المغرب يلجأ للقطاع الصحي الخاص لمواجهة الوباء

400 طبيب فقط موجودون في أقسام الإنعاش

أسرة مغربية في العاصمة الرباط أول من أمس (أ.ب)
أسرة مغربية في العاصمة الرباط أول من أمس (أ.ب)
TT

المغرب يلجأ للقطاع الصحي الخاص لمواجهة الوباء

أسرة مغربية في العاصمة الرباط أول من أمس (أ.ب)
أسرة مغربية في العاصمة الرباط أول من أمس (أ.ب)

وقَّعت وزارة الصحة المغربية والفيدرالية الوطنية للصحة اتفاقية إطار، للشراكة بين القطاعين العام والخاص، للمساهمة في تحسين وتطوير المنظومة الصحية.
واعتبر خالد آيت الطالب، وزير الصحة، التوقيع على هذه الاتفاقية «حدثاً مهماً» لأنها المرة الأولى التي يتم فيها توقيع اتفاقية إطار للشراكة، تحت إشراف وزارة الصحة، بين الفدرالية الوطنية للصحة ومديرية التنظيم والمنازعات التابعة للوزارة. وأضاف آيت الطالب، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية، أن هذا التوقيع سيمكِّن من إعطاء دينامية لإمكانات القطاع الحر الذي يضم الفيدرالية الوطنية للصحة مع المكونات الأخرى، وذلك من أجل منظومة وطنية صحية جديدة قادرة على الاستجابة لمختلف تطلعات المواطن. وتابع بأن الاتفاق يهدف إلى «نسج علاقة ثقة بين القطاع الحر والقطاع العام، قصد العمل سوياً من أجل الورش الجديد لإصلاح المنظومة الصحية التي تشمل مختلف الإمكانيات، وتسمح بانبثاق حلول مغربية جديدة». واعتبر الوزير آيت الطالب أنه عوض استقراء نظام شامل قائم، فإنه «من الممكن أن تكون لدينا منظومة مغربية - مغربية».
من جهته، أعرب مولاي سعيد عفيف، رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة، عن استعداده للعمل بشكل وثيق مع الوزارة الوصية على إصلاح المنظومة الصحية. وقال إن «هدفنا المشترك هو ضمان صحة المواطن»، مشيراً إلى أن جائحة «كوفيد- 19» أظهرت أن المنظومة الصحية يجب أن تعمل بمساهمة القطاعات العامة والخاصة، والجامعية والعسكرية، بغية تلبية تطلعات المواطنين.
وقال الطيب حمضي، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة، ورئيس النقابة الوطنية للطب العام، إن جائحة فيروس «كورونا» المستجد، أظهرت «أهمية ومحورية المنظومة الصحية على المستويين الاقتصادي والسياسي». وأضاف: «لا يمكننا التفكير في نموذج تنموي جديد، دون إعادة التفكير في منظومتنا الصحية».
وشهد حفل التوقيع على هذه الاتفاقية الإطار للشراكة الذي نظم مساء أول من أمس بمقر وزارة الصحة في الرباط، حضور ممثلين عن مختلف المهن الصحية، لا سيما مهنيي الصناعة الصيدلانية، والأطباء العامين والمتخصصين، والأطباء المختصين في البيولوجيا، والصيادلة.
في سياق متصل، قال عبد الرحيم عزوزي، رئيس قسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي «ابن سينا» بالرباط، إن قسم الإنعاش الذي يرأسه تعامل مع قرابة 200 مريض بفيروس «كورونا» خلال الفترة الماضية، موضحاً أن المشترك بين هؤلاء المرضى أنهم في الغالب من كبار السن أو من ذوي الأمراض المزمنة، أو من مرضى السمنة المرَضية، وخصوصاً المقرونة بالسكري وارتفاع ضغط الدم. وأعرب عزوزي، في لقاء تلفزيوني، عن أسفه لقلة الأطر الطبية بأقسام الإنعاش في المغرب، مشيراً إلى أن عددهم - سواء في القطاع العام أو الخاص - لا يتجاوز 400 طبيب، مشيراً إلى الثقل الكبير الذي يوضع على عاتق أطباء القطاع العام.
وقال عزوي إن نسبة الحالات الحرجة هي نحو 2 في المائة أو أقل؛ لكن هناك نحو 5 في المائة من الحالات يمكن أن تصبح حرجة في بضعة أيام بسبب نقص الأوكسجين في الدم. وذكر أن هذا النقص لا يظهر بصورة واضحة؛ بل يبدو المريض في حالة شبه عادية، قبل أن يتطور الوضع سريعاً ويصل إلى مرحلة الإنعاش، معتبراً أن معالجة هذا النقص ستمكِّن من تلافي وصول نسبة كبيرة من المرضى إلى المرحلة الحرجة أو الخطرة. وزاد قائلاً: «نحن في طريق تصبح فيه مواردنا الصحية مستنزفة»، موضحاً أن المغرب يعاني من نقص كبير جداً في الموارد البشرية، الطبية وشبه الطبية، داعياً إلى معالجة هذا النقص بشكل عاجل.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.