كابيلو: قلة فترات الراحة عقبة أمام إنجلترا في البطولات الكبرى

بعد 10 سنوات... شبح هدف لامبارد الملغى في مرمى ألمانيا ما زال يطارده حتى الآن

الكرة التي سددها لامبارد تجاوزت خط المرمى لكن حكم اللقاء لم يحتسبها هدفاً (غيتي)
الكرة التي سددها لامبارد تجاوزت خط المرمى لكن حكم اللقاء لم يحتسبها هدفاً (غيتي)
TT

كابيلو: قلة فترات الراحة عقبة أمام إنجلترا في البطولات الكبرى

الكرة التي سددها لامبارد تجاوزت خط المرمى لكن حكم اللقاء لم يحتسبها هدفاً (غيتي)
الكرة التي سددها لامبارد تجاوزت خط المرمى لكن حكم اللقاء لم يحتسبها هدفاً (غيتي)

يمتلك المدير الفني الإيطالي فابيو كابيلو سيرة ذاتية مميزة للغاية؛ حيث حصل على لقب دوري أبطال أوروبا، كما حصل على لقب الدوري المحلي 4 مرات لاعباً، و9 مرات مديراً فنياً، وشارك في نهائيات كأس العالم مع 3 دول مختلفة. ومن بين هذه الدول إنجلترا في كأس العالم 2010. صحيح أن مسيرة المنتخب الإنجليزي في هذا المونديال لم تكن مميزة، لكن المدير الفني الإيطالي، البالغ من العمر 56 عاماً، يقول إن صورة الهدف الملغى الذي أحرزه النجم الإنجليزي فرانك لامبارد في هذه البطولة، ما زالت محفورة في ذهنه، رغم مرور 10 سنوات كاملة.
يقول كابيلو عن ذلك: «لقد رأى الجميع ما حدث. لقد تجاوزت الكرة خط المرمى، لكن حكم المباراة لم يحتسب هدفاً». وكان المنتخب الألماني متقدماً على نظيره الإنجليزي بهدفين مقابل هدف وحيد في دور الستة عشر للمونديال، قبل أن يسدد فرانك لامبارد تسديدة صاروخية تجاوزت خط المرمى، لكن حكم اللقاء لم يحتسب هدفاً. وبدلاً من أن يكون هذا الهدف هو هدف التعادل، ظل المنتخب الألماني متقدماً، قبل أن يعزز النتيجة وتنتهي المباراة بفوز الماكينات الألمانية بـ4 أهداف مقابل هدف وحيد.
ويصف كابيلو القرار الذي اتخذه الحكم في هذه المباراة بأنه «تاريخي»، لكنه كان مؤلماً أيضاً. يقول المدير الفني الإيطالي: «كان هناك مؤتمر صحافي في مدينة سولت ليك سيتي الأميركية في فبراير (شباط) السابق للمونديال، وتم تخصيص ساعة للحديث عن كرة القدم، و45 دقيقة للحديث عن الحكام. وقالوا إن الإعداد كان مثالياً، لكنني قلت لرئيس الحكام؛ لماذا لا يكون هناك حكم خامس يقف خلف المرمى؟ لكنه ردّ قائلاً؛ لا، لقد قررنا أن تسير الأمور بهذه الطريقة».
ووجد كابيلو نفسه أمام نفس الحكام بعد 4 أشهر، ويقول عن ذلك ساخراً: «لقد قلت لهم؛ انظروا، لقد أخبرتكم أن ذلك الأمر سوف يحدث. لقد عملنا بكل قوة لمدة عامين متواصلين، وبسبب خطأ شخص آخر غادرنا المونديال وعدنا إلى المنزل، نظراً لأنكم قررتم عدم الاستعانة بحكم خامس خلف المرمى. لماذا يجلس الحكم الخامس في المدرجات؟ لقد طالبتهم بأن يكون مكان هذا الحكم خلف المرمى لرؤية الكرات المثيرة للجدل المتعلقة بما إذا كانت الكرة قد تجاوزت خط المرمى أم لا. لقد طلبت منهم ذلك في فبراير السابق للمونديال، لكنهم لم يستجيبوا».
ورغم أن كابيلو كان محقاً في حديثه عن هذا الأمر، فالحقيقة الواضحة للجميع تتمثل في أن المنتخب الإنجليزي لم يقدم مستويات جيدة في هذا المونديال. وأياً كان الخطأ الذي ارتكبه حكم المباراة، فإن المنتخب الإنجليزي ومديره الفني قد ارتكبوا أخطاء أكبر في حقيقة الأمر، ويمكننا هنا أن نستعرض الكثير والكثير من هذه الأخطاء.
وقال كابيلو، خلال مشاركته في قمة بلباو الدولية لكرة القدم: «كان واين روني يعاني من بعض المشكلات، ولم يكن على ما يرام. كما أصيب ديفيد بيكهام وريو فرديناند، وبالتالي فقدنا جهود لاعبين مهمين يمتلكون الشخصية القوية والقدرة على قيادة الفريق، وهو الأمر الذي كنا نحتاجه بكل قوة في مثل هذه الظروف. لقد وصلنا إلى هناك، ولعبنا بدون أن تكون لدينا ثقة كبيرة في قدراتنا».
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو؛ لماذا حدث ذلك؟ لكن الإجابة تتسم بالتعقيد الشديد، بسبب وجود نظام فاشل على عدة مستويات. ولكي نتعامل مع الأمر بقدر أكبر من السهولة، سوف نطرح هذا السؤال الأساسي؛ لماذا لم ينجح المنتخب الإنجليزي على مدار 10 سنوات كاملة في استغلال قدرات فرانك لامبارد وستيفن جيرارد؟ يقول كابيلو: «لأنهما كانا يلعبان في نفس المركز». إذا، لماذا لم يتم الاستغناء عن واحد منهما؟ يرد كابيلو قائلاً، وهو يضحك: «لأن اللاعبين الآخرين ليسوا أفضل منهما». وبسؤاله عن الأسباب التي جعلته يقرر تغيير مركز جيرارد داخل الملعب ويعتمد عليه في الناحية اليسرى، رد قائلاً: «لا، لم أفعل ذلك، ربما كنت أقوم بذلك فقط عندما نكون في حالة دفاع، لكن عندما تكون الكرة في حوزتنا، كان يلعب بشكل حر تماماً».
ويضيف: «عندما لعبنا مباراة ودية قبل بداية المونديال، كنت أدرك أنه ينقصنا شيء ما. وبعد ذلك قال الناس أشياء مثل أننا كنا نقيم في مكان بعيد عن الملاعب التي كنا نلعب عليها، ما أدى إلى معاناتنا من الإرهاق، وأنه كانت هناك رقابة كبيرة على اللاعبين الذين لم يشعروا بالراحة نتيجة ذلك، وأشياء من هذا القبيل، لكن الحقيقة أن كل ما قيل في هذا الصدد هو مجرد هراء. لقد قمنا بالاستعداد لهذه البطولة بشكل مثالي».
ويضيف: «لعبت في نهائيات كأس العالم مرة واحدة فقط في حياتي، وفي الحقيقة كان هذا هو أعظم شيء في حياتي. لقد اعتدت الانتظار تحسباً للإعلان عن قائمة الفريق. ولم أشارك مع منتخب إيطاليا في نهائيات كأس العالم عام 1978 بالأرجنتين رغم أنني لعبت طوال التصفيات. والآن، ينتابني شعور مؤلم. يجب أن نعرف أن الوجود في كأس العالم هو عبارة عن تضحية، 20 يوماً من التضحية؟ ولكي ندرك ذلك يتعين علينا أن نفكر في الأشخاص الذين يعملون من أجل الفريق ويستيقظون في الخامسة صباحاً كل يوم. هذه هي التضحية الحقيقية. لكن من يلعب لا يضحي». ويتابع: «لقد قال الناس إننا لم نعتد اللعب في نهائيات كأس العالم، لكننا كنا هناك من أجل العمل الجاد فقط، ولم نكن نلتفت إلى أي شيء آخر، نظراً لأننا كنا نعرف جيداً أن إنجلترا بأكملها تنتظر ما نقوم به. وبعد 4 سنوات، شارك المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم بالبرازيل، وودع البطولة مبكراً أيضاً!»
يقول كابيلو: «قميص المنتخب الإنجليزي ثقيل على أي لاعب يرتديه؛ حيث يتعرض اللاعبون لضغوط كبيرة نتيجة عدم حصول المنتخب الإنجليزي على أي لقب منذ الفوز بنهائيات كأس العالم 1966. إن هذا الأمر يسبب مشكلة كبيرة للاعبين، لأنه في كل مرة تقام فيها نهائيات كأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية يعتقد اللاعبون أنه يمكنهم الحصول على اللقب مرة أخرى. من المهم للغاية أن تلعب بدون هذه الضغوط وأن تلعب بحرية. يتوقف الأمر بنسبة كبيرة على العوامل النفسية، لكن بمنتهى الصراحة أعتقد أن المشكلة التي تواجهها إنجلترا تتمثل في أن اللاعبين يصلون للمشاركة في البطولات الكبرى وهم يعانون من الإرهاق بسبب قوة الدوري الإنجليزي الممتاز».
ويضيف: «في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، لم تكن لدينا أي مشكلة في اللعب أمام أفضل المنتخبات في العالم. لكننا كنا نواجه مشكلة دائماً عندما نلعب في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ويونيو (حزيران)، وهكذا. لهذا أعتقد أن الأمر يتعلق بالنواحي الجسدية واللياقة البدنية أيضاً. اللاعبون يشاركون في كثير من المباريات مع أنديتهم، وهناك ثقافة في الدوري الإنجليزي الممتاز تطالب اللاعبين بالقتال وعدم التوقف عن الركض حتى الرمق الأخير. أنا أحب هذه الروح كثيراً، لكن المجهود الكبير الذي يبذله اللاعبون يؤثر عليهم في البطولات الكبرى مع المنتخب».
لكن هذا ليس السبب الوحيد وراء تراجع مستوى المنتخب الإنجليزي في البطولات الكبرى. لكن كابيلو يعتقد أن الأمر يختلف مع المدير الفني الحالي للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، ويقول: «كانت تشكيلة الفريق، الذي أشرف على قيادته، كبيرة في السن، ولم يكن لدينا كثير من اللاعبين الشباب، لذلك كان الفريق يعاني من الإرهاق. أما الآن فيضم المنتخب الإنجليزي لاعبين شباباً يقدمون مستويات جيدة، كما يضم لاعبين مهمين للغاية، مثل هاري كين ورحيم ستيرلينغ. وبات الفريق يتسم بالقوة والسرعة، ويمتلك كل مقومات النجاح. وإذا كان المنتخب الإنجليزي يعاني من نقطة ضعف الآن، فإنها تتمثل في خط الدفاع، لكن المنتخب الإنجليزي بصفة عامة لديه لاعبون صغار في السن، وعلى مستوى جيد للغاية». ويضيف: «يحتاج أي فريق إلى الثقة، وهو الأمر الذي يتمتع به المنتخب الإنجليزي في الوقت الحالي. علاوة على ذلك، بات المنتخب الإنجليزي يضم حارس مرمى على مستوى جيد الآن!»
وبسؤاله عما إذا كان المنتخب الإنجليزي تحت قيادته، كان لا يملك حارس مرمى جيداً، ردّ قائلاً: «لم يكن لدينا حارس مرمى جيد. إنني دائماً ما أواجه حظاً سيئاً فيما يتعلق بوجود حارس مرمى جيد على المستوى الدولي. حارس المرمى يقوم بدور مهم للغاية مع أي فريق، ولا يقل دوره بأي حال من الأحوال عن الدور الذي يقوم به المهاجم. وأي فريق يريد أن يفوز ببطولة لا بد أن يكون لديه حارس مرمى جيد».
وفي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، كان المنتخب الإنجليزي بقيادة كابيلو يضم حارس المرمى روب غرين، الذي ارتكب خطأ قاتلاً أمام الولايات المتحدة الأميركية بعدما تعامل بشكل سيئ مع تسديدة كلينت ديمبسي من مسافة بعيدة وسمح للكرة بأن تمر من بين قدميه لتدخل المرمى. وقد تحدث غرين فيما بعد عن ثقافة الخوف وعدم التواصل بشكل جيد، وهي المشكلة التي كانت واضحة للغاية في صفوف المنتخب الإنجليزي في عهد كابيلو.
لكن المدير الفني الإيطالي يرفض هذا الاتهام، قائلاً: «لقد قال الناس إن اللاعبين لم يفهموا لغتي الإنجليزية، لكن من السهل للغاية أن تتواصل في عالم كرة القدم، ويكفي أن تعرف 20 كلمة لكي تتعامل مع اللاعبين! التواصل لم يكن يمثل أي مشكلة على الإطلاق. ربما واجهت هذه المشكلة عندما عملت في روسيا أو الصين، لكنها لم تكن مشكلة على الإطلاق مع المنتخب الإنجليزي».
وفيما يتعلق بالخطأ الذي ارتكبه غرين أمام الولايات المتحدة، قال كابيلو: «لا يمكنك أن تقول أي شيء في مثل هذه المواقف. الجميع يرتكبون الأخطاء، وهو ارتكب خطأ، لذلك قررت عدم الاعتماد عليه بعد ذلك، وقررت الدفع بكالاميتي جيمس!»، في إشارة إلى شخصية كالاميتي جيمس الكارتونية التي كانت ترتكب كثيراً من الأخطاء وتواجه سوء حظ كبيراً.
وكان كابيلو يشير بهذا الاسم إلى الحارس ديفيد جيمس، ويقول عن ذلك: «كان لديّ غرين، وجو هارت الذي كان صغيراً في السن آنذاك. وسألت اللاعبين؛ هل أعتمد على هارت أم على كالاميتي؟ وفي النهاية قررت الاعتماد على كالاميتي، بسبب ثقة اللاعبين به. كان جون تيري والمدافعون لديهم ثقة أكبر في جيمس، خاصة أن هارت لم يكن قد لعب سوى مباراة دولية واحدة».
وزعم غرين أيضاً أن كابيلو كان يسخر من اللاعبين، وأنه أخبر 75 في المائة منهم أنهم يعانون من زيادة الوزن. يعترف كابيلو بذلك الأمر قائلاً: «لقد انضموا لقائمة الفريق بهذا الشكل، وكان يتعين عليّ أن أخبرهم بما يجب عليهم القيام به، فهم لاعبون محترفون. وكانت المشكلة الأساسية تكمن في أنهم قد انضموا للفريق في نهاية الموسم، وكانوا يقولون إنهم قد اعتادوا أن يأكلوا بهذه الطريقة أو يقوموا بالأشياء على هذا النحو. لقد كان من الصعب أن تغير الطريقة التي يتعاملون بها مع الأمور، خاصة إذا لم يكن لديك قادة بين اللاعبين يوجهونهم».
لكن هذه هي النقطة التي دفعت الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم للتعاقد مع كابيلو تحديداً، بعد المعاناة من عدم الانضباط والتراخي في صفوف الفريق تحت قيادة المدير الفني السويدي سفين غوران إريكسون. يقول كابيلو عن ذلك: «لا يتعلق الأمر بالالتزام، لكنه يتعلق باحترام القميص الذي تدافع عن ألوانه، فأنت تمثل دولة بأكملها. يتعين على اللاعبين أنه يدركوا أنهم لا يلعبون من أجل المتعة، لكنهم في عمل، ويدافعون عن ألوان المنتخب الإنجليزي. عندما تلعب في النادي قد تكون بحاجة لبناء علاقات أفضل، لكن الأمر يختلف مع المنتخب الوطني».
ويضيف: «في المباراة الأولى، قدم غرين هدية ثمينة لمنتخب الولايات المتحدة. وفي المباراة الثانية التي انتهت بالتعادل السلبي أمام الجزائر، قدمت إنجلترا مستويات متوسطة. ولا أتذكر جيداً ما حدث في المباراة الثالثة (التي حقق فيها المنتخب الإنجليزي الفوز على سلوفينيا بهدف دون رد). ثم كانت المباراة الأخيرة أمام ألمانيا».
ويتابع: «هناك شيء مهم جداً لا يزال عالقاً في ذهني حتى الآن، وهو أن متوسط أعمار المنتخب الألماني كان صغيراً جداً، ويجب أن نعرف أنه عندما يكون فريق شاب متقدماً بهدفين دون رد ثم يعود الفريق المنافس ويحرز هدفين ويدرك التعادل، فإن هذا الفريق الشاب يواجه مشكلات نفسية كبيرة. لقد كان إحراز هدف التعادل سيمنحنا دفعة معنوية هائلة، لكن ذلك لم يحدث لأن حكم اللقاء ألغى الهدف الصحيح الذي أحرزه لامبارد، ولا يمكنني أن أنسى ذلك حتى الآن؛ حيث لا يزال محفوراً في ذاكرتي وأفكر فيه دائماً. كنت أتمنى أن يتم احتساب هذا الهدف لنرى ما سيحدث في شوط المباراة الثاني. لقد خلقنا كثيراً من الفرص واصطدمت إحدى الكرات بالعارضة، لكنهم سجلوا الهدف الثالث ثم الرابع في الشوط الثاني. لقد كان مستوى المنتخب الإنجليزي يتطور ويتحسن بمرور الوقت، لكن إلغاء الهدف أثّر علينا كثيراً».


مقالات ذات صلة

مساعد مدرب برشلونة: نعاني من جدول مزدحم بالمباريات

رياضة عالمية يعاني برشلونة في الدوري المحلي منذ أكثر من شهر (أ.ب)

مساعد مدرب برشلونة: نعاني من جدول مزدحم بالمباريات

بعد الهزيمة الثانية على التوالي في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم على أرضه أرجع ماركوس سورغ مساعد مدرب برشلونة معاناة الفريق إلى جدول المباريات المرهق

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (رويترز)

غوارديولا: أتقاضى راتباً ضخماً… يجب أن أجد حلاً!

تحمل بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي مسؤولية النتائج السيئة التي يحققها الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية نيكولاس جاكسون يحرز هدف تشيلسي الثاني في مرمى برنتفورد (رويترز)

البريمرليغ: تشيلسي يقترب من ليفربول... وصحوة توتنهام

واصل تشيلسي نتائجه الجيدة على ملعب «ستامفورد بريدج» بقيادة مدربه الجديد الإيطالي إنزو ماريسكا، محققاً فوزه الخامس توالياً على حساب ضيفه برنتفورد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية نهضة بركان يحلق في صدارة مجموعته بالكونفدرالية الأفريقية (نادي نهضة بركان)

«الكونفدرالية الأفريقية»: نهضة بركان يحلق في الصدارة... واتحاد الجزائر يستعرض بثلاثية

فاز فريق نهضة بركان بشق الأنفس على ضيفه الملعب المالي بنتيجة 1 - صفر في الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية لكأس الكونفدرالية الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (بركان)
رياضة عالمية سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان (رويترز)

إنزاغي: أرشح لاتسيو للمنافسة على لقب الدوري الإيطالي

يعتقد سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان أن ناديه السابق لاتسيو بإمكانه المنافسة على لقب الدوري الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».