الحكومة الأردنية تؤكد وجود اتصالات دولية وإقليمية لفك أسر الطيار الكساسبة

الحكومة الأردنية تؤكد وجود اتصالات دولية وإقليمية لفك أسر الطيار الكساسبة
TT

الحكومة الأردنية تؤكد وجود اتصالات دولية وإقليمية لفك أسر الطيار الكساسبة

الحكومة الأردنية تؤكد وجود اتصالات دولية وإقليمية لفك أسر الطيار الكساسبة

أكد وزير في الحكومة الأردنية إلى «الشرق الأوسط»، وجود اتصالات دولية وإقليمية يقوم بها الأردن من أجل استعادة الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن رئيس الوزراء الأردني، الدكتور عبد الله النسور، كشف أمس، عن وجود مفاوضات دولية يقودها الأردن لإنقاذ حياة الطيار معاذ الكساسبة الذي أسره تنظيم داعش بعد أن سقطت طائرته في منطقة الرقة السورية، أول من أمس.
وأبلغ رئيس الوزراء الأردني ممثلين عن محافظة الكرك التي ينحدر منها الطيار الأسير، أن هناك اتصالات دولية يقودها الأردن لتأمين حياة الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
وقال النسور أثناء زيارته لمقر ديوان أبناء الكرك في عمان، الخميس، إنه «علينا أن نتحمل تبعات هذه الحرب، وبالتالي علينا أن نبقى صفا واحدا تحت القيادة الهاشمية».
في حين طالب رئيس ديوان أبناء الكرك، زياد الشمالية، من النسور، تكثيف الجهود لتأمين حياة الطيار الأردني الكساسبة وسرعة الإفراج عنه، أثناء زيارة رئيس الوزراء، قبل ظهر أمس (الخميس)، ديوان أبناء الكرك في عمان، لتقديم التهاني لأبناء الكرك من الطوائف المسيحية بحلول عيد الميلاد المجيد.
أوضح مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن المؤشرات الأولية لحادثة سقوط الطائرة العسكرية الأردنية في منطقة الرقة السورية لم تكن بنيران تنظيم داعش الإرهابي.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن المصدر قوله إنه «نظرا لعدم إمكانية الوصول إلى حطام الطائرة وعدم وجود قائدها، فإنه لا يمكن تحديد سبب سقوط الطائرة حاليا».
وكانت قيادة الجيش الأردني أعلنت، أول من أمس (الأربعاء)، عن سقوط إحدى طائراتها في منطقة الرقة، وأنه تم أخذ الطيار معاذ الكساسبة رهينة من قبل تنظيم داعش الإرهابي. وطالب والد الأسير الأردني وشقيقه، من تنظيم داعش الإفراج عن الطيار.
ويشهد الأردن حالة من التضامن مع الطيار الأسير وعائلته ويطالب الأردنيين بكافة شرائحهم وأحزابهم بعودة الطيار إلى وطنه سالما.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».