العراق: الشفاء من «كورونا» يتفوق على الإصابات

وزير الصحة عزا الارتفاع السابق إلى زيادة الطاقة التشخيصية

وزير الصحة والبيئة الدكتور حسن محمد التميمي (تويتر)
وزير الصحة والبيئة الدكتور حسن محمد التميمي (تويتر)
TT

العراق: الشفاء من «كورونا» يتفوق على الإصابات

وزير الصحة والبيئة الدكتور حسن محمد التميمي (تويتر)
وزير الصحة والبيئة الدكتور حسن محمد التميمي (تويتر)

أعلن وزير الصحة العراقي حسن التميمي، أن «نسبة الشفاء من وباء كورونا بلغت أعلى من نسبة الإصابة في الأيام الماضية، حيث وصلت نسبة الشفاء إلى 80 في المائة، وهو مؤشر جيد إذا ما قورن بالأشهر الماضية». وقال التميمي في تصريح نقلته الوكالة الرسمية للأنباء، إن «أسباب الارتفاع تعود إلى زيادة الطاقة التشخيصية وتوفير الإمكانات اللازمة من قبل الوزارة». وأضاف أن «العراق من أول الدول المنضمة إلى التحالف الدولي للقاحات، وهناك 50 شركة باشرت تصنيع اللقاح»، مشيراً إلى أن «اللجنة العليا للصحة والسلامة وافقت على تخصيص المبالغ اللازمة لتوفير اللقاح، وفي حال إقراره من قبل منظمة الصحة العالمية، فإن الكمية التي سيحصل عليها العراق كافية لتغطية 20 في المائة من مجموع السكان».
وأوضح التميمي، أن «الفئات المشمولة باللقاح وستكون لها الأولوية بالحصول عليه، هم كبار السن ممن تتجاوز أعمارهم 50 عاماً، وذوو الأمراض المزمنة، فضلاً عن منتسبي الأجهزة الأمنية بصنوفها كافة، ومنتسبي وزارة الصحة»، لافتاً إلى أنه «بعد إنتاج كميات أخرى سيتم توفير اللقاح ليكون كافياً لتغطية جميع أبناء الشعب».
وبشأن العام الدراسي، أكد وزير الصحة، أن «هناك لجاناً مشكّلة مع وزارة التربية بشأن العام الدراسي الجديد، وهناك الكثير من الخيارات المطروحة ما زالت قيد الدراسة من قبل المتخصصين بهذا المجال». وأشار إلى أن «العراق نجح بالاشتراك والتنسيق مع أساتذة الأمانة العامة للبورد العربي بامتحان أكثر من 500 طبيب، بعد تأخر امتحاناتهم للحصول على شهادة الدكتوراه بـ46 تخصصاً طبياً عن طريق استخدام القاعات المحوسبة». إلى ذلك، حذر مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة الحكومة الاتحادية من تداعيات اتباع سياسة «مناعة القطيع» عبر السماح ببدء العام الدراسي الجديد.
وقال بيان للمكتب أمس (الأربعاء)، إنه «بعد قراءات دقيقة للواقع الصحي والتربوي في محافظة البصرة والتي لا تختلف عن أغلب المحافظات قبل وأثناء جائحة كورونا، يحذر (المكتب) بشدة، الحكومة المركزية من أي قرار يدفع مئات آلاف الأطفال إلى مناعة القطيع لبدء العام الدراسي 2020 - 2021 مع هذا المستوى المتردي من الوقاية والرقابة الصحية المتهالكة». وأضاف البيان، أن ذلك «سيؤدي إلى كارثة إنسانية يجب ألا يستهان بدراستها، كما ألا تقاس على مدارس التعليم الأهلي أو المدارس». في موازاة ذلك، سجل إقليم كردستان أعلى إصابة في وباء كورونا بالإقليم، حيث بلغت أمس 955 إصابة في كردستان و19 حالة وفاة، وهي طفرة كبيرة في عدد الإصابات منذ انتشار الفيروس.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.