كوريا الجنوبية: أحزاب المعارضة تتقدم بطلب لعزل الرئيس رغم تراجعه عن الأحكام العرفية

TT

كوريا الجنوبية: أحزاب المعارضة تتقدم بطلب لعزل الرئيس رغم تراجعه عن الأحكام العرفية

متظاهرون في سيول يحملون لافتات تطالب بتنحي الرئيس يون سوك يول (رويترز)
متظاهرون في سيول يحملون لافتات تطالب بتنحي الرئيس يون سوك يول (رويترز)

أعلنت أحزاب المعارضة في كوريا الجنوبية اليوم (الأربعاء) أنها تقدمت بطلب لعزل الرئيس يون سوك يول، غداة إعلانه فرض الأحكام العرفية، في خطوة دامت ساعات معدودة فقط قبل أن يتراجع عنها.

وقال ممثلون لستة أحزاب يتقدمها الحزب الديمقراطي، وهو أبرز أحزاب المعارضة، في خطاب مباشر: «لقد تقدمنا بطلب عزل تمَّ تحضيره على عجل»، مشيرين إلى أنهم سيدرسون موعد طرحه على التصويت، إلا أن ذلك قد يحصل الجمعة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي وقت سابق اليوم، طالب الحزب الرئيسي المعارض في كوريا الجنوبية، الرئيس يون سوك يول، بالتنحِّي، متِّهما إياه بـ«التمرد»، بعد فشل محاولته فرض نظام الأحكام العرفية في البلاد.

متظاهرون أمام بوابة الجمعية الوطنية في سيول بعد أن أعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الأحكام العرفية (رويترز)

وقال زعيم الحزب الديمقراطي المعارض بارك تشان-داي، في بيان: «حتى لو تم رفع الأحكام العرفية، فمن المستحيل تجنُّب تهمة التمرد»، مضيفاً: «يجب عليه أن يتنحَّى»، بينما دعا أكبر اتحاد للعمال في كوريا الجنوبية لإضراب عام إلى حين استقالة الرئيس.

من جهته، عدَّ زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية قرار الرئيس يول فرض الأحكام العرفية في البلاد «مأسوياً»، داعياً إلى «محاسبة كل المسؤولين» عن هذه المحاولة الفاشلة.

مؤيدون للرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول (أ.ف.ب)

وقال هان دونغ-هون زعيم حزب «قوة الشعب» للصحافيين، في بث تلفزيوني مباشر على الهواء: «يجب على الرئيس أن يشرح بصورة مباشرة وشاملة هذا الوضع المأسوي»، مشدداً على أن «كل المسؤولين عن هذا الأمر يجب أن يحاسبوا بشكل صارم».

قوات كوريا الجنوبية تدخل مبنى البرلمان في سيول (أ.ف.ب)

وفي واشنطن، أبدى البيت الأبيض ارتياحه لتراجع الرئيس الكوري الجنوبي عن قراره فرض الأحكام العرفية في البلاد. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، في بيان: «نحن مرتاحون لتراجع الرئيس يون عن قراره فرض الأحكام العرفية، واحترامه لتصويت الجمعية الوطنية الكورية على إنهاء العمل بهذه الحالة الاستثنائية».



للمرة الأولى... الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يظهر في محاكمة عزله

الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يظهر خلال الجلسة الثالثة لمحاكمته (إ.ب.أ)
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يظهر خلال الجلسة الثالثة لمحاكمته (إ.ب.أ)
TT

للمرة الأولى... الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يظهر في محاكمة عزله

الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يظهر خلال الجلسة الثالثة لمحاكمته (إ.ب.أ)
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يظهر خلال الجلسة الثالثة لمحاكمته (إ.ب.أ)

مثل رئيس كوريا الجنوبية المعزول، يون سوك يول، للمرة الأولى في محاكمة عزله أمام المحكمة الدستورية، اليوم (الثلاثاء)، متحدثاً عن إيمانه الراسخ بـ«الديمقراطية الليبرالية»، وطلب من المحكمة النظر في شأنه بشكل إيجابي.

وقالت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية، إن يون وصل إلى المحكمة في وقت سابق، بعد مغادرته مركز الاحتجاز في أويوانغ جنوب العاصمة سيول، حيث كان محتجزاً منذ يوم الأربعاء الماضي، في موكب يرافقه جهاز الأمن الرئاسي. وقال يون: «إنها المرة الأولى التي أحضر فيها اليوم، لذلك سأتحدث بإيجاز».

وأضاف: «منذ بلوغي سن الرشد، وأنا أعيش إيماناً راسخاً بالديمقراطية الليبرالية حتى يومنا هذا، خصوصاً خلال فترة عملي في الخدمة العامة».

وتابع: «نظراً لأن المحكمة الدستورية هي المؤسسة المعنية بالدفاع عن الدستور، فإنني أطلب من القضاة أن ينظروا إلي بشكل إيجابي من مختلف النواحي».

الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضر الجلسة الثالثة لمحاكمته (إ.ب.أ)

ووصف محامٍ يدافع عن السياسي المحافظ قرار فرض الأحكام العرفية بأنه «طريقة لدق ناقوس الخطر بشأن الانتهاكات التي ترتكبها الجمعية الوطنية».

ويهدف القرار إلى «حظر الممارسات غير الشرعية من قبل الجمعية الوطنية».

ولم يتم اقتياد يون بعد المحاكمة إلى زنزانته كما كان متوقعاً. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» عن مصادر لم تسمها أنه تم نقله إلى مستشفى عسكري.

ولم تتسنَّ معرفة الأسباب بالتحديد بعد.

وتجري وكالة التحقيق في فساد كبار المسؤولين تحقيقاً بالتوازي مع المحاكمة. وتحقق الوكالة فيما إذا كان يون مذنباً في محاولة التحريض على اضطراب عن طريق فرض الأحكام العرفية. وإذا تمت إدانته، فسيواجه يون حكماً طويلاً بالسجن.

يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها، شخصياً، رئيس كوري جنوبي معزول في محاكمة أمام المحكمة الدستورية، فقد غاب الرئيسان السابقان، روه مو هيون، وبارك جون هاي عن محاكمتيهما.

وصوَّتت الجمعية الوطنية (البرلمان) لصالح عزل يون يوم 14 ديسمبر (كانون الأول)، ولا يزال عمله معلقاً، بينما يخضع للتحقيق في اتهامات بأنه قاد تمرداً، وأساء استخدام سلطته من خلال إعلانه الأحكام العرفية.

وأمام المحكمة الدستورية 180 يوماً، اعتباراً من اليوم الذي تسلمت فيه القضية، 14 ديسمبر، لتأييد قرار عزله وإقالته من منصبه، أو إسقاطه وإعادته إلى منصبه.

وحال تأييد العزل، فسيتم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في غضون 60 يوماً.