زاد وباء «كوفيد - 19» من حصار المدن الليبية بعد تفشي الفيروس بين قطاعات عريضة بالمجتمع خلال الأيام الماضية، وخاصة في مناطق غرب وجنوب البلاد، في وقت بدأت لجنة أمر بتشكيلها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، التحقيق في كيفية إنفاق المبالغ المالية المخصصة لمكافحة جائحة «كورونا» بشرق البلاد، عقب اتهامات بـ«تبديدها».
وتسجل ليبيا إصابات متزايدة بالفيروس يومياً، ووصل إجمالي العدد 31290 حالة منذ ظهور «كورونا» بالبلاد في مارس (آذار) الماضي، لكن المؤسسات الطبية في ليبيا تتخوف من تصاعد منحنى الجائحة، مع تجاهل مناطق عديدة للإجراءات الاحترازية، في ظل تواصل حملات التوعية التي ينظمها المركز الوطني لمكافحة الأمراض، بالشراكة مع جمعيات أممية ومنظمات دولية. ورغم فرض حظر كلي بعدد من المناطق، ومنع المواطنين هناك من مغادرتها، فإن الفيروس واصل الانتشار وهو ما أرجعته الأجهزة الطبية في ليبيا إلى تعمد المواطنين التجمع بأعداد كبيرة في المناسبات الاجتماعية واللقاءات السياسية، وتجاهل جميع الإجراءات الاحترازية المتعارف عليها.
ويقول رائف عبد الكريم، صاحب متجر لبيع المواد الغذائية بالعاصمة، لـ«الشرق الأوسط» إن «غالبية الزبائن يأتون للتسوق غير مرتدين كمامات، وعندما نمنعهم من دخول المتجر تقع مشادات، ولا يستجيب إلا أعداد قليلة منهم»، وتابع: «شريحة كبيرة من المواطنين لا يبالون بالخطر، في حين تبدي فئة قليلة التزاماً بالإجراءات». ووسط تزايد الإصابات في صفوف الأطقم الطبية وفرق التمريض، تم الإعلان أمس عن شفاء حالات عديدة من الفيروس بينهم، كما تماثل اللاعب السابق لكرة الطائرة بنادي الهلال طارق زوبي للشفاء بعد إصابته بالفيروس الفترة الماضية. ووفقاً للمركز الوطني، تقدر الحالات النشطة بـ13291، والمتعافية بـ17508، بينما سجلت 491 وفاة.
وأعلن المستشفى الميداني العسكري في أجدابيا، الذي يستقبل إصابات «كورونا» أن مخزون وقود الديزل المخصص لديه لتشغيل مولد الكهرباء نفد، في حين يواصل التيار الانقطاع لساعات طويلة، وسط تخوف من تأثير ذلك على جاهزية المستشفى في التعامل مع مرضى كورونا. وتسلمت مرافق العزل السريري بمدينة الجفرة أمس، كميات من الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية من جهاز الإمداد الطبي بالحكومة الليبية المؤقتة بشرق البلاد.
وسبق لرئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، إصدار قرار بتشكيل لجنة للتحقيق في كيفية التصرف في المبالغ المالية المخصصة لمكافحة «كورونا»، بعد اتهامات بتبديد هذه الأموال. وتكوّنت اللجنة من النواب محمد الفيرس رئيساً، وبعضوية المستشار القانوني لمكتب رئاسة المجلس أشرف المبروك الدوس، وعضو عن هيئة الرقابة الإدارية، وديوان المحاسبة، وهيئة مكافحة الفساد.
ويناط باللجنة معاينة جميع الأماكن التي من المفترض أنها تسلمت أدوات وأجهزة تعاقدت عليها الحكومة وتسليمها، ووفقا للقرار يحق للجنة تشكيل لجان فرعية للمساعدة في التحقيقات، كما يحق لها الاستعانة بذوي الخبرة من الأطباء والماليين والمختصين في مثل هذه الأمور.
الفيروس يحاصر الليبيين بـ 31 ألف إصابة
تحقيق في اتهامات بـ«تبديد» مخصصات مكافحة الجائحة
الفيروس يحاصر الليبيين بـ 31 ألف إصابة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة