بروتوكول أميركي جديد لرعاية الحوامل المصابات بـ«كورونا»

دراسة توثق تسبب الفيروس في حالة نادرة من «تسمم الحمل»

سيدة حامل تخضع لفحص «كورونا» في حيدر آباد (أ.ف.ب)
سيدة حامل تخضع لفحص «كورونا» في حيدر آباد (أ.ف.ب)
TT

بروتوكول أميركي جديد لرعاية الحوامل المصابات بـ«كورونا»

سيدة حامل تخضع لفحص «كورونا» في حيدر آباد (أ.ف.ب)
سيدة حامل تخضع لفحص «كورونا» في حيدر آباد (أ.ف.ب)

تسببت أكثر من حالة تم توثيقها في أميركا، تتعلق بوجود فيروس «كورونا المستجد» بمستويات عالية جداً في المشيمة عند السيدات الحوامل، في تعديل في بروتوكولات العناية بهن. ويؤدي وجود الفيروس في المشيمة بمستويات عالية إلى «تسمم الحمل» الذي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الذي يتسبب في تلف الأعضاء، ويؤدي إلى وفاة كل من الأم والطفل. والعلاج الوحيد لتسمم الحمل هو الولادة. وفي الحالات التي وثقها الأطباء بمستشفى جامعة «ييل» الأميركية، ونشروا تقريراً عنها في العدد الأخير من دورية «جورنال أوف كريتيكال أنفستيغيشن»، اضطر الأطباء إلى ولادة الطفل قبل أن يصبح قادراً على الحياة من أجل إنقاذ حياة الأم. ودفعتهم هذه الحالات إلى تعديل في بروتوكولات العناية بالسيدات الحوامل، حيث يتم إجراء اختبار وجود الفيروس لكل امرأة حامل تذهب إلى وحدات المخاض والولادة في جامعة «ييل»، بغض النظر عما إذا كان لديها أعراض أم لا، لحماية كل من النساء الحوامل ومقدمي الرعاية الصحية.
ويستعرض تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني للجامعة قصة اكتشاف حالات وجود الفيروس بالمشيمة التي بدأت عندما تم إدخال أول امرأة حامل تم تشخيص إصابتها بـ«كوفيد-19» إلى مستشفى جامعة «ييل»، في مارس (آذار) الماضي، وكانت في الثلث الثاني من حملها، وحالتها حرجة.
وبحسب التقرير، فإنه «لم يكن يُعرف أي شيء تقريباً عن كيفية تأثير فيروس (كورونا المستجد) على الأمهات الحوامل وأطفالهن الذين لم يولدوا بعد، وتصرف الأطباء والعلماء في جامعة (ييل) بسرعة، ليس فقط لإنقاذ الأم التي كانت تعاني من تسمم الحمل المبكر الحاد، لكن أيضاً لجمع العينات التي قد تساعدهم على فهم المرض بشكل أفضل».
ووفقاً لتقرير هذه الحالة، فإن «الفيروس قد عبر إلى مشيمة المرأة، مما أدى على الأرجح إلى ارتفاع ضغط الدم الكامن لديها إلى مستويات خطيرة، وهو ما يشير إلى تسبب (كوفيد-19) في تسريع الأمراض المرتبطة بالحمل». وقالت الدكتورة هيذر ليبكيند، أستاذة التوليد وأمراض النساء وعلوم الإنجاب المؤلفة الرئيسية للدراسة، في التقرير الذي نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ييل»: «أنا مهتمة بارتفاع مستويات ضغط الدم في أثناء الحمل، وقد كانت قاسية للغاية غير عادية بالمرة»، موضحة أن «وجود الفيروس في مشيمة المرأة بمستويات أعلى من أي مكان آخر في جسدها أدى إلى ظهور مرض محدد للغاية، يشبه حالة نادرة تسمى (التهاب النسيج الدماغي)، وهي استجابة التهابية مرتبطة بنتائج الحمل السلبية الشديدة. ومنذ ذلك الحين، لوحظ في حالات (كوفيد-19) الأخرى عند النساء الحوامل»، مضيفة: أنه «من المحتمل أن تكون إصابة السيدات الحوامل بالفيروس قد أدت إلى التهاب المشيمة وارتفاع ضغط الدم، مما أدى إلى تسمم الحمل الخطير بشكل أسرع بكثير، وفي وقت مبكر من الحمل».
وتشير ليبكيند إلى أن «نتيجة دراستهم، ودراسات أخرى، دفعتهم إلى تعديل بروتوكولات الرعاية، بحيث يتم اختبار الفيروس عند كل امرأة حامل تأتي إلى وحدات المخاض والولادة في جامعة (ييل)، بغض النظر عما إذا كانت لدى السيدة أعراض أم لا، وذلك لحماية كل من النساء الحوامل ومقدمي الرعاية الصحية».
وكانت دراسة في جامعة «نيويورك» قد أظهرت أن 13.5 في المائة من النساء (29 من أصل 215) اللائي تقدمن للولادة بين 22 مارس (آذار) الماضي و4 أبريل (نيسان) الماضي، كان لديهن «كوفيد-19» من دون أعراض.
ووجدت دراسة في جامعة «ييل»، نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، وأجريت بين 2 و29 أبريل (نيسان) الماضي في 3 مستشفيات صحية تابعة لجامعة «ييل»، أن 2.9 في المائة من النساء (22 من 756) اللائي يتقدمن للولادة كان لديهن أعراض «كوفيد-19».
وربط الدكتور محمد الخولي، استشاري النساء والتوليد بوزارة الصحة المصرية، بين حدوث تسمم الحمل وما هو معروف في دراسات أخرى عن تسبب «كوفيد-19» في حدوث بعض مضاعفات الأوعية الدموية التي تؤدي إلى أمراض القلب والسكتة الدماغية والأمراض العصبية. وقال الخولي لـ«الشرق الأوسط» إن «تسمم الحمل في الأساس مشكلة بالأوعية الدموية، لذلك ليس غريباً أن يتسبب الفيروس في حدوثه».
ويتجاوز الخولي لحظات الولادة إلى التوصية بـ«ضرورة متابعة الأم بعد الولادة، سواء تمت الولادة مبكراً قبل اكتمال الجنين أو بعد اكتمال الجنين»، مضيفاً: «قد تكون هناك مخاوف متزايدة بشأن الآثار المستمرة لـ(كورونا) على الأمهات الجدد، بما في ذلك خطر تسمم الحمل بعد الولادة، وارتفاع ضغط الدم المزمن».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.