أرقام «مقلقة» لانتشار «كوفيد ـ 19» في سوريا

أعلاها 113 حالة يومية في مناطق الإدارة الذاتية شرق البلاد

صورة أرشيفية من مخيمات النازحين في الحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية من مخيمات النازحين في الحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
TT

أرقام «مقلقة» لانتشار «كوفيد ـ 19» في سوريا

صورة أرشيفية من مخيمات النازحين في الحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية من مخيمات النازحين في الحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

في ظل تصاعد فيروس «كورونا» المستجد في سوريا والتخوف من الانزلاق إلى مستويات أكثر خطورة، أصدرت السلطات المدنية في شمال غربي البلاد قرارات تتعلق بإغلاق أماكن عامة في كل من مدينة إدلب وبلدة جرابلس والباب بريف حلب الشمالي الشرقي.
وارتفعت عدد الإصابات المسجلة بفيروس «كوفيد - 19» في أرجاء سوريا إلى 5791 حالة، منها 241 حالة وفاة، حيث سجلت وزارة الصحة بالحكومة السورية 44 إصابة جديدة و3 وفيات، لتصل الحصيلة إلى 3877 حالة مؤكدة و178 حالة وفاة، فيما سجلت هيئة الصحة في مناطق «الإدارة الذاتية» شرق سوريا أعلى حصيلة يومية بـ96 حالة إصابة لترتفع الحصيلة لديها إلى 1304 إلى جانب وفاة 55 شخصا، إضافة إلى تسجيل مناطق المعارضة 654 حالة إصابة و6 حالات وفاة، إحداها بمخيمات النازحين.
وسجلت العاصمة دمشق أعلى حصيلة بالإصابات ضمن مناطق النظام، وقد بلغت الأرقام 1346 إصابة و82 حالة وفاة، بعدها جاءت مدينة حلب شمالاً ووصل إجمالي الإصابات إلى 904 ونحو 22 حالة وفاة، وكانت محافظة ريف دمشق بالمرتبة الثالثة، حيث سجلت 331 حالة و9 وفيات، أما مدينة اللاذقية المطلة على الساحل السوري فسجلت 416 حالة إصابة، و11 حالة وفاة.
وذكر مراقبون ومتابعون لتفشي فيروس كورونا في المناطق الحكومية والأعداد الكبيرة التي سجلتها العاصمة، أن الأرقام أعلى من تلك المسجلة، لا سيما حالات الوفاة، غير أن وزير الصحة الدكتور نزار يازجي عزا في تصريحات صحافية سبب عدم معرفة الأرقام الدقيقة إلى إمكانية «أن تكون لعدم الإبلاغ عن حالات مرضية تعالج منزلياً والتأخر بطلب الاستشارة».
إلى ذلك؛ نشرت «الحكومة السورية المؤقتة» التابعة لـ«الائتلاف السوري» تقريراً ميدانياً على حسابها الرسمي أمس، ذكرت بوجود 600 طبيب لتقديم الرعاية الصحية لأربعة ملايين نسمة يعيشون شمال غربي سوريا، ما يعني طبيبا لكل 10.000 آلاف شخص، وأشارت بالتقرير نفسه إلى أن عدد الأسرة في أقسام العناية الصحية المركزة يبلغ 201 سرير، ما يعادل سريرا واحدا لكل 21 ألف شخص. أما عن عدد أجهزة التنفس، فقال التقرير إن 95 جهازاً يعمل بطاقته الاستيعابية مقابل 30 جهازاً خاصاً للأطفال.
وحذر فريق «منسقو الاستجابة السوري» من تدهور القطاع الطبي في مناطق المعارضة، بسبب ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا. وقال قائد الفريق محمد حلاج: «تزداد المخاوف من انتشاره ضمن المخيمات وتحولها إلى بؤرة كبيرة للوباء يصعب السيطرة عليها، فأغلب المخيمات تعاني من شح كبير في المستلزمات الأساسية الخاصة بمجابهة فيروس كورونا». وكشف الفريق في تقرير إحصائي بياني لحالات جائحة «كوفيد - 19» في مخيمات الشمال، تسجيل 7 حالات في المخيمات المنتشرة بريف حلب، أما مخيمات مدينة إدلب فظهر فيها 11 إصابة، وسجلت في عموم المخيمات حالة وفاة واحدة.
ورغم ارتفاع المنحنى البياني للإصابات بالفيروس المستجد في مناطق سيطرتها بشكل متصاعد، اختصرت تعليمات «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا على فرض ارتداء الكمامة، واتّخاذ تدابير احترازية في المعابر والمنافذ الحدودية، مع مراعاة تسهيل عبور المرضى والحالات الإنسانية.
وسجلت هيئة الصحة التابعة للإدارة أمس 95 حالة إصابة جديدة، وكانت أعلى حصيلة يومية سجلت يوم السبت الماضي بعد أن سجّلت 113 حالة، وارتفعت حالات الوفاة إلى 55 حالة، ويشتكي كثير من أهالي المنطقة ونشطاء من عدم تقيد الناس بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، حيث يرفض غالبية الأهالي ارتداء الكمامات ويمتنعون عن التدابير المطلوبة. وبعد تسجيل هيئة الصحة 297 حالة إصابة جديدة خلال 5 أيام ضمن الأسبوع الحالي، أطلق نشطاء فعاليات مجتمعية ومدنية هاشتاغات وحملات توعوية تدعو الأهالي إلى ارتداء الكمامة والحفاظ على مسافة أمان والبقاء في المنزل مع ارتفاع حصيلة الإصابات.
ويرى مسؤولون من الإدارة أن الزيادة في عدد الحالات خلال الأيام الماضية تثير القلق، وشدد رئيس هيئة الصحة الدكتور جوان مصطفى أن إهمال الأهالي وعدم إحساسهم بالمسؤولية في التعامل مع الجائحة «سيعرض المنطقة إلى الخطر، لذلك مطلوب من الجميع أخذ الحيطة والحذر والحفاظ على الوقاية، لأن حمايتهم الشخصية تؤمن حماية المجتمع».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.