مجندو جهاز الأمن يشيعون الفوضى في الخرطوم.. ويحرقون محالا تجارية

اشتبكوا مع السكان.. والجيش تدخل لاحتواء الموقف

مجندو جهاز الأمن يشيعون الفوضى في الخرطوم.. ويحرقون محالا تجارية
TT

مجندو جهاز الأمن يشيعون الفوضى في الخرطوم.. ويحرقون محالا تجارية

مجندو جهاز الأمن يشيعون الفوضى في الخرطوم.. ويحرقون محالا تجارية

اشتعلت اشتباكات بين مجندين محسوبين على جهاز الأمن السوداني وسكان في شرق الخرطوم، وأدت إلى وقوع إصابات، إثر خلافات تطورت إلى اشتباكات وقطع طريق يربط مناطق الشمال بالعاصمة استمرت على مدى يومين، مما أدى إلى تدخل الجيش لاحتوائها.
ووصف الجيش السوداني تلك الأحداث التي وقعت شرق العاصمة الخرطوم بين متدربين في قوة نظامية ومواطنين، بأنها «أعمال شغب محدودة»، احتوتها السلطات الأمنية، وفتحت الطريق البري الرابط بين وسط البلاد وشمالها، بعد أن تعطلت فيه حركة السير إلى عدة ساعات.
وحسب شهود، فإن عددا من المجندين بمركز تدريب تابع للجيش السوداني شرق العاصمة الخرطوم عند منطقة حطاب، ويتبعون «قوات الدعم السريع»، دخلوا في مشادة مع أحد التجار بالمنطقة على ديون مستحقة له عليهم، وتحولت المشادة إلى مشاجرة، خرب خلالها الجنود متجره، وأحرقوا متاجر أخرى، مما أثار غضب المواطنين، فدخلوا في معركة مع الجنود المتفلتين، وأغلقوا الطريق البري الذي يربط العاصمة الخرطوم بشمال البلاد (شارع التحدي).
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد لـ«الشرق الأوسط» إن الأحداث التي وقعت في منطقة حطاب عبارة عن «أعمال شغب محدودة»، تطورت إلى عراك بين «جنود مستجدين» ومواطني المنطقة.
وأضاف أن السلطات الأمنية احتوت الأحداث التي بدأت منذ أول من أمس، ثم تجددت صباح أمس، بسبب اختفاء أحد الجنود ثم وُجد ميتا بسبب حادث حركة، وأن المشاورات والوساطات ما زالت جارية مع المواطنين لمعالجة القضية.
في حين قال شاهد إن سكان المنطقة متمسكون بإبعاد القوة من منطقتهم، ويحملونها مسؤولية الكثير من التفلتات التي حدثت في أوقات سابقة، رغم أن وساطة أحد قادة قوات «الدعم السريع»، وتتبع لها القوة المتدربة، أفلحت في فتح الطريق البري الذي يربط بين الخرطوم ومدينة شندي، وأعادت الجنود إلى معسكرهم، بعد أن فضت قوات مشتركة من الجيش والشرطة المشاجرة، وفصلت بين الطرفين.
وشهدت أكثر من منطقة في السودان تفلتات من أفراد هذه القوة المثيرة للجدل (الدعم السريع)، فقد عانت مدينة شندي شمال البلاد أحداثا مماثلة قبل أسابيع، بينما شهدت مدينة الأبيض غرب البلاد قبل أشهر أحداث عنف بين المواطنين وأفراد من تلك القوات لقي خلالها مواطن على الأقل مصرعه، مما اضطر حاكم الولاية للضغط لسحبها من ولايته.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».