الجيش اللبناني يوقف متطرفاً نفذ هجمات خلال الأسابيع الماضية

دورية للجيش اللبناني في مدينة صيدا الجنوبية (رويترز)
دورية للجيش اللبناني في مدينة صيدا الجنوبية (رويترز)
TT

الجيش اللبناني يوقف متطرفاً نفذ هجمات خلال الأسابيع الماضية

دورية للجيش اللبناني في مدينة صيدا الجنوبية (رويترز)
دورية للجيش اللبناني في مدينة صيدا الجنوبية (رويترز)

أوقفت مخابرات الجيش اللبناني اليوم (الجمعة)، المطلوب الفار أحمد الشامي، وهو أحد الأفراد في الخلية المتطرفة المسؤولة عن جريمتي كفتون والبداوي في الشمال، وشارك في الهجومين اللذين ذهب ضحيتهما ثلاثة أشخاص، وأربعة عناصر من الجيش اللبناني، خلال الأسابيع الماضية.
وأوقفت عناصر مديرية مخابرات الجيش، المطلوب في عملية أمنية معقدة، تمت في بلدة حيلان في قضاء زغرتا، حيث كان يختبئ داخل مبنى قيد الإنشاء. وكان الشامي يحمل قنبلة يدوية بيده، لكن لم يتمكن من استعمالها بفضل سرعة عملية التوقيف.
وكان ثلاثة من الحرس البلدي في بلدة كفتون، بينهم نجل رئيس البلدية، حاولوا إيقاف سيارات بلا لوحات في المنطقة في شهر أغسطس (آب) الماضي، قبل أن يطلق ركاب السيارة النار باتجاه محاولي إيقافهم وقتلهم جميعاً، ويفرون إلى جهة مجهولة.
ولاحقت القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية المتهمين بالضلوع بالعملية، ولدى مداهمة دورية من المخابرات إلى منطقة البداوي لتوقيف مشغل خلية كفتون المتشددة خالد التلاوي، تعرضت لإطلاق نار ورمانة يدوية ما أدى إلى مقتل 4 عسكريين، حسب ما أعلن الجيش في 14 سبتمبر (أيلول) الحالي.
واليوم، ألقت مخابرات الجيش القبض على الفار الثاني أحمد الشامي الملقب بـ«أنس» من خلية التلاوي بعد أكثر من أسبوع على فراره من منطقة البداوي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.