لافروف وظريف لـ«تعزيز إجراءات» تطبيق القرار 2254 في سوريا

موسكو أكدت أهمية عمل «اللجنة الدستورية»

TT

لافروف وظريف لـ«تعزيز إجراءات» تطبيق القرار 2254 في سوريا

أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جولة محادثات أمس، مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تناولت الوضع في سوريا إلى جانب عدد من الملفات الثنائية والوضع حول البرنامج النووي الإيراني. ولفت الوزيران إلى الأهمية الخاصة التي توليها موسكو وطهران لدفع مسار التسوية السياسية في سوريا، في إطار مساعي «تعزيز العمل المشترك» وتنشيط التنسيق في المجالات المختلفة.
ومهد لافروف للمحادثات بالإشارة إلى «الأهمية التي يوليها الطرفان لدفع التسوية السورية، في إطار العمل المشترك على تطبيق القرارات التي اتخذت ضمن مسار أستانة والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز الإجراءات اللازمة التي من شأنها ضمان القرار 2254 بشكل كامل».
وأكد الوزير الروسي في مؤتمر صحافي ختامي، على أن العمل الثلاثي (روسيا وإيران وتركيا) الذي جرى في إطار مسار أستانة نجح في «تحقيق اختراق مهم» في الوضع السوري، لجهة تخفيف العنف وتهيئة الأجواء للانتقال إلى العملية السياسية الكاملة. لكن اللافت أن لافروف شدد في الوقت ذاته، على أن «إطلاق عمل اللجنة الدستورية لا يشكل بديلا عن المسار السياسي التفاوضي في إطار تطبيق القرار 2254».
وتعد هذه أوضح إشارة تصدر عن موسكو حول عدم وجود تضارب بين دفع عمل اللجنة الدستورية والجهود التي تحدثت عنها موسكو أكثر من مرة أخيرا لتنشيط مسار جنيف التفاوضي في إطار السعي إلى تطبيق كل بنود القرار الدولي. علما بأن أوساطا في المعارضة السورية وجهات غربية كانت اتهمت موسكو أكثر من مرة بالعمل على حصر النشاط السياسي للتسوية في سوريا في إطار عمل اللجنة الدستورية.
من جانبه أكد ظريف على الأهمية الخاصة لمواصلة التنسيق في إطار مسار أستانة، وتطرق قبل محادثاته مع لافروف مباشرة إلى الوضع في مناطق الشمال السوري، مشيرا إلى أن «الحل الأمثل لمعالجة مخاوف تركيا المفهومة، بشأن الفصائل الإرهابية في المنطقة الحدودية مع سوريا يتمثل في نشر قوات سورية وعراقية في المنطقة الحدودية».
وفي انتقاد مباشر لتحركات تركيا، قال ظريف إن «أنقرة من خلال الوجود العسكري في دول خارج أراضيها كسوريا والعراق، لا تساعد على حماية أمنها، كما تعتقد، بل تخل بأمن المنطقة». وشدد ظريف، على «التنسيق الوثيق جدا بين إيران وروسيا في حل القضايا الإقليمية»، وزاد أن هذا التنسيق «من شأنه أن يعزز الاتصالات المنتظمة بين الطرفين»، لافتا إلى أن «لدينا مشكلات جادة في المنطقة، إذ أن القضية السورية بحاجة إلى تنسيق خاص ونقوم مع روسيا وتركيا بتنسيق إجراءاتنا في إطار عملية أستانة».
على صعيد آخر، أعلن ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، غينادي غاتيلوف، أن انعقاد الجولة الجديدة للجنة مناقشة الدستور السورية سيتم في أقرب وقت. ونقلت وكالة «نوفوستي» الحكومية الروسية عن غاتيلوف أن الجهود جارية لترتيب موعد انعقاد الجولة الجديدة. مشيرا إلى أنه تم خلال الجولة الماضية مناقشة بنود جدول الأعمال ذات الصلة وكان من المقرر عقد الجولة التالية مبدئياً في الشهر المقبل، والآن يجري تحديد المواعيد النهائية.
وزاد أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن يجري اتصالات نشطة لهذا الغرض مع كل الأطراف، لافتا إلى أن «روسيا تدعم دفع عمل اللجنة بكل الوسائل الممكنة... ومن المفضل أن تنعقد الجولة دون تأخير لأن هناك جدول أعمال وهناك قضايا تم الاتفاق عليها للمناقشة».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.