أكبر نزوح من أسهم التكنولوجيا في 15 شهراً

سحب المستثمرون 25.8 مليار دولار من صناديق الأسهم الأميركية في أسبوع (أ.ف.ب)
سحب المستثمرون 25.8 مليار دولار من صناديق الأسهم الأميركية في أسبوع (أ.ف.ب)
TT

أكبر نزوح من أسهم التكنولوجيا في 15 شهراً

سحب المستثمرون 25.8 مليار دولار من صناديق الأسهم الأميركية في أسبوع (أ.ف.ب)
سحب المستثمرون 25.8 مليار دولار من صناديق الأسهم الأميركية في أسبوع (أ.ف.ب)

كشف تقرير تدفقات الصناديق الأسبوعية من بنك أوف أميركا الجمعة أن المستثمرين سحبوا 25.8 مليار دولار من صناديق الأسهم الأميركية في الأسبوع المنتهي يوم الأربعاء، في ثالث أكبر نزوح للتدفقات على الإطلاق من تلك الفئة من الأصول.
وقال محللو بنك أوف أميركا، استنادا إلى بيانات للأسبوع المنتهي في 23 من سبتمبر (أيلول) من شركة إي.بي.إف.آر لتتبع التدفقات المالية، إنه جرى سحب الأموال من قطاعات كانت المستفيد الرئيسي من التعافي في أعقاب انهيار «كوفيد - 19» في مارس (آذار) الماضي.
وتكبدت أسهم التكنولوجيا نزوحا للتدفقات بقيمة مليار دولار، وهو الأكبر منذ يونيو (حزيران) 2019، بينما تدفقت 11.6 مليار دولار من الأسهم القيادية الأميركية.
وخسر المؤشر ستاندرد أند بورز 7.2 في المائة منذ بداية سبتمبر، في أول أداء شهري سلبي منذ مارس، فيما تراجع المؤشر ناسداك ما يزيد على عشرة في المائة.
وشملت التحركات الكبيرة الأخرى للتدفقات الاستثمارية هذا الأسبوع صناديق السندات مرتفعة العائد التي سجلت أكبر خروج للتدفقات منذ مارس (آذار)، لتخسر 5.4 مليار دولار.
وسجلت صناديق ديون الأسواق الناشئة نزوحا للتدفقات للأسبوع الثاني عشر على التوالي بينما استقطبت صناديق السندات بوجه عام 1.3 مليار دولار.
وفي وول ستريت، فتح المؤشران ستاندرد أند بورز 500 وداو على انخفاض الجمعة، ليواصلا أطول سلسلة خسارة في عام، إذ ما زالت المخاوف بشأن توقعات الاقتصاد في مستقبل يهيمن عليها فيروس كورونا مما يضغط على معنويات المستثمرين.
ونزل المؤشر داو جونز الصناعي 120.93 نقطة أو 0.45 في المائة إلى 26694.51 نقطة، بينما هبط المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بمقدار 9.93 نقطة أو ما يعادل 0.31 في المائة إلى 3236.66 نقطة. وربح المؤشر ناسداك المجمع 8.19 نقطة أو ما يعادل 0.08 في المائة إلى 10680.46 نقطة.
وفي أوروبا، دفعت شركات الاتصالات الأسهم للارتفاع قليلا الجمعة، لكن المؤشرات الرئيسية اتجهت صوب انخفاض أسبوعي حاد، إذ تكابد القارة موجة جديدة من الإصابات بكوفيد - 19.
وهبط المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.75 في المائة بحلول الساعة 1432 بتوقيت غرينتش، ونزل المؤشر كاك 40 الفرنسي 1.44 في المائة بعد أن سجلت البلاد رقما قياسيا جديدا لحالات الإصابة اليومية بكوفيد - 19 وحذر رئيس الوزراء الخميس من أن الحكومة قد تُجبر على إعادة تقييد الحركة في مناطق مجددا. وتراجع المؤشر داكس الألماني 1.8 في المائة، وكذلك المؤشر فايننشيال تايمز 100 البريطاني بنسبة 1.57 في المائة.
وفي آسيا أغلق المؤشر نيكي مرتفعا 0.51 في المائة إلى 23204.62 نقطة. وربح المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.48 في المائة إلى 1634.23. لكن في الأسبوع، هبط المؤشر القياسي 0.67 في المائة. وتقدم 148 سهما على المؤشر نيكي مقابل تراجع 69 سهما في ختام الأسبوع.
وقال متعاملون ومحللون إن المستثمرين أقبلوا على شراء الأسهم قبل الجولة القادمة من إعلانات أرباح الشركات لضمان تأهلهم للحصول على توزيعات الأرباح من حيازاتهم.


مقالات ذات صلة

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في روزميد - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يرتفع في نوفمبر إلى 2.7 % على أساس سنوي

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في 7 أشهر في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

TT

الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)

كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، أن الأمم المتحدة أعطت البرنامج الضوء الأخضر لبدء التواصل مع الحكومة المؤقتة السورية الجديدة تعزيزاً للعمل الإنساني وبدء مسار التعافي لإعادة تفعيل الاقتصاد السوري، خصوصاً أن البلاد خسرت 54 مليار دولار من ناتجها المحلي خلال 14 عاماً.

وقال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» بمناسبة وجوده في الرياض للمشاركة في فعاليات مؤتمر «كوب 16»، إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد.

كان نظام بشار الأسد قد ترك خلفه تحديات اقتصادية كبيرة مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية وتدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين.

رجل سوري يتحدث عبر هاتفه المحمول وهو يقف على درج مبنى مدمَّر في مدينة حرستا شرق دمشق (أ.ب)

واستعرض الدردري الوضع الراهن في سوريا، فقال «إن تقديراتنا الأولية أن الاقتصاد السوري خسر حتى الآن 24 عاماً من التنمية البشرية، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً كبيراً من 62 مليار دولار في عام 2010 إلى 8 مليارات فقط اليوم، أي خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً. أما معدل الفقر، فارتفع من نحو 12 في المائة عام 2010 إلى أكثر من 90 في المائة. وبات معدل الفقر الغذائي يتجاوز 65 في المائة من السكان».

وإذ أوضح أن أمام سوريا مرحلة صعبة، قال إن تقديرات البرنامج تشير إلى أنه من أصل 5 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، فإن نحو مليوني وحدة سكنية دمِّرت بالكامل أو جزئياً.

وعن تكلفة عملية إعادة الإعمار، أوضح الدردري أن احتساب تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية يحتاج إلى تحديث، كون أسعار البناء تختلف اليوم. لكنه شدد على أن أخطر ما جرى في سوريا هو الضعف المؤسساتي مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل عام 2011، «حيث كانت هناك مؤسسات دولة قوية، فيما تراجعت بشكل كبير اليوم». من هنا، فإن تركيز برنامج الأمم المتحدة اليوم هو على الدعم المؤسساتي، «لأنه من دون مؤسسات قادرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لا توجد تنمية ولا إعادة إعمار»، كما يركز على القطاع الخاص الذي استطاع أن يصمد رغم كل الهزات، والجاهز اليوم لتلقف أي حالة من الأمن والانفتاح للعمل.

وقال: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ولمجرد أن الحكومة المؤقتة أعلنت أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد سوق حر مع بعض الإجراءات السريعة لتسيير عمل التجارة وغيرها، تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 30 ألف ليرة إلى 14 ألف ليرة، مما يعني تحسناً بأكثر من 50 في المائة».

رجل يعد النقود بمحطة بنزين في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

ولكن كيف يرى نائب الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية بين سنوات 2006 و2011، خريطة طريق إعادة النهوض بالاقتصاد السوري؟ أجاب: «في الحقيقة، لا أرى فرقاً بين دوري في الأمم المتحدة وبين عملي سابقاً. فسوريا تحتاج إلى إصلاح حوكمي سريع وفعال، بمعنى أنها تحتاج إلى إصلاح القضاء، وتطوير المؤسسات وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وترسيخ القانون. كما أنها بحاجة إلى رؤية للمستقبل، وإلى حوار وطني. تحتاج إلى تحديد الوضع الراهن في المجال الاقتصادي وأين هو موقع البلاد في هذا الإطار. هي تحتاج إلى رسم سيناريوهات التعافي والنمو... وهو ما تراه الأمم المتحدة أيضاً لإعادة إحياء البلاد».

وأضاف: «سندعم كل ما من شأنه أن يجعل سوريا جاذبة للاستثمار، وإرساء منظومة لحماية اجتماعية فاعلة... فنمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص وعدالة اجتماعية من خلال منظومات حماية اجتماعية متكاملة هما ما تحتاج إليه سوريا، وهما ما سنعمل عليه».

وعود بمساعدة غزة

وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، قال الدردري إن التقديرات الأولية جداً تشير إلى أنها تحتاج إلى 50 مليار دولار، موضحاً أن إعادة تعويم الاقتصاد الفلسطيني إلى ما كان عليه في عام 2022، إنما يحتاج إلى معونات إنسانية تقدَّر بـ600 مليون دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في منطقة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية قرب مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

وعن الجهات المستعدة لتأمين هذه المبالغ، قال: «هناك وعود بأن المجتمع الدولي مستعد للمساعدة، ولكن إلى الآن لا شيء ملموساً».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة إلى رفع القيود عن عمل الفلسطينيين، وعن أموال المقاصة التي يجب أن تذهب إلى السلطة الفلسطينية، وأن يُسمح للاقتصاد الفلسطيني بالاندماج».

خسائر لبنان من الحرب

وشرح الدردري أن لبنان خسر 10 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب مع إسرائيل، تضاف إلى ما نسبته 35 في المائة خسارة في الناتج المحلي منذ 2019. في حين دُمر نحو 62 ألف منزل وأكثر من 5 آلاف منشأة اقتصادية.

شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

ووُضع برنامج للتعافي الاقتصادي في لبنان يعتمد بشكل أساسي على تعزيز المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة وإعادة إحياء التمويل في لبنان، وعلى دعم البلديات التي تأثرت بشكل كبير، وعلى الجمعيات الأهلية. وتوقع أن يستعيد لبنان تعافيه مع استمرار حالة الهدوء، وذلك بفعل أهمية الدور الذي يلعبه قطاعه الخاص.