تونس: «الدستوري الحر» يطالب بالتراجع عن اتفاقات مع تركيا وقطر

تونس: «الدستوري الحر» يطالب بالتراجع عن اتفاقات مع تركيا وقطر
TT

تونس: «الدستوري الحر» يطالب بالتراجع عن اتفاقات مع تركيا وقطر

تونس: «الدستوري الحر» يطالب بالتراجع عن اتفاقات مع تركيا وقطر

دعت الكتلة البرلمانية لحزب «الدستوري الحر» المعارض إلى سحب مشروعات الاتفاقيات مع تركيا وقطر من البرلمان التونسي، وعدم المصادقة عليها، ومراجعة كل الاتفاقيات السابقة التي تم توقيعها مع هاتين الدولتين؛ معتبرة أن الاتفاقيات التي تم إبرامها سابقاً مع تركيا وقطر «تمس السيادة الوطنية، وتضر بالاقتصاد التونسي». كما شددت على ضرورة سحب مشروعات الاتفاقيات بصفة نهائية من مكتب البرلمان، بعد أن طالبت الحكومة التونسية في 28 أبريل (نيسان) الماضي بتأجيل مناقشتها، مؤكدة أن مكتب البرلمان «يحاول عرض مشروعات هذه الاتفاقيات من جديد للنقاش تحت قبة البرلمان».
في غضون ذلك، نظم الحزب «الدستوري الحر» الذي تتزعمه عبير موسي، أمس، مسيرة مناهضة للإرهاب، انطلقت من أمام مبنى وزارة العدل في اتجاه قصر الحكومة. واتهمت موسي الأحزاب التي تداولت على الحكم منذ سنة 2011 بالافتقار إلى إرادة سياسية حقيقية لمكافحة الإرهاب، ودعت السلطات إلى اتخاذ إجراءات عملية ضد هذه الظاهرة. كما أدانت المنظومة السياسية التي قالت إنها تمارس «تبييض الإرهاب» تحت قبة البرلمان، في محاولة لإيجاد غطاء قانوني للإرهاب، متوعدة في السياق ذاته بالتوجه إلى القضاء الدولي في حال تواصل «تبييض الإرهاب» تحت قبة البرلمان، على حد تعبيرها. واتهمت رئيسة «الدستوري الحر» من قالت إنهم «أخطبوط الإخوان» في تونس، بالوقوف وراء عمليات الإرهاب التي عرفتها البلاد، نافية أن تكون جهات مخابراتية تقف وراء تلك الهجمات، كما تروج لذلك من أسمتهم «جماعة تبييض الإرهاب». وأشارت إلى أن العملية الإرهابية الأخيرة التي عرفتها منطقة أكودة في ولاية سوسة (وسط شرقي)، أقامت الدليل على صناعة الإرهاب بصفة محلية؛ لأن من قضوا في تلك العملية لم تكن لهم ميول متطرفة؛ بل تم استقطابهم وإلحاقهم بالمجموعات الإرهابية بعد اختلاطهم بعناصر متطرفة خطيرة، على حد قولها. وأكدت موسي وجود خلايا إرهابية نائمة في تونس، وأخرى دعوية بصدد التغلغل بين شبان الأحياء الشعبية الفقيرة، وقالت إن بعض الأطراف التي لم تسمِّها، تغض عنها الطرف، وتمولها وتمكنها من التغلغل في المجتمع التونسي. وفي هذا السياق كشفت موسي عن إعداد وثيقة استراتيجية حول مكافحة الإرهاب، قالت إن حزبها سيعرضها بعد غد الثلاثاء على رئيس الحكومة، هشام المشيشي، موضحة أنها تتناول ما سمَّته «الأخطبوط الإخواني الذي بات يرتع في تونس بلا حسيب ولا رقيب».
على صعيد غير متصل، دعا رئيس الحكومة الولاة وكبار المسؤولين الحكوميين في الجهات إلى الالتفات إلى مشاغل المواطنين، والإصغاء إلى مشكلاتهم، والحرص على تفعيل دور السلطة المحلية؛ خصوصاً في مجال تبليغ المعلومة عن المخاطر المحتملة.
وفي هذا السياق، كشف المشيشي عن توقيعه، أول من أمس، أمراً حكومياً جديداً، يتعلق بضبط نظام التأجير والامتيازات المخولة لسلك الولاة، ويتضمن زيادات في رواتب الولاة وبقية موظفي الولايات (المحافظات).
وذكَّر المشيشي خلال الندوة الدورية للولاة، المنعقدة أمس في العاصمة التونسية، بأهمية البعد الاجتماعي لبرنامج عمل الحكومة الذي يهدف الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن، عبر محاربة ظاهرة الاحتكار، والمضاربة والتحكم في مسالك التوزيع، وتعزيز دور مجلس المنافسة، بالإضافة إلى توجيه الدعم إلى مستحقيه. مبرزاً الدور المهم للولاة في مجال إنفاذ القانون، والضرب على يد المخالفين، ومساندة جهود المؤسستين الأمنية والعسكرية، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الأفراد والممتلكات وضمان ممارسة الحريات العامة.
واعتبر المشيشي أن الوضع الأمني في تونس يتسم بـ«استقرار نسبي»، رغم بعض التحركات الاجتماعية التي تعرفها بعض الجهات للمطالبة بالتنمية والتشغيل، وتوفير مقومات العيش الكريم، مما أدى إلى تعطيل الإنتاج في بعض القطاعات الحيوية.



مشروع قانون مصري يوسّع مظلة المستفيدين من «الدعم النقدي»

مجلس النواب المصري خلال مناقشة قانون الضمان الاجتماعي الجديد (وزارة الشؤون النيابية)
مجلس النواب المصري خلال مناقشة قانون الضمان الاجتماعي الجديد (وزارة الشؤون النيابية)
TT

مشروع قانون مصري يوسّع مظلة المستفيدين من «الدعم النقدي»

مجلس النواب المصري خلال مناقشة قانون الضمان الاجتماعي الجديد (وزارة الشؤون النيابية)
مجلس النواب المصري خلال مناقشة قانون الضمان الاجتماعي الجديد (وزارة الشؤون النيابية)

عقب «موافقة مبدئية»، يواصل مجلس النواب المصري (البرلمان)، مناقشة مشروع قانون «الضمان الاجتماعي والدعم النقدي»، الذي قدَّمته الحكومة، بهدف «توسيع مظلة الدعم النقدي» للفئات الفقيرة.

وأقرَّ «النواب»، مبدئياً مشروع القانون، الأحد الماضي، في حين واصل أعضاؤه مناقشة نصوصه، على مدار يومَي الاثنين والثلاثاء. وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، مايا مرسي، إن «القانون يعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، ويستهدف مأسسة منظومة الدعم النقدي، بتحويل المنظومة من مجرد برنامج ومبادرات مثل (تكافل وكرامة) إلى حق ينظمه القانون»، وفق بيان لوزارة التضامن.

وأقرَّت الحكومة المصرية عام 2015، برنامجاً للحماية الاجتماعية باسم «تكافل وكرامة» لتقديم دعم نقدي بشكل شهري للفئات الأكثر فقراً. ويصل عدد المستفيدين منه 21 مليوناً، جرى تخصيص 41 مليار جنيه مصري لهم، في موازنة العام المالي، وفق وزارة التضامن المصرية (الدولار يوازي 49.6 جنيه مصري).

ووفق البيان، عدَّدت وزيرة التضامن، أهداف التشريع الجديد، ومنها «استدامة دعم الفئات الأكثر احتياجاً، وحوكمة الدعم، والتحقق من المستفيدين سنوياً»، إلى جانب «ضمان أن يكون الدعم مقدماً من موازنة الدولة، وليس من خلال قروض ومنح مؤقتة».

وأشارت إلى أن «التشريع الجديد، يلتزم بمعايير حقوق الإنسان، بتوفير الحماية الاجتماعية والتكافل الاجتماعي لكل شخص بالمجتمع».

ومن المواد التي أقرَّها مجلس النواب، الثلاثاء، أن «لكل مواطن تحت خط الفقر القومي، ولا يتمتع بنظام التأمين الاجتماعي، الحق في التقدم للحصول على دعم نقدي»، كما أقرَّ نصّاً بشأن «درجة الفقر للأفراد والأسر بناء على خريطة الفقر والمؤشرات الدالة عليه»، على أن تحدد اللائحة التنفيذية للقانون درجات الفقر، والإجراءات المتبعة لمَن يستحق الدعم النقدي.

ووفق تقرير للبنك الدولي، في مايو (أيار) الماضي، ارتفع معدل الفقر في مصر، من 29.7 في المائة في العام المالي 2019 - 2020، إلى 32.5 في المائة عام 2022.

ويمثل مشروع القانون، «استحقاقاً دستورياً»، وفق وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي بمصر، المستشار محمود فوزي، الذي أشار إلى أن «التشريع يستهدف مدَّ مظلة الضمان الاجتماعي، واستكمال الاستحقاقات الدستورية المتعلقة بشبكة الأمان الاجتماعي، والتوسع في مفهوم الفئات الأولى بالرعاية والحماية، باستحداث وضم وشمول فئات جديدة، لم تكن مستفيدة»، وفق إفادة لوزارة الشؤون النيابية.

وكانت الحكومة المصرية، أحالت التشريع الجديد، إلى البرلمان، في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.

وحسب تقرير لجنة التضامن بالبرلمان المصري، فإن القانون يستهدف «حماية الأسر الأفقر، والأقل دخلاً»، إلى جانب «كفالة حقوق ذوي الإعاقة، وكبار السن، والأيتام»، بجانب «إلزام الأسر المستفيدة من الدعم، بالاستثمار في صحة الأطفال، وانتظامهم في التعليم»، ولا يتوقف القانون عند تقديم الدعم، ولكنه يهدف إلى «التمكين الاقتصادي لهذه الفئات، للخروج تدريجياً من الفقر».

بدوره، يرى عضو البرلمان المصري ومقرر لجنة أولويات الاستثمار بالحوار الوطني، أيمن محسب، أن «التشريع الجديد سيسهم في تحسين شبكة الأمان الاجتماعي وتوسيع مظلته، لتشمل جميع الفئات الأولى بالدعم، وكفالة حقوقهم»، مشيراً إلى أن «القانون يتسق مع خطوات الإصلاح الاجتماعي التي تسعى لها الحكومة المصرية حالياً».

وينصُّ مشروع القانون على نوعين من المساعدات النقدية: الأول، يشمل دعماً نقدياً مشروطاً (تكافل)، ويُقدَّم للأسر الفقيرة، بما فيها الأسر التي لديها أبناء، أما الدعم الثاني فهو غير مشروط (كرامة)، ويُقدَّم للأفراد الفقراء من ذوي الإعاقة والمرضى وقدامى الفنانين والرياضيين والأدباء، وأسند القانون، لرئيس الوزراء، قرار تحديد قيمة الدعم النقدي، على أن تتم مراجعة القيمة كل 3 سنوات.

وقال محسب لـ«الشرق الأوسط»، إن «التشريع الجديد، يمهِّد الطريق أمام الحكومة المصرية، للتحول إلى نظام الدعم النقدي بدلاً من العيني». وأعاد ذلك إلى أن «القانون ينص على حوكمة برامج الدعم المُقدَّمة للحماية الاجتماعية، ويعتمد على قواعد بيانات دقيقة يتم تحديثها بشكل دوري، وسيتم ربطها بالمتغيرات الاقتصادية مثل معدلات التضخم»، عادّاً أن تلك الإجراءات، «من بين خطوات تطبيق الدعم النقدي».

وتتزامن مناقشات التشريع الجديد، مع مناقشات أخرى أعلنتها الحكومة المصرية، داخل «الحوار الوطني» (الذي يضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين)، مع خبراء ومتخصصين، لبحث التحول من نظام الدعم العيني إلى نظام الدعم النقدي للفئات الأولى بالرعاية.

وتتطلع الحكومة المصرية لبدء تطبيق منظومة الدعم النقدي، مع العام المالي الجديد، بداية من يوليو (تموز) 2025. وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بداية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، إن «بلاده قد تبدأ في التحول من دعم السلع الأولية الأساسية، إلى تقديم مساعدات نقدية مباشرة، للفئات الأولى بالرعاية»، وربط البدء في التطبيق «بالتوصل إلى توافق في الآراء بشأن قضية الدعم النقدي في الحوار الوطني».

وتُطبِّق الحكومة المصرية منظومةً لدعم السلع الضرورية منذ عقود طويلة، بهدف خفض نفقات المعيشة للفئات الأولى بالرعاية، ويحصل المواطن على السلع المدعمة من خلال منظومة البطاقات التموينية، لكن الحكومات المتعاقبة تشكو من الأعباء الاقتصادية لمنظومة الدعم على الموازنة العامة، في ظل التوسع في عدد السلع المدعمة خلال السنوات الماضية.

من جهته، ينظر مدير «مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية»، عبد المنعم السيد، إلى مشروع القانون بوصفه «منظماً لسياسات الحماية الاجتماعية في مصر»، مشيراً إلى أن «القانون يختلف في نصوصه عن تشريعات مماثلة في دول أخرى، وفق الأولويات الاقتصادية والاجتماعية في مصر».

ويرى السيد، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن التشريع «يحقق مرونة أمام الحكومة المصرية في تقديم الدعم النقدي خلال الأزمات والكوارث الطبيعية والأوبئة، كما حدث في جائحة (كورونا)»، مضيفاً أنه «يشمل تحت مظلته، فئات تتضرر بشكل مفاجئ مثل العاملين في القطاعات غير الرسمية، والذين يفقدون وظائفهم».