بريطانيا تدعو إلى «نهج جديد» لحماية البشرية من «كوفيد ـ 19»

جونسون لدى مخاطبته الجمعية العامة بالفيديو أمس (أ.ب)
جونسون لدى مخاطبته الجمعية العامة بالفيديو أمس (أ.ب)
TT

بريطانيا تدعو إلى «نهج جديد» لحماية البشرية من «كوفيد ـ 19»

جونسون لدى مخاطبته الجمعية العامة بالفيديو أمس (أ.ب)
جونسون لدى مخاطبته الجمعية العامة بالفيديو أمس (أ.ب)

طالب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بـ«نهج جديد» لحماية البشرية من «كوفيد - 19» وغيرها من الجوائح والأوبئة المحتملة، محذراً من «البلقنة الوحشية» للاقتصاد العالمي. بينما تعهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بمساعدة العالم في إنتاج لقاحات محتملة لفيروس «كوفيد - 19»، لكنه طالب بدور أكبر لبلاده في الأمم المتحدة.
وفي كلمته المسجلة عبر الاتصال المرئي أمام الاجتماع رفيع المستوى للدورة السنوية الـ75 للجمعية العامة للمنظمة الدولية، قال رئيس الوزراء البريطاني إنه «بعد تسعة أشهر من محاربة كوفيد - 19، تبدو فكرة المجتمع الدولي، بصراحة، ممزقة للغاية»، محذراً من أنه «ما لم نتحد (...) ستكون النتيجة الحتمية إطالة أمد هذه الكارثة وزيادة خطر وقوع كارثة أخرى». وأوضح أنه «مع وفاة نحو مليون شخص والمعاناة الاقتصادية الهائلة (...) هناك واجب أخلاقي على البشرية أن تكون صادقة»، داعياً إلى «فهم مشترك لكيف بدأ الوباء، وكيف تمكن من الانتشار». وتجنب «إلقاء اللوم على أي دولة أو حكومة، أو تسجيل نقاط»، مضيفاً أنه «باعتباري مريضاً سابقاً بفيروس كوفيد، لدينا جميعاً الحق في المعرفة، لكي نتمكن جماعياً من بذل قصارى جهدنا لمنع تكرار الإصابة». وأعلن أن المملكة المتحدة تدعم جهود منظمة الصحة العالمية «لاستكشاف مسببات المرض»، مؤكداً أنه «مهما كانت الحاجة إلى الإصلاح كبيرة، فإن منظمة الصحة العالمية لا تزال الهيئة الوحيدة التي تنظم الإنسانية ضد جحافل المرض». وأشار إلى أن بلاده أسهمت بمبلغ 340 مليون جنيه إسترليني للسنوات الأربع المقبلة. وأفاد بأن علماء الأوبئة في جامعة أكسفورد وجدوا أول علاج لـ«كوفيد - 19»، مشيراً إلى «دواء رخيص يسمى ديكساميثازون الذي يقلل خطر الوفاة بنسبة أعلى من الثلث للمرضى الذين يستخدمون أجهزة التنفس الاصطناعي». وأضاف أن بلاده «تقاسمت فوراً هذا الاكتشاف مع العالم». ورأى أن «الوقت حان للتفكير في كيفية منع الوباء من الحدوث مرة أخرى، وكيف يمكننا منع فيروس آخر من القدوم»، متسائلاً: «كيف يمكننا تجنب الحجر الصحي المتبادل والبلقنة الوحشية للاقتصاد العالمي؟». وأكد أن بلاده «ستعمل مع أصدقائنا، وسنستخدم رئاستنا لمجموعة السبع في العام المقبل لإنشاء نهج عالمي جديد للأمن الصحي على أساس خطة من خمس نقاط لحماية البشرية من جائحة أخرى»، موضحاً أن «الهدف الأول هو وقف المرض الجديد قبل أن يبدأ»، مضيفاً أن «خطوتنا الثانية يجب أن تكون تطوير القدرة على تصنيع العلاجات واللقاحات». ورأى أن «الهدف الثالث هو تصميم نظام عالمي للإنذار المبكر للجائحة»، على أن تكون الخطوة الرابعة وضع «بروتوكولات جاهزة للاستجابة للطوارئ»، داعياً إلى إيجاد سلاسل توريد آمنة. وحض كل دولة على «اتخاذ خطوة خامسة ورفع ضوابط التصدير حيثما كان ذلك ممكناً».
وصوّر مودي بلاده بأنها دولة تتعامل مع «العالم كله كأسرة واحدة»، مطالباً بدور أكبر للهند في الأمم المتحدة. وقال: «ستستخدم قدرة الهند على إنتاج اللقاح وإيصاله لمساعدة البشرية جمعاء في مكافحة هذه الأزمة»، مضيفاً أن بلاده ستساعد الآخرين أيضاً في تعزيز قدراتهم على توفير التخزين البارد للتلقيح المحتمل. واعتبر أن الأمم المتحدة لم تفعل ما يكفي لمكافحة الفيروس، متسائلاً: «أين استجابتها الفعالة؟». ورأى أن المنظمة الدولية قصرت في التعامل مع قضايا أخرى على مدار 75 عاماً، قائلاً: «إلى متى ستبقى الهند خارج هياكل صنع القرار في الأمم المتحدة؟»، في إشارة إلى مساعي بلاده منذ فترة طويلة الى الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن.
ولم يتطرق مودي، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى التوترات المتزايدة مع باكستان، علماً بأن رئيس وزرائها عمران خان خصص جزءاً كبيراً من خطابه الجمعة لمهاجمة الهند، ولم يتطرق أيضاً الى نزاع بلاده مع الصين في شأن منطقة لاداخ الحدودية.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني قال إنه «لتشتيت الانتباه عن أعمالها غير القانونية والفظائع التي ترتكبها في جامو وكشمير المحتلة، تلعب الهند لعبة خطيرة تتمثل في تصعيد الرهان العسكري ضد باكستان في بيئة نووية». وأضاف أن «والداي ولدا تحت الاحتلال الهندي، وكان جيلي هو الأول الذي ينشأ في باكستان المستقلة»، موضحاً أن «أي محاولة من الحكومة الهندية الفاشية التي يقودها حزب أر أس أس، لشن عدوان على باكستان ستُقابل بأمة ستقاتل من أجل حريتها حتى النهاية».
وكذلك أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن «العالم في أزمة، ليس فقط بسبب ما حدث في الأشهر القليلة الماضية، وليس فقط بسبب جائحة كوفيد - 19، ولكن بسبب ما حدث في العقود القليلة الماضية، وبسببنا جميعاً». واعتبر أن هذه الجائحة «جرس الإنذار لنا ولا يمكن أن نتجاهله». ولاحظ أنه «في كثير من الأحيان يُعطل العمل المتضافر، يُحرم مواطنونا من حاجاتهم نتيجة الجمود في أجهزة صنع القرار». واعتبر أن ذلك سببه «عدم وجود عواقب كافية على الدول التي تتجاهل القواعد الدولية، والأنظمة التي تعتقد أن القوة هي الحق».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».