تونس: إحالة 16 متهماً على علاقة بعملية سوسة الإرهابية

TT

تونس: إحالة 16 متهماً على علاقة بعملية سوسة الإرهابية

كشف محسن الدالي رئيس مكتب الإعلام والاتصال بالمحكمة الابتدائية (العاصمة التونسية)، عن إحالة 16 متهماً إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب على علاقة بالعملية الإرهابية التي شهدتها منطقة سوسة (وسط شرقي تونس) في السادس من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي. وأكد إيداع ثلاثة متهمين السجن وإطلاق سراح ثمانية من بين المتهمين، في حين أجل القاضي التحقيق مع خمسة آخرين إلى جلسة لاحقة، ومن بين المتهمين من تورط في تمجيد العملية الإرهابية بعد وقوعها.
وتوزعت القضية على قسمين؛ الأول يهم العملية الإرهابية وتوجيه تهم القتل العمد وارتكاب جرائم إرهابية، وقد شملت الأبحاث الأمنية 14 مشتبهاً به، أحيلوا جميعهم في حال الاحتجاز. أما القسم الثاني فقد تعلق بالأساس بالأشخاص الذين تمت إحالتهم إلى القضاء من أجل الإشادة بالعملية الإرهابية والتحريض وشبهة الانتماء إلى التنظيم الإرهابي، وقد شمل الملف 5 متهمين.
وأكدت مصادر قضائية تونسية أن من بين الأشخاص الذين تمت إحالتهم إلى القطب القضائي التونسي لمكافحة الإرهاب، زوجة أحد منفذي العملية وشقيقي عنصر آخر شارك في العملية، و3 عناصر استقطاب وعنصراً آخر مصنّفاً لدى الوحدات الأمنية، كان على اتصال بهم وصديق أحد منفذي العميلة الإرهابية، يشتبه في كونه على علم مسبق بالعملية الإرهابية، ولم تعلم السلطات الأمنية، وإمام أحد المساجد الذي كان يقصده العنصران الإرهابيان الشقيقان، ويشتبه في قيامه بعملية رصد للدورية التي تم استهدافها من قبل العناصر الإرهابية. وقد أثبتت التحريات والأبحاث الأولية أنّ المشتبه فيهم قد مكّنوا العناصر الإرهابية من مفاتيح المسجد حتى يعقدوا اجتماعاتهم السرية بهدف التخطيط للعملية التي استهدفت دورية الأمن التي تنتمي إلى سلك الحرس الوطني المختص في مكافحة الإرهاب.
يذكر أن العملية الإرهابية تمثلت في تعمد ثلاثة عناصر إرهابية من بينهم شقيقان، دهس عناصر دورية أمنية باستعمال سيارة ومن ثم طعنهم بالسكاكين، ما أدى إلى وفاة عنصر أمني على عين المكان وجرح آخر ما زال يتلقى العلاج بالمستشفى الجامعي سهلول بمدينة سوسة. وقتلت وحدات أمنية مختصة في مكافحة الإرهاب العناصر الإرهابية الثلاثة في اليوم نفسه بعد مطاردتهم ومحاصرتهم في إحدى المؤسسات التربوية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.