كعكات غريبة يصنعها فنانون على «إنستغرام»

مكوّنات غير تقليدية وألوان ونكهات قد لا يتقبلها الجميع

كعكة من صنع الفنانة هان يونغ يون المقيمة في شيكاغو
كعكة من صنع الفنانة هان يونغ يون المقيمة في شيكاغو
TT

كعكات غريبة يصنعها فنانون على «إنستغرام»

كعكة من صنع الفنانة هان يونغ يون المقيمة في شيكاغو
كعكة من صنع الفنانة هان يونغ يون المقيمة في شيكاغو

حين فرضت الحكومات على الناس البقاء في المنازل للحد من تفشي فيروس «كورونا» المستجد، خلال شهر مارس (آذار) الماضي، وبسبب العزلة والملل؛ بدأ كثير من الأميركيين التحول خبّازين يعدّون العجينة الحامضة وقوالب الحلوى. وحين هلّ شهر يونيو (حزيران) الماضي، اكتسبت صناعة أرغفة الخبز، والبسكويت، والكعك، أهمية جديدة، حيث تعاون المحترفون معاً من أجل جمع الأموال والتبرعات لمنظمات تقدم الدعم لذوي الأصول الأفريقية وتدافع عن حياتهم.
وفي هذه الأثناء كان كثير من الفنانين والخبازين الهواة، يصنعون أصنافاً من الحلوى في المنزل، وليس ذلك لأسباب عملية أو في إطار حملة ما، بل فقط من أجل الفن. وتجسد تلك الكعكات، التي تستند إلى طريقة «جيل أو مولد (قوالب الجيلي)» العبثية، التي اشتهرت خلال حقبة الخمسينات، وتتألق بمختلف الألوان الصادمة، أفكاراً عن النوع الاجتماعي والسلطة والاحترام.
تقول كايلا وازانا تومكينز، أستاذة في الدراسات الخاصة بالنّوع الاجتماعي في جامعة «بومونا كوليدج»: «لهذه الممارسة من الخبز النسوي تاريخ طويل في صالات العرض والمتاحف، مثل فيلم (علم الإشارات الخاص بالمطبخ) لمارثا روسلر، الذي كان يمثل طريقة للفت الانتباه إلى إبداع المرأة اليومي بوصفه وسيلة من وسائل إبداع الفنون». وكتبت أيضاً عن التلاقي والعلاقة بين الطعام وعلم الجمال. وأضافت: «أرى في تلك الكعكات استمراراً للخبز النسوي الفوضوي»، وهو طريقة لتفادي «الشكل العنيف من الكمال والمثالية»، لصالح شيء «منحرف بشكل جمالي».
كلير غيديس بيلي، فنانة (24 سنة) ومن هواة الخبز في المنزل بمدينة فانكوفر. عرضت كلير الكعكات التي أعدتها للمرة الأولى في صالة عرض خلال شهر فبراير (شباط) الماضي؛ وعندما بدأ الوباء في الانتشار، أصبح حسابها على موقع «إنستغرام» مساحة تعرض من خلالها أعمالها بشكل علني. وتقول: «في مثل هذه الظروف، لا نستطيع الاحتفال بأعياد ميلادنا بالطريقة التي عهدناها، أو الذهاب إلى صالات العرض، لذا فإن تلك الكعكات تُعدّ طريقة لطيفة للمشاركة».
يذكر أن كثيرا من صالات عرض الأعمال الفنية قد أعادت فتح أبوابها بعد ذلك مع السماح بحضور محدود.
على عكس الفكرة المنتشرة، التي تظهر فيها قطعة مخلل أو بصل على أنها كعكة، أعدت تلك النسخ بحيث تكون بعيدة كل البعد عن المثالية بشكل متعمد؛ إذ تظهر طبقة الكريمة التي تكسوها مجعدة، وأحياناً غير مستوية إطلاقاً، وألوانها صادمة. إنها تمثل شكلاً من أشكال الفنون سريعة الزوال وقابلة للأكل، وتكون معدّة من مكونات أولية كثيراً ما تكون مزيجاً من المكونات النباتية، أو أي شيء يوجد داخل الثلاجة. على سبيل المثال، عرض حساب باسم «كيك فور إيفري كريتشر» مؤخراً كعكة مصنوعة من بذور السمسم الأسود، ووردة الذرة، وشرائح من الخوخ الأبيض. كذلك شارك حساب باسم «كيك فور سبورت»، كعكة مصنوعة من الشوكولاته والسماق ومزينة بالبرتقال الرائب والفلفل الحلبي.
ربما يتصور المرء أن من يعدّ وصفات الحلوى تلك، أشخاص غريبو الأطوار، أو من عالم آخر، أو ربما «مستخدمو الأشياء الغريبة» حسب الوصف المنتشر، ومن يتّبعون أسلوباً يصفه مؤيدوه بأنه شكل مماثل وأقل تفنناً من أشكال الحِرف والفنون اليدوية التقليدية. ولكثير من الكعكات وعناصر تزيينها، مثل شخصيات «بيكا هيكيلا» الحسّاسة ذات العيون الصغيرة، حياة شعبية خاصة بها على الإنترنت.
وتقول هان يونغ يون، صانعة شموع وفنانة مقيمة في شيكاغو، إن كل كعكة من كعكاتها التي تنشر صورها على حسابها، الذي يحمل اسم «دريم كيك تيست كيتشن»، أصبحت معلماً في حد ذاتها، وكانت أحدث كعكاتها على شكل فرع مزهر من نبات الرجلة، مشيرة إلى أنها تمثل طريقة لإضفاء الطابع الرومانسي على الهروب إلى الطبيعة في وقت يشهد فيه البشر خسائر كبيرة ودماراً عميقاً. وأضافت قائلة: «تحمل الأشجار الصغيرة معنى النمو والاعتناء بعضنا ببعض في مثل هذا الوقت الذي نعيشه الآن. رغم ذلك؛ فإن الرسالة الأكبر التي أراها في تلك الحركة هي أن الناس تحاول جاهدة أن تكون مثالية على (إنستغرام)؛ ومن الجميل أن تكون تلك الكعكات بسيطة وتمثل رفضاً لذلك التوجه».
لقد مثلت تلك الطريقة من التزيين، التي تتسم بالمبالغة، مصدر إلهام لكثير من حسابات المشجعين؛ من بينها شخص اسمه «كيكس». وقد أنشأت سارة سارمينتو، رسامة في ميامي، الحساب خلال العام الماضي حين كانت عاطلة عن العمل. وقالت: «لقد لاحظت زيادة كبيرة في عدد الاشتراكات نظراً لقضاء الناس مزيداً من الوقت في المنزل حالياً». وأضافت قائلة: «سيخبرني المستخدمون أنهم لم يعدّوا كعكاً قبل ذلك، لكن حسابي سيمنحهم الإلهام والدافع لتجربة ذلك أثناء فترة العزل المنزلي».
على الجانب الآخر؛ تقول أغاثا موناستريوس راميرز، المقيمة في بروكلين والتي تدير حساب مشجعين أصغر يعيد نشر مشاركات من حسابات أخرى مثل «سبيرال ثيوري تيست كيتشن»، الذي يقدم أصنافاً غريبة من الطعام، إن هذه الطريقة في إعداد الكعك قد ساعدت في تكوين مجتمع جديد في عالم الإنترنت. ونقلت عن المستخدمين قولهم: «إنها طريقة خبز أرى ذاتي فيها أكثر من أي طريقة أخرى». وأضافت: «من الأمور التي تجذب الناس إلى الكعكات تقديرهم الجمع بين كل المكونات الغريبة غير التقليدية من الألوان والنكهات التي لن يستوعبها أو قد لا يتقبلها الجميع». كما قالوا إن هذه الطريقة في إعداد الكعك «فوضوية؛ لكنها حسّية وجميلة، وهو ما يجعلها متوافقة ومتّسقة مع اللحظة التي نعيشها».
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».