستعانة بعارضات، فقد تميزت معروضات دار «موسكينو» لتصميم الأزياء بإبداعات جيم هانسون الفريدة، فقد عمل المدير الإبداعي لدار «موسكينو» جيريمي سكوت، بمساعدة من ورشة «جيم هانسن» المنتجة لعرائس «ذا مابيت شو»، على إقامة عرضه ربيع وصيف 2021 باستخدام مجموعة مصغرة من الدمى المتحركة. التعاون أسفر عن أصغر منصة عرض أزياء في العالم مكتملة بالعارضات وأفراد الجمهور. أولاً العارضات؛ صنعت ورشة «مابيت شو» للمصمم دمى عارضات بطول 30 بوصة تم تفصيل أزياء على مقاسها بالحجم الصغير، وعلق سكوت لمحطة «سي إن إن» قائلاً «لقد كان بالتأكيد عمل عن حب. فمن الأسهل تقديم عرض مع عارضات أزياء مباشرة، وارتداء الملابس بالحجم التقليدي، وتشغيل الموسيقى والانطلاق. لقد أخرجت الفيلم، وكان هذا هو مفهومي، لذا كان تحقيق كل ذلك في هذا الوقت إحدى أكثر المحاولات الإبداعية المذهلة والصعبة التي خضتها على الإطلاق».
لم يكن سكوت غريباً على أجواء عالم الدمى فهو أول من صمم ملابس لتلبسها دمية «ميس بيجي» في برنامج «مابيت شو»، لكنه يعترف بأن تنظيم عرض أزياء مكتمل باستخدام الدمى المتحركة كان صعباً، «هؤلاء محركو دمى محترفون، لكن حتى بالنسبة لهم مثل تقديم عرض بهذه الأناقة أمر جذري».
في عرضه تلفت الأنظار الدمى التي تمثل الحاضرين الجالسين على المقاعد الأمامية، هي نسخ من شخصيات حقيقية حرص سكوت على أن يكونوا قريبي الشبه من أصحابها مثل رئيسة تحرير مجلة «فوغ» الأميركية آنا وينتور، ومحررة الأزياء في «نيويورك تايمز» فانيسا فريدمان، وغيرها من رؤساء تحرير المجلات. «لم نكتف بالملابس دقيقة الحجم، ولا بالإكسسوارات والحلي التي قلصنا حجمها، بل امتدت عملية تصغير العرض للجمهور الذي كان علينا أن نصنعه وأيضاً نلبسه».
في مجموعة الملابس النسائية لربيع وصيف 2021، التي من المفترض أن تتوفر بأحجام بشرية، قام سكوت بعرض فساتين أنيقة ذات أقواس كبيرة وتنانير من التول، وأطواق وأغطية مثيرة، باللون الوردي الناعم والأزرق والأخضر والذهبي والأسود.
لكن هناك أيضاً قصة يتم سردها من خلال التفاصيل المقلوبة للملابس، مع تركيز المشد والدرزات والجيوب الداخلية على الجزء الخارجي من الملابس، فيما تنتشر التنانير الداخلية أسفل الحواف المرتفعة.
في هذا السياق، قال المخرج المبدع، الذي ظهر في العرض بدمية تشبهه ترتدي تاجاً وقميص موسكينو «بقدر ما أحب العمل مع الدمى المتحركة، وبقدر فخري بهذا العرض، فإنني أفتقد إلى العمل مع عارضات أزياء حقيقيات، وإلى هذه الطاقة التي أستمدها من وجود جمهور حقيقي، وآمل في القريب العاجل أن نرى ذلك مرة أخرى».
الملفت أن سكوت صنع ملابس للمحررين من الدمى في الصف الأمامي، الذين يمثلون مجلة «فوغ»، منهم إدوارد إنينفول وآنا وينتور، والمحررة الصحافية لـ«نيويورك تايمز» فانيسا فريدمان، التي ظهرت وهي تدون الأفكار في دفتر ملاحظات، وذلك بالطبع بتحريك من محرك الدمية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».