العملة السورية تضطرب قبل نهاية العام ومبادرة «إعلامية» لإنقاذها

النظام يدفع الاقتصاديين لبيع دولاراتهم للمصرف المركزي في حملة «عز ليرتك بتعمر بلدك»

صورة من حملة «عز ليرتك بتعمر بلدك» («الشرق الأوسط»)
صورة من حملة «عز ليرتك بتعمر بلدك» («الشرق الأوسط»)
TT

العملة السورية تضطرب قبل نهاية العام ومبادرة «إعلامية» لإنقاذها

صورة من حملة «عز ليرتك بتعمر بلدك» («الشرق الأوسط»)
صورة من حملة «عز ليرتك بتعمر بلدك» («الشرق الأوسط»)

مع هبوط قيمة الليرة السورية مقابل الدولار في الشهر الأخير من العام الحالي، أطلق اتحاد المصدرين السوريين وعدد من الاقتصاديين السوريين الذين ما زالوا في الداخل، حملة لدعم الليرة السورية تحت شعار «عز ليرتك بتعمر بلدك» لتشجيع بيع الدولارات للمصرف المركزي السوري وشراء الليرة السورية بسعر الصرف الرسمي.
وجاء ذلك مع اقتراب سعر تصريف الدولار إلى 220 ليرة مسجلا أعلى ارتفاع له في 2014، علما بأنه بقي دون مستوى 200 ليرة لأكثر من 11 شهرا، حيث بلغ سعر بداية العام 145 ليرة للدولار.
واعتمدت الحملة في الترويج لفكرتها صورة الليرة السورية التي لم تعد متداولة لتدني قيمتها، بهدف حث السوريين على استعادة قيمة الليرة، وأكدت وسائل الإعلام الحكومية أن ما بين 400 و500 تاجر وصناعي شاركوا في الحملة وباعوا نحو نصف مليون دولار للمصرف المركزي، إلا أن التقارير المصورة التي بثتها وكالة الأنباء السورية (سانا) أظهرت أن عدد المشاركين لا يزيد على 150 شخص بأعلى تقدير، كما أن المبالغ التي ظهرت أمام الكاميرا كانت ضئيلة.
وأوضح منظم الحملة رئيس اتحاد المصدرين ناصر السياح، أنّ الهدف من هذه المبادرة «إعلامي أكثر منه اقتصاديا»، وذلك للتأكيد على أن «الفاعليات الصناعية والتجارية في غالبيتها تقف مع الدولة، وخاصة أن الكثير من الجهات الإعلامية تتحدث عن وجود مواقف متضاربة ما بين الفاعليات الاقتصادية والحكومية»، مشيرا إلى أنه لا يمكن حصر المبالغ التي جرى صرفها في اليوم الأول من الحملة التي بدأت يوم الاثنين على أن تستمر لمدة أسبوع؛ لأنّ «الحملة نفذت على امتداد البلاد وفي عدة مصارف، ولم تقتصر على المصرف المركزي وحده»، مؤكدا على أن الحملة في اليوم الأول أسهمت في تحسين وضع الليرة، فانخفضت قيمة الدولار بحدود 13 ليرة دفعة واحدة، وهو ما يؤكد أن سعر الدولار المعروض في السوق ليس حقيقيا وهو ناتج من دعايات إعلامية ومضاربات، متوقعا في الوقت نفسه استمرار تراجع سعر الدولار في الأيام المقبلة، وخاصة أن المصرف المركزي ينوي التدخل بمبلغ كبير.
إلا أن تلك التوقعات لم تتحقق، فسعر الدولار انخفض في اليوم الأول فقط ليعود للارتفاع في اليومين الثاني والثالث ليصل سعر الصرف إلى 211 ليرة.
واضطر المصرف المركزي لعقد الكثير من جلسات التدخل خلال العام لضبط سعر الصرف، آخرها انعقد أول من أمس الثلاثاء بحضور شركات ومكاتب الصرافة لدراسة الأسباب التي تقف وراء التراجع الأخير الذي شهدته سوق القطع الأجنبي. وبحسب بيان صادر عن الجلسة اتضح أن سبب تدهور سعر صرف الليرة يعود في جزء كبير منه إلى «محاولات المضاربة على سعر الصرف»، بالإضافة إلى وجود «عوامل موضوعية تتمثل بعودة بوادر الانتعاش الاقتصادي نتيجة عودة العمل إلى الكثير من المناطق الصناعية وتزايد احتياجات الاستيراد للمواد الأولية، ما خلق فجوة في العرض والطلب في سوق القطع الأجنبي، وانعكس طلبا في السوق الموازية».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن حاكم مصرف سوريا المركزي أديب ميالة قوله: «إن المصرف مستمر بإجراءات التدخل في سوق القطع بعقد جلسات التدخل، بدءا من مطلع العام القادم وبشكل أسبوعي لتحقيق الاستقرار في السوق».
وقرر مصرف سوريا المركزي في جلسة التدخل السماح لمؤسسات الصرافة بالاحتفاظ بـ40 في المائة من حصيلة حوالاتها الواردة بالقطع الأجنبي لمدة 5 أيام عمل، بهدف فسح هامش زمني لتلك المؤسسات لتلبية الطلب في السوق للأغراض التجارية وغير التجارية ولزيادة قدرتها لتمويل طلبات المستوردين.
إلا أنه رغم التدخل والقرارات والإجراءات وتحذير التجار ومضاربي السوق السوداء والمتلاعبين في سوق الصرف، فإنه ما يزال سعر الصرف في سوريا عرضة للتأثر السلبي بحالة الحرب التي تشهدها، والتي بدورها أدت إلى تواتر موجات ارتفاع الأسعار إلى الحد الذي يكاد يقضي على القدرة الشرائية لدى السوريين.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.