انتهاء أزمة الرسوم الكينية على الصادرات المصرية

تعاون مع الكونغو في الكهرباء والطاقة المتجددة

الحديد والصلب من أهم الصادرات المصرية إلى كينيا
الحديد والصلب من أهم الصادرات المصرية إلى كينيا
TT

انتهاء أزمة الرسوم الكينية على الصادرات المصرية

الحديد والصلب من أهم الصادرات المصرية إلى كينيا
الحديد والصلب من أهم الصادرات المصرية إلى كينيا

أعلنت وزيرة التجارة والصناعة المصرية نيفين جامع عن انتهاء أزمة فرض السلطات الكينية رسوما جمركية على الصادرات المصرية بالمخالفة لاتفاقية الكوميسا، مشيرة إلى أن الوزارة، متمثلة في جهاز التمثيل التجاري المصري، أجرت اتصالات مكثفة مع اتحاد شرق أفريقيا للموافقة على مد الاستثناء الممنوح لدول كينيا ورواندا وبوروندي وأوغندا الأعضاء بالاتحاد وتجمع الكوميسا لمنح باقي الدول الأعضاء بالاتفاقية إعفاءً جمركياً شاملاً، حيث وافق الاتحاد على مد الاستثناء حتى 30 يونيو (حزيران) 2021.
وقالت جامع في بيان لوزارة التجارة والصناعة الاثنين إن جهاز التمثيل التجاري تابع عن كثب خلال الفترة الماضية تطورات الأزمة الناتجة عن قيام السلطات الكينية بفرض رسوم جمركية على وارداتها من مصر، وذلك بالمخالفة لاتفاقية الكوميسا، مشيرة إلى أن المكتب التجاري المصري في كينيا قام بالتنسيق مع مختلف الدوائر الحكومية وغير الحكومية لحث السلطات الكينية على الالتزام بالتخفيضات الجمركية في إطار الكوميسا. وأضافت أن العديد من الشركات المصدرة للسوق الكينية أبدت تضررها الشديد من جراء اتخاذ السلطات الكينية قرارا منفردا بالمخالفة لالتزاماتها في اتفاقية الكوميسا بفرض رسوم جمركية على صادرات هذه الشركات إلى كينيا، مما أدى إلى توقف العديد من الحاويات المصرية في ميناء مومباسا الكيني، وأوضحت أن كينيا تحصل على استثناء من المجلس الوزاري لتجمع شرق أفريقيا لمنح الدول أعضاء الكوميسا إعفاء جمركياً شاملاً للتجارة فيما بينهما، لحين تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية، على أن تقوم كينيا بتطبيق هذا الاستثناء خلال مدة محددة انتهت في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2019.
من جانبه، قال رئيس جهاز التمثيل التجاري الدكتور أحمد مغاوري إنه خلال الاجتماع الوزاري لدول تجمع شرق أفريقيا خلال شهر مايو (أيار) 2019 لم يتم الموافقة على تجديد مدة منح الاستثناء لدول الكوميسا، نظرا لعدم وجود تطورات كبيرة في المفاوضات وعملية التصديق على اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية، وهو الأمر الذي أدى لقيام كينيا بتطبيق هذا القرار، مشيراً إلى أن المكاتب التجارية المصرية في لوساكا ودار السلام ونيروبي ستقوم بمتابعة تنفيذ قرار تجمع شرق أفريقيا الجديد بمد الإعفاء لدول الكوميسا حتى 30 يونيو 2021 والتحرك على كافة الأصعدة الدبلوماسية للعمل على تجديد هذا القرار قبل فترة انتهائه.
وأضاف مغاوري أن إجمالي الصادرات المصرية إلى السوق الكينية بلغ عام 2019 حوالي 416 مليون دولار، مشيرا إلى أن أهم بنود الصادرات المصرية تتضمن الورق ومنتجاته، والسكر ومنتجات الحديد والصلب والآلات والأجهزة الكهربائية واللدائن والصابون والمنظفات والإسمنت.
وفي سياق منفصل، بحث الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، الاثنين، مع جان كابونغو مستشار رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية للاستثمار، سبل دعم وتعزيز التعاون بين مصر والكونغو الديمقراطية ممثلتين في قطاع الكهرباء.
وقدم شاكر خلال اللقاء عرضا تقديميا؛ استعرض فيه إمكانيات قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، متضمناً الإنجازات التي نجح في تحقيقها خلال الفترة السابقة. وأوضح أن اللقاء تناول بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة، وتم استعراض المشروعات المشتركة والتي يقوم بتنفيذها شركات مصرية عاملة في مجال الكهرباء.
وأضاف شاكر أنه تم أيضاً مناقشة سبل تسهيل المشاركة المصرية في مشروع «سد إنجا»، مؤكداً اهتمام الدولة بأن يكون لمصر دور في تنفيذ المشروع من خلال شركات القطاع الخاص المصري وبدعم من الحكومة المصرية والذي تم الاتفاق عليه من خلال إعلان سياسي بين البلدين أثناء زيارة رئيس الوزراء الكونغولي ووزير الطاقة بالكونغو لمصر عام 2016.
من جهته، أعرب مستشار رئيس الجمهورية الكونغولي للاستثمار عن رغبته في الاستعانة بالخبرات المصرية في رفع كفاءة قطاع الكهرباء ببلاده، مشيداً بالتجربة المصرية في التغلب على نقص قدرات التوليد في عام 2014 وحرص بلاده على الوجود المصري في تعزيز البنية التحتية بالكونغو الديمقراطية بصفة عامة، وفي مشروع سد إنجا كونه مشروعا استراتيجيا لدولة الكونغو الديمقراطية.
وأعرب عن رغبته في الاستفادة من الخبرات المصرية سواء من خلال إعداد دراسات الجدوى أو من خلال تقديم الدعم الفني أو من خلال مشاركة القطاع الخاص والشركات المصرية لإقامة المشروعات والاستثمار على أرض بلاده، موضحاً أنه سيتم توفير كافة التسهيلات والتيسيرات للشركات المصرية للعمل بالكونغو وخاصة بعد تحرير سوق الكهرباء بها.


مقالات ذات صلة

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

الاقتصاد مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

واصل القطاع الخاص غير النفطي بمصر انكماشه خلال ديسمبر في الوقت الذي تدهورت فيه ظروف التشغيل مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل بثمانية أشهر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مدبولي مترئساً اجتماعاً لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» (رئاسة الحكومة)

مدبولي: الحكومة المصرية ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال 2025

أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن الحكومة ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال عام 2025، وتحديد البرنامج الزمني للطرح.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبد الفتاح فرج)

معدل نمو الاقتصاد المصري يرتفع إلى 3.5% في 3 أشهر

سجل الناتج المحلي الإجمالي في مصر نمواً 3.5 % في الربع الأول من السنة المالية 2024-2025، بارتفاع 0.8%، مقابل 2.7% في نفس الربع المقارن من العام السابق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أرشيفية لمواطن داخل أحد محلات الصرافة في القاهرة يستبدل الجنيه بالدولار (رويترز)

 «صندوق النقد» يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعة الرابعة

توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بموجب اتفاق تسهيل ممدد مع مصر، وهو ما قد يتيح صرف 1.2 مليار دولار بموجب البرنامج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

قال رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا إدوارد زرنين، إن مصدّري الحبوب الروس سيقترحون سبلاً لخفض تكاليف المعاملات المتعلقة بسداد أسعار تصدير القمح لمصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).