ازدياد تفشي الوباء في إيران ينبئ بموجة ثالثة

ممرضتان تراقبان مصابين بفيروس «كورونا» بمستشفي في طهران أمس (مهر)
ممرضتان تراقبان مصابين بفيروس «كورونا» بمستشفي في طهران أمس (مهر)
TT

ازدياد تفشي الوباء في إيران ينبئ بموجة ثالثة

ممرضتان تراقبان مصابين بفيروس «كورونا» بمستشفي في طهران أمس (مهر)
ممرضتان تراقبان مصابين بفيروس «كورونا» بمستشفي في طهران أمس (مهر)

اقتربت الإصابات اليومية بفيروس «كورونا المستجد» في إيران مرة أخرى من 3 آلاف، في وقت قفزت فيه الوفيات بتسجيل 179 حالة إضافية. وأبلغ وزير الصحة سعيد نمكي مجلس الوزراء قلقه من ازدياد تفشي الوباء في أنحاء البلاد، في مؤشر على بداية موجة ثالثة. وأظهرت بيانات وزارة الصحة ارتفاع حالات الدخول إلى المستشفيات بواقع 1726 حالة خلال 24 ساعة، فيما بلغ عدد الإصابات الجديدة 2981 حالة، ما رفع العدد الإجمالي إلى 410 آلاف و334 شخصاً. وبلغت الوفيات في الوقت نفسه، 179 حالة إضافية، ما رفع حصيلة الوفيات إلى 23 ألفاً و632 شخصاً.
ولم تتغير الحال فيما يخص التوزيع الجغرافي للفيروس في 28 من أصل 31 محافظة، حسب إفادة المتحدثة باسم وزارة الصحة، سيما سادات لاري. ومرة أخرى؛ تصدرت العاصمة طهران 13 محافظة في «الوضع الأحمر»، وهي محاصرة بالأساس من 3 محافظات «حمراء»؛ هي قم وسمنان ومازندران. أما محافظات «حالة الإنذار» فبقيت 15 محافظة.
وفي وقت سابق، أعربت المتحدثة في تصريح لوكالة «إرنا» عن قلقها من دخول بعض المحافظات إلى المسار التصاعدي من تفشي الفيروس. وقالت إن وزارة الصحة تقوم بإعداد بروتوكولات لإعادة الافتتاح وفق ظروف المحافظات والمدن.
ورغم إعلان المتحدثة، فإن وكالة «إيسنا» الحكومية نقلت عن وكيل جامعة العلوم الطبية في الأحواز، فرهاد أبول نجاديان، أن مدينة الأحواز و6 مدن أخرى أصبحت في «الوضع الأحمر».
إلى ذلك، أفاد موقع الرئاسة بأن وزير الصحة سعيد نمكي أعرب عن قلقه في اجتماع الحكومة الإيرانية من ازدياد تفشي وباء «كوفيد19»، مضيفاً أن الوزير أعاد الأمر إلى «عدم التزام البروتوكولات الصحية في بعض التجمعات وزيادة السفر».
وقبل أسبوعين؛ كانت إيران قد شهدت عطلة بمناسبة عاشوراء. وسمحت السلطات بإقامة المناسبة لفترة 10 أيام وفق بروتوكول صحي أعلنته، وأشادت السلطات بإقامة المراسم بعد نهايتها، لكن خبراء ترقبوا خلال الأسبوعين الماضيين نتائج ازدياد الحركة في تلك الأيام.
وبعد انتهاء مراسم عاشوراء بأيام قليلة، عاد أكثر من 14 مليون طالب إيراني إلى المدارس، بعد أن أصرت الحكومة على عودة النشاط التعليمي رغم تحذير الخبراء. وقالت صحيفة «آرمان ملي» في تقرير تحت عنوان: «تأكيد موجة ثالثة في طهران وقم» إن «زيادة إحصاءات (كورونا) تشير إلى وصول الموجة الثالثة في العاصمة ومدن عدة». وأضافت أن مسؤولين بوزارة الصحة يعتقدون أن الموجة الثالثة بدأت في مدن عدة.
في الأثناء، دعا رئيس «لجنة مكافحة كورونا» في طهران، علي رضا زالي، إلى خفض حضور موظفي الدوائر الحكومية وتجنب التأخير في تنفيذ التعليمات المضادة لتفشي فيروس «كورونا».
وقبل أيام؛ كان حاكم طهران قد أعلن عن نهاية العمل من المنازل لموظفي الدوائر الحكومية في طهران، بعد أسابيع من دخول طهران في «الوضع الأحمر».
وقال نائب وزير الصحة، حسين جان بابائي، خلال جولة في مدينة قم: «يجب ألا نعلق الآمال على اللقاح»، مضيفاً أن «الدول تعتمد على الجانب الاقتصادي للقاح فقط». ومع ازدياد التوقعات بدخول موجة ثالثة، أعلن البرلمان الإيراني، أمس، تأثر نوابه مجدداً بالفيروس. وأصيب 3 نواب في 24 ساعة؛ هم رئيس لجنة التعليم علي رضا منادي، والنائب عن مدينة آراك، محمد حسن أصفري، الذي قال مكتبه إنه أصيب بفيروس «كورونا»، وممثل طهران عبد الحسين روح الأميني، الذي نقلت وكالات أنه أصيب بفيروس «كورونا المستجد».
وخلال الأيام الماضية، أعلن دخول النائبين عن مدينة طهران، إلياس نادران وإقبال شاكري، إلى المستشفى، إضافة إلى نائب رئيس البرلمان علي نيكزاد.



خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
TT

خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم (الأربعاء)، إن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد كانت نتيجة خطة وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل، نافياً تراجع دور إيران في المنطقة.

وأضاف أن «إحدى الدول المجاورة لسوريا كان لها دور أيضاً». ولم يذكر تلك الدولة بالاسم لكن بدا أنه يشير إلى تركيا التي تدعم معارضين مسلحين مناهضين للأسد. ويُنظر للإطاحة بالأسد على نطاق واسع على أنها ضربة كبيرة للتحالف السياسي والعسكري المسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران، الذي يعارض النفوذ الإسرائيلي والأميركي في الشرق الأوسط.

وقال خامنئي في كلمة نشرها موقعه الرسمي إن «ما حصل في سوريا كان مخططاً له بشكل أساسي في غرف عمليات بأميركا وإسرائيل. لدينا دليل على ذلك. كما شاركت حكومة مجاورة لسوريا في الأمر»، وأضاف أن تلك الدولة الجارة كان لها «دور واضح ومتواصل للقيام بذلك» في إشارة ضمنية إلى تركيا.

وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال سوريا بعد عدة توغلات عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، داعماً رئيسياً لجماعات المعارضة المسلحة التي سعت للإطاحة بالأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب ونشرت «الحرس الثوري» في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة. وبعد ساعات من سقوط الأسد، قالت إيران إنها تتوقع استمرار العلاقات مع دمشق بناء على «نهج بعيد النظر وحكيم» للبلدين، ودعت إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع فئات المجتمع السوري.

وقال خامنئي في كلمته أيضاً إن التحالف الذي تقوده إيران سيكتسب قوة في أنحاء المنطقة بأكملها، وأضاف: «كلما زاد الضغط... تصبح المقاومة أقوى. كلما زادت الجرائم التي يرتكبونها، تأتي بمزيد من التصميم. كلما قاتلت ضدها زاد توسعها»، وأردف قائلاً: «إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى».

كما نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن خامنئي قوله إن المخابرات الإيرانية حذرت الحكومة السورية بوجود تهديدات لاستقرارها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مضيفاً أن دمشق «تجاهلت العدو».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، للتلفزيون الرسمي إن «الاستخبارات الإيرانية والسورية كانتا على دراية كاملة بتحركات إدلب، وتم إبلاغ الحكومة السورية بذلك»، لافتاً إلى أن طهران «كانت تتوقع حدوث هذا السيناريو» بناءً على المعلومات التي وصلت إليها.

وأشار عراقجي إلى أن الأسد أبدى «انزعاجه واستغرابه» من الجيش السوري.

ونفى مكتب علي لاريجاني، ما قاله محلل مقرب من السلطات للتلفزيون الرسمي بشأن عرض إيراني للأسد في اللحظات الأخيرة، يقضي بحض جيشه على الوقوف بوجه المعارضة السورية لمدة 48 ساعة، حتى تصل قوات إيرانية إلى سوريا.

وقال المحلل، مصطفى خوش جشم، في تصريح لـ«القناة الرسمية الثانية»، إن لاريجاني التقى بشار الأسد، الجمعة، وسأله عن أسباب عدم التقديم بطلب لإرسال قوات إيرانية إلى سوريا. وفي المقابلة التي أعادت بثها وكالة «مهر» الحكومية، صرح خوش جشم بأن الأسد قال للاريجاني: «أرسلوا قوات لكنني لا يمكنني إعادة معنويات هذا الجيش»، وأوضح المحلل أن «تصريح الأسد كان اعترافاً منه وكرره عدة مرات»، وتابع: «ماذا يعني ذلك، عندما قال بصراحة: تقرر أن يتدخل الجيش ويعمل لمدة يومين حتى تصل القوات الإيرانية ومستشاروها، وهو ما حدث جزئياً»، ولفت إلى أن «جماعات (محور المقاومة) هي التي تسببت في إيقاف زحف المسلحين في حمص لبعض الساعات»، وأضاف في السياق نفسه: «لكن عندما كانت أفضل قواتنا تعمل هناك، الجيش توقف عن العمل، وانضمت له وحدات الدفاع الشعبي السورية، ونحن بقينا وحدنا، حتى لم يقفوا يوماً واحداً لكي نبقى».