مصر: ارتفاع ضحايا حادث سجن «طرة» إلى 4 شرطيين... وتحقيقات موسعة

TT

مصر: ارتفاع ضحايا حادث سجن «طرة» إلى 4 شرطيين... وتحقيقات موسعة

ارتفع عدد ضحايا محاولة هروب فاشلة من سجن جنوب العاصمة المصرية إلى 4 من عناصر الشرطة، بعد وفاة شرطي آخر، أمس، متأثرا بإصابته.
وكانت وزارة الداخلية المصرية قالت، في بيان، إن مسلحين أربعة قُتلوا أيضا خلال المحاولة الفاشلة للهرب من سجن «طرة» شديد الحراسة جنوب القاهرة، يوم الأربعاء. وذكر أن القتلى محكوم عليهم بالإعدام في قضايا «إرهاب».
وأدين ثلاثة من بين السجناء الواردة أسماؤهم عام 2018، بتأسيس والانضمام إلى جماعة مسلحة تسمى «أنصار الشريعة»، وبقتل ما لا يقل عن 10 من رجال الشرطة، في سلسلة هجمات بين أغسطس (آب) 2013 ومايو (أيار) 2014.
بينما أدين الرابع بالانتماء لتنظيم «داعش»، وذبح طبيب مصري مسيحي بمنطقة الساحل (شمال القاهرة) داخل عيادته عام 2017.
وقال مصدر أمني إن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وجه بإجراء تحقيقات موسعة في محاولة الهروب؛ للوقوف على ملابسات الحادث، حيث تشكل فريق تحقيق من قطاعي التفتيش والرقابة والأمن الوطني لتولي إجراء التحقيق في الواقعة، واستمع لأقوال رجال الشرطة بالسجن وبعض النزلاء وفحص كاميرات المراقبة، كما سيجرى سماع أقوال قيادات منطقة سجون طرة والمصابين في الحادث.
وتفقد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، منطقة سجون طرة فور إبلاغه بمحاولة الهروب للاطمئنان على أفراد الشرطة ومتابعة أعمال التأمين. وقال مصدر أمنى إن الوزير شدد على تطبيق الإجراءات الأمنية الصارمة في أعمال التأمين، مشيداً بالجهود التي بذلها رجال الشرطة لإحباط محاولة هروب السجناء.
وأصدر الوزير تعليمات بتشديد الحراسة على جميع السجون على مستوى الجمهورية، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع تكرار ما حدث في واقعة سجن طرة. وأقامت وزارة الداخلية أمس، جنازات عسكرية لضحايا الحادث، بمشاركة عدد من كبار مسؤولي الدولة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.