الأزهر يطالب إيران بفتاوى صريحة تحرم بشكل قاطع سب الصحابة

مصدر لـ «الشرق الأوسط» : مسؤول من طهران زار المشيخة وتمنى حدوث تقارب مع القاهرة

رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة لدى زيارته مقر مشيخة الأزهر ولقائه الدكتور أحمد الطيب («الشرق الأوسط»)
رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة لدى زيارته مقر مشيخة الأزهر ولقائه الدكتور أحمد الطيب («الشرق الأوسط»)
TT

الأزهر يطالب إيران بفتاوى صريحة تحرم بشكل قاطع سب الصحابة

رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة لدى زيارته مقر مشيخة الأزهر ولقائه الدكتور أحمد الطيب («الشرق الأوسط»)
رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة لدى زيارته مقر مشيخة الأزهر ولقائه الدكتور أحمد الطيب («الشرق الأوسط»)

طالب الأزهر إيران بشكل صارم، أمس، بإصدار فتاوى صريحة تحرم بشكل قاطع سب الصحابة وأمهات المؤمنين. في حين قال مصدر مسؤول في مشيخة الأزهر، أمس، إن «لقاء جمع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بالسفير محمد محموديان رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، الذي نقل تقدير بلاده لجهود شيخ الأزهر في جمع شتات الأمة الإسلامية، ودوره الكبير في التصدي لمحاولات أعداء الإسلام إشعال حروب الفتنة بين أنصار المذاهب الإسلامية»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «السفير الإيراني أكد على مساعي طهران للانفتاح على الأزهر، وتقريب وجهات النظر بين السنّة والشيعة».. وأثنى على دور الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف الذي يضرب دول العالم الإسلامي.
ووجه الأزهر الدعوة لإيران لحضور المؤتمر الدولي «الإرهاب والتطرف»، الذي عُقد في القاهرة في 3 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقال رئيس جامعة المذاهب الإسلامية في إيران الدكتور أحمد مبلغي، الممثل الرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المؤتمر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» وقتها، إن «الفترة المقبلة سوف تشهد تعاونا بين القاهرة وطهران للقضاء على الإرهاب والعنف.. والأيام المقبلة ستشهد مقابلات وفهما مشتركا بين مصر وإيران، سواء على الصعيد السياسي أو الديني»، مضيفا: «علينا أن نفهم أن مقاومة الإرهاب ليست سهلة، لأن الإرهاب له جذور متجذرة في المنطقة، ويجب على المجتمع أن يتكاتف ويتوحد لمواجهته».
واستقبل الدكتور الطيب السفير الإيراني في القاهرة بمقر مشيخة الأزهر بالدراسة (وسط العاصمة القاهرة)، أمس، وأكد الدكتور الطيب خلال اللقاء أن الأمة الإسلامية مستهدفة، والغرب كثيرا ما يحاول خلق صراعات طائفية ومذهبية في الدول العربية والإسلامية لصالح أعداء الأمة، مشددا على ضرورة تدارك علماء المسلمين الخلاف بين السنة والشيعة الذي يمزق الأمة الإسلامية، ويحول دون التفاهم والحوار بين المذهبين.
ولا توجد علاقات رسمية بين مصر وإيران منذ عام 1980، في أعقاب الثورة الإيرانية وتوقيع مصر معاهدة سلام مع إسرائيل، وتعارض التوجهات السياسية لكل من البلدين في منطقة الشرق الأوسط. وسبق أن انتقدت إيران عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو (تموز) من العام الماضي، الذي سعى جاهدا لإعادة العلاقات معها، مما أثار ردا عدائيا من القاهرة. لكن طهران عدلت من موقفها، وأرسلت حسين عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني إلى مصر مبعوثا من الرئيس حسن روحاني، للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيسا للبلاد.
ويقول مسؤولون في إيران خلال زيارتهم للقاهرة، إن «إيران على استعداد لفتح آفاق جديدة في علاقات البلدين في كل المجالات».
وطالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر خلال لقائه المسؤول الإيراني، أمس، بالعمل على لمّ شمل المسلمين، وتوحدهم، وجمع كلمتهم، حتى تنعم الأمة الإسلامية بالأمن والسلام، مبديا استعداد الأزهر - إذا خلصت النيات - لجمع علماء السنّة والشيعة للتصدي للأمور التي تفرق بينهما، وتجعل كل منهما في مواجهة الآخر.
وجدد شيخ الأزهر مطالبته المرجعيات الشيعية في العراق وإيران، بإصدار فتاوى صريحة تحرم بشكل قاطع سب الصحابة وأمهات المؤمنين ورموز أهل السنة، وبالتوقف عن محاولات نشر المذهب الشيعي في البلاد السنية.
من جانبه، قال المصدر المسؤول في مشيخة الأزهر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المسؤول الإيراني تمنى أن يحدث تقارب بين القاهرة، خاصة الأزهر، وطهران قريبا، وأن تذوب الخلافات بين البلدين».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.