مسؤولون أميركيون: إيران تغير استراتيجيتها بالعراق خوفا من فوز ترمب بالانتخابات

عناصر من القوات الأميركية في العراق (أ.ف.ب)
عناصر من القوات الأميركية في العراق (أ.ف.ب)
TT

مسؤولون أميركيون: إيران تغير استراتيجيتها بالعراق خوفا من فوز ترمب بالانتخابات

عناصر من القوات الأميركية في العراق (أ.ف.ب)
عناصر من القوات الأميركية في العراق (أ.ف.ب)

قال مسؤولون أميركيون إن إيران غيرت مؤخرا استراتيجيتها العسكرية تجاه القوات الأميركية في العراق، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر عقدها في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث قللت من عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها على قواعد الولايات المتحدة، وعلقت ردها على مقتل قائد «فيلق القدس»، قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد.
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فقد قال بعض المسؤولين والمحللين الأميركيين إنه من غير المرجح أن تشن إيران والجماعات المدعومة منها هجومًا استفزازيًا قد يكون له تأثير على حشد الدعم الشعبي الأميركي للرئيس ترمب في الأسابيع التي تسبق الانتخابات.
وقال مسؤول أميركي يتابع شؤون المنطقة: «إذا كانوا يرغبون في منع إعادة انتخابه، فإن أسوأ ما يمكنهم فعله هو القيام بشيء ما لإثارة غضب الرأي العام الأميركي».
وبينما ازدادت وتيرة الهجمات الصاروخية التي تطلقها الميليشيات المدعومة من إيران على القواعد الأميركية في العراق خلال الشهرين الماضيين، انخفض عدد وحجم الصواريخ المستخدمة في تلك الهجمات.
وقال المسؤولون إن مثل هذه الهجمات التي تضمنت في السابق 20 صاروخا أو أكثر في وقت واحد، تتضمن الآن من ثلاثة إلى خمسة صواريخ فقط.
ومن خلال تقليل عدد الصواريخ، قد تحاول إيران تجنب وقوع إصابات خطيرة، والقيام فقط بمضايقة القوات الأميركية وإظهار معارضتها للوجود الأميركي في العراق.
وقال المسؤولون العسكريون الأميركيون إن إيران تحاول إثبات أنها لا تزال تشكل تهديدًا، لكنها لن تفعل شيئا قد يؤدي إلى رد عسكري أميركي عنيف، كقتل جندي أميركي، على سبيل المثال.
وقال أحد مسؤولي الدفاع: «الأمر يتعلق أكثر بإرسال رسائل إلى أميركا وليس الرغبة في إلحاق الأذى».
ولم يرد المسؤولون الإيرانيون على الفور على طلب للتعليق.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2019، نفذت إدارة ترمب سلسلة ضربات في العراق وسوريا استهدفت مجموعة مدعومة من إيران يشتبه في إطلاقها وابلا من الصواريخ على قاعدة بالقرب من مدينة كركوك العراقية، مما أسفر عن مقتل مقاول أميركي.
ويأتي التقييم الجديد للاستراتيجية العسكرية الإيرانية في العراق في الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون الأميركيون الكشف عن نوايا طهران قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وتقلص عدد الأهداف الأميركية داخل العراق حيث أغلقت الولايات المتحدة قواعدها، ودمجتها في أماكن مثل قاعدة الأسد وفي أربيل، تحسبا لتقليص وجودها إلى 3000 جندي من حوالي 5200.
وقال بعض المراقبين إن إيران لن ترغب في اتخاذ إجراء قد يدفع الولايات المتحدة إلى تغيير خطط الانسحاب، حيث صرحت منذ فترة طويلة بأنها تريد أن ترى الولايات المتحدة تغادر العراق.
وقالت جينيفر كافاريلا، أستاذة الأمن القومي في معهد واشنطن: «ما يجب أن نتوقعه بدلاً من ذلك هو الضغط الإيراني المتزايد على رئيس الوزراء العراقي المدعوم من الولايات المتحدة وأنصاره السياسيين، الذين يمثلون المحرك الجديد للضغط الأميركي على إيران».
وأضافت «إيران ليست قلقة من التهديدات الماضية ولكن من المستقبل».
وقال المسؤولون الأميركيون إنه في حين أن إيران قد ترغب في التراجع قبل الانتخابات الأميركية، فمن غير الواضح مدى سيطرة إيران على وكلائها في جميع أنحاء المنطقة، وبعضهم لديه أهداف أكثر إلحاحاً.
علاوة على ذلك، أشار المسؤولون إلى أنهم يعتقدون أن التهديدات المستمرة لا تزال قائمة، ولا سيما للقادة العسكريين الكبار مثل الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، والجنرال البحري فرانك ماكنزي، الذي يرأس القيادة المركزية الأميركية، على الأعمال العسكرية للولايات المتحدة في بلدان عدة بينها سوريا وأفغانستان.
والسبت الماضي، هدد قائد «الحرس» الإيراني، حسين سلامي الرئيس الأميركي بـ«ثأر جاد وحقيقي»، ومطاردة كل من له دور في مقتل قائد «فيلق القدس»، قاسم سليماني، معتبراً «نهاية» الولايات المتحدة «واقعاً لا يمكن إنكاره».
وقُتل سليماني، صاحب أعلى رتبة عسكرية إيرانية، والعقل المدبر للعمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد، مطلع هذا العام، بأوامر مباشرة من الرئيس ترمب، بعد شهور من تصنيف قوات «الحرس» على قائمة المنظمات الإرهابية.
وقال ترمب، بعد مقتل سليماني، «لقد قضينا على الإرهابي الأول في العالم والقاتل الجماعي للقوات الأميركية والعديد من القوات والعديد من الناس في جميع أنحاء العالم. مات قاسم سليماني. رجل سيئ للغاية».
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر ترمب، إيران، من التفكير بـ«الثأر» لسليماني، ولوح برد «أقوى بألف مرة» في حال شنت أي اعتداء على بلاده، في أعقاب تقارير عن تخطيط طهران لاستهداف السفيرة الأميركية لدى جنوب أفريقيا لانا ماركس، رداً على مقتل سليماني.



الصين تحظر تصدير معادن أساسية إلى أميركا وسط حرب تجارية محتملة

الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)
الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)
TT

الصين تحظر تصدير معادن أساسية إلى أميركا وسط حرب تجارية محتملة

الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)
الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)

قالت الصين، الثلاثاء، إنها حظرت صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى الولايات المتحدة، وذلك غداة حملة إجراءات أميركية صارمة على قطاع أشباه الموصلات في الصين.

ووفقاً لـ«رويترز»، عزت وزارة التجارة الصينية قرارها بشأن المواد ذات الاستخدام المزدوج في التطبيقات العسكرية والمدنية إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

ويتطلب القرار الذي دخل حيز التنفيذ فور إعلانه مراجعة صارمة أيضاً بشأن عناصر الغرافيت التي يتم شحنها إلى الولايات المتحدة.

وقالت الوزارة: «من حيث المبدأ، لن يُسمح بتصدير الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون والمواد شديدة الصلابة إلى الولايات المتحدة».

ويشدد القرار القيود المفروضة على صادرات ما يعرف بالمعادن الحرجة التي بدأت بكين في طرحها العام الماضي، لكنها تنطبق فقط على السوق الأميركية، في أحدث تصعيد للتوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منصبه.

وتُظهر بيانات الجمارك الصينية عدم وجود شحنات من الجرمانيوم أو الغاليوم إلى الولايات المتحدة منذ بداية العام حتى أكتوبر (تشرين الأول)، رغم أنها كانت رابع أكبر مستورد للجرمانيوم وخامس أكبر مستورد للجاليوم قبل عام.

ويستخدم الغاليوم والجرمانيوم في أشباه الموصلات، ويستخدم الجرمانيوم أيضا في تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء وكابلات الألياف الضوئية والخلايا الشمسية.