3 أسباب تجعل العودة إلى حياة ما قبل {كوفيد ـ 19} مستحيلة قبل 2022

دفن إحدى ضحايا «كورونا» في جنوب أفريقيا (إ.ب.أ)
دفن إحدى ضحايا «كورونا» في جنوب أفريقيا (إ.ب.أ)
TT

3 أسباب تجعل العودة إلى حياة ما قبل {كوفيد ـ 19} مستحيلة قبل 2022

دفن إحدى ضحايا «كورونا» في جنوب أفريقيا (إ.ب.أ)
دفن إحدى ضحايا «كورونا» في جنوب أفريقيا (إ.ب.أ)

منذ بدايات جائحة فيروس «كورونا المستجد»، فرضت الدول على شعوبها إجراءات التباعد الاجتماعي لتقليل انتشار الفيروس، وألزمت المواطنين بارتداء الكمامات في الأماكن العامة ووسائل المواصلات... وبعد نحو أشهر من هذه التدابير بات السؤال الذي يشغل الناس حالياً هو متى نمارس حياتنا بشكل طبيعي من دون هذه القيود؟ وبينما قد ينتظر البعض أن تكون الإجابة «بعد شهر أو أوائل العام المقبل مع بدء توفر اللقاح، كما تعد بعض الدول»؛ إلا أن الخبراء يحذرون من «الإفراط في التفاؤل»، لأن العبرة ليست في توفر اللقاح؛ ولكن في وصوله إلى نصف سكان العالم على الأقل لتكوين ما يسمى بـ«مناعة القطيع».
وحملت مداخلة للدكتورة سوميا سواميناثان، كبيرة مسؤولي العلوم في منظمة الصحة العالمية في جنيف، هذا التحذير خلال مشاركتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة في الفترة من 15 إلى 26 سبتمبر (أيلول) الجاري. وقالت سواميناثان الثلاثاء الماضي: «بعد أن يبدأ اللقاح في الظهور، سيتعين الاستمرار في الإجراءات الاحترازية، لأننا نحتاج إلى تلقيح من 60 في المائة إلى 70 في المائة من سكان العالم ليكون لديهم مناعة، قبل أن نبدأ في رؤية انخفاض كبير في انتقال الفيروس، وهذا لن يحدث حتى عام 2022».
والمناعة التي تشير إليها سواميناثان، هي تلك التي يطلق عليها «مناعة القطيع»، والتي تتكون من خلال الإصابة السابقة بالمرض، أو من خلال إيجاد لقاح ضده، وتحصين أكبر قدر من الأشخاص به.
ولكن إذا كانت هناك تقارير تشير إلى عودة إصابة بعض المتعافين من الفيروس، فهذا يعني أن اللقاحات حال توفرها، من المرجح أنها قد تحتاج إلى جرعة معززة، وهذا يضيف سبباً آخر يجعل من تحديد عام 2022 موعداً لعودة الحياه الطبيعية تقديراً متفائلاً.
وقال الدكتور محمد سمير، أستاذ الأمراض المشتركة بجامعة الزقازيق (شمال شرقي القاهرة): «كل الدراسات تشير إلى أن الإصابة بالفيروس تشكل مناعة لصاحبها؛ ولكن إلى أي مدى يمكن أن تستمر هذه المناعة، يظل هذا السؤال بحاجة إلى مزيد من الوقت للإجابة إليه، وينطبق نفس الشيء على اللقاحات».
وبحسب سمير، فقد أشارت بعض الدراسات على الناجين من المرض، إلى أن الأجسام المضادة (بروتينات نظام المناعة الرئيسية التي تحارب العدوى، تبدأ في الاختفاء في غضون أشهر، وأدى ذلك إلى اعتقاد العلماء أن الحماية التي توفرها اللقاحات يمكن أن تتلاشى بسرعة أيضاً، وقد يكون الشخص في حاجة إلى جرعتي لقاح.
فيما أكد الدكتور خالد شحاتة، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط (جنوب مصر)، أنه إضافة للسببين السابقين، فإن العالم في حاجة إلى أكثر من لقاح، لتغطية العدد المطلوب لتحقيق مناعة القطيع، وحتى الآن لا توجد لقاحات جاهزة للتوزيع سوى اللقاح الروسي، الذي لم يجتز المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وقد يتوقف استخدامه في أي لحظة، إذا ظهرت له أعراض جانبية خطيرة، وهذا من الوارد جداً حدوثه، مضيفاً أن «لقاح جامعة أكسفورد، وهو اللقاح الواعد الذي يبدو أكثر التزاماً بالشروط العلمية، ستكون الجرعات الأولى منه مخصصة لبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وبعض دول الاتحاد الأوروبي».
وكان الدكتور أحمد سلمان، عضو فريق إنتاج لقاح أكسفورد، قد ذكر في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» أن «تسريع عملية الحصول على اللقاح يمكن أن يتم عن طريق التعاقد على إنتاجه وليس شرائه، كما فعلت الهند»، مضيفاً: أن «كل الدول العربية على سبيل المثال تفتقر إلى وجود مصانع لإنتاج اللقاحات، وهذا سيجعلها تنتظر طويلاً حتى تشتري لقاح أكسفورد، لأن دورة إنتاج اللقاح تستغرق من 4 إلى 6 أشهر».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.