«كوفيد ـ 19» يكسر حاجز 29 ألف إصابة في ليبيا

وسط جهود حكومية لاحتوائه

إجراء جراحة بالحنجرة لمصاب بفيروس «كورونا» في ليبيا (مركز مصراتة الطبي)
إجراء جراحة بالحنجرة لمصاب بفيروس «كورونا» في ليبيا (مركز مصراتة الطبي)
TT

«كوفيد ـ 19» يكسر حاجز 29 ألف إصابة في ليبيا

إجراء جراحة بالحنجرة لمصاب بفيروس «كورونا» في ليبيا (مركز مصراتة الطبي)
إجراء جراحة بالحنجرة لمصاب بفيروس «كورونا» في ليبيا (مركز مصراتة الطبي)

تتصاعد الإصابات بفيروس «كورونا» بشكل دائم في ليبيا، مسجلة أرقاماً تقارب الألف يومياً، في وقت تسعى السلطات الطبية في شرق وغرب البلاد إلى احتواء تفشي الوباء، من خلال حملات التوعية والتعقيم.
وسجلت ليبيا حصيلة إجمالية بلغت أكثر من 29 ألف إصابة تعافى منها 15384 مريضاً، بينما توفي 450 حالة. وأهاب المركز الوطني لمكافحة الأمراض بمشرفي فرق الرصد والتقصي والاستجابة السريعة بالبلديات، تسهيل عودة المواطنين المتعافين من الفيروس إلى عملهم وحياتهم الطبيعية من خلال تعبئة (شهادة التعافي من «كورونا»)، وفقاً للبروتوكول المعتمَد من المركز.
في السياق ذاته، قال المتحدث الرسمي عضو اللجنة الطبية الاستشارية لمكافحة جائحة «كورونا» الدكتور أحمد الحاسي، إن مركز بنغازي الطبي نظّم على مدار يومين ورش عمل للاختصاصيين الصحيين في المنافذ البحرية والجوية بهدف تعريف المستهدفين بحقيقة «كوفيد - 19»، وكيفية التعامل مع المواطنين الذين يدخلون عن طريق هذه المنافذ سواء لديهم اشتباه أو أعراض مرضية أخرى تشبه أعراض «كوفيد - 19».
ولفت الحاسي إلى أنه تم تدريب الاختصاصيين على كيفية ارتداء الألبسة الواقية من الفيروس، وطرق الوقاية الاحترازية الصحيحة لمنع العدوى، وكيفية حجر المواطنين المخالطين لحالات إيجابية أو قادمين من مناطق موبوءة، أو التي تعاني أعراضاً كالحرارة أو السعال أو ضيق التنفس وكيفية نقلهم وعزلهم أيضاً في غرف خاصة أو المستشفيات المعتمدة لعلاج مرضى «كورونا».
وقال مركز مصراتة الطبي، إنه أجرى جراحة «شق حنجرة» لمصاب بفيروس «كورونا» يبلغ من العمر (73 عاماً) ويخضع للتنفس الصناعي بقسم العزل التابع للمركز. وليست هذه هي الجراحة الوحيدة، إذ أجرى مركز سبها الطبي جراحات مشابهة لموطنين مرضى بـ«كورونا».
واعتمدت اللجنة العلمية بالمركز الوطني بروتوكولاً جديداً للشفاء من الفيروس، واضعة مجموعة من الشروط، وهي: بالنسبة للمرضى ذوي الأعراض، يجب مرور عشرة أيام من بداية ظهور الأعراض، بالإضافة إلى ثلاثة أيام إضافية على الأقل دون أعراض، حيث لا توجد حمى، ودون استخدام خافضات الحرارة، وتحسن في باقي الأعراض. أما بالنسبة للحالات التي ليست لديها أي أعراض، فمرور عشرة أيام بعد ظهور النتيجة الموجبة لاختبار «RT - OCR»، وتُستثنى من ذلك الحالات الحرجة التي يجب الاعتماد فيها على إجراء الاختبار «RT - OCR» بحيث تكون النتيجة سلبية لإعلان شفائها.
وقالت اللجنة إنه ليس هناك داعٍ لإجراء اختبارات لإنهاء العزل المنزلي، فالأشخاص الذين تم تشخيص حالتهم موجبة بالاختبار، ولم تظهر عليهم أعراض مرضية أو كانت لديهم أعراض خفيفة، يمكنهم إنهاء الحجر المنزلي بعد مرور عشرة أيام على تشخيص الحالة وإضافة يوم واحد يكون فيه المريض خالياً من الحرارة دون استخدام خافضات الحرارة، مع حدوث تحسن في باقي الأعراض. أما الأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة فلا بد من بقائهم مدة قد تصل إلى 20 يوماً من بداية ظهور الأعراض.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.