«الجيش الوطني» الليبي يعلن القضاء على «خلية إرهابية» تضم «مقاتلين أجانب»

خلال معركة شرسة دامت 9 ساعات في مدينة سبها

جانب من استعدادات سرية تابعة لـ«الجيش الوطني» الليبي (شعبة الإعلام الحربي)
جانب من استعدادات سرية تابعة لـ«الجيش الوطني» الليبي (شعبة الإعلام الحربي)
TT

«الجيش الوطني» الليبي يعلن القضاء على «خلية إرهابية» تضم «مقاتلين أجانب»

جانب من استعدادات سرية تابعة لـ«الجيش الوطني» الليبي (شعبة الإعلام الحربي)
جانب من استعدادات سرية تابعة لـ«الجيش الوطني» الليبي (شعبة الإعلام الحربي)

أعلن «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أن قواته نجحت في القضاء على خلية إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» بعد اشتباكات استمرت نحو تسع ساعات، في مدينة سبها بجنوب البلاد، ما أدى إلى مقتل أكثر من سبعة أشخاص، وقُتل شخص أسترالي الجنسية وآخر مصري واثنان يحملان الجنسية الليبية ينتمون للتنظيم الإرهابي.
وأوضحت شعبة الإعلام الحربي التابعة لـ«الجيش الوطني» في بيان صحافي أصدره أمس، أن «مقتل هؤلاء تم رغم محاولة الجيش القبض عليهم أحياء»، لافتة إلى أنه تم أسر امرأتين تنتميان لتنظيم «داعش»؛ الأولى تحمل الجنسية المصرية، والثانية تحمل الجنسية الليبية ويتم حالياً التحقيق معهما.
وتابعت الشعبة «تأخر حسم المعركة كان لتحصن العدو بشكل كامل واستخدامه الأساليب الانتحارية وتلغيمه لجميع مواقعه، ولتسليحه بالعتاد المتطور، كما قامت هذه الجماعات باستهداف وحدات الجيش بأكثر من 32 قنبلة يدوية».
لكن منطقة سبها العسكرية نقلت عن أحد عناصر الجيش أن الحصيلة النهائية للقتلى هي 11 قتيلا في صفوف «الدواعش» من جنسيات أجنبية مختلفة، والأسرى طفلان وامرأة، التي أكدت خلال استجوابها أن أحد القتلى هو أمير «المجموعات الإرهابية» في سبها الملقب أبو علي اليمني.
وقال اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش إن قواته نفذت هذه العملية النوعية بعد متابعة دقيقة وتحر لموقع سكني بحي عبد الكافي يرتاده بعض الأفراد القادمين من خارج المدينة وتبين أنهم مجموعة إرهابية متطرفة تتستر في كونها عائلة، موضحا أنه تم تحديد وقت تنفيذ العملية التي كانت مفاجئة وأربكت هؤلاء (الدواعش) الذين استخدموا مختلف أنواع الأسلحة.
ونقل عن آمر منطقة سبها العسكرية إشادته بأهالي الحي الذين ساندوا قوات الجيش أثناء العملية، مشيرا إلى أن هذه القوات «ماضية قدما لتأمين المنطقة والقضاء على المجموعات الإرهابية الهاربة من مواجهة القوات المسلحة وكذلك القضاء على عصابات الجريمة المنظمة حتى يستتب الأمن في كامل ربوع المنطقة».
وأكد قائد ميداني بالجيش الوطني مقتل 3 أفراد من الجيش والقوات المساندة له خلال العملية التي جرت بالمدينة.
وأعلنت شعبة الإعلام الحربي بالجيش في ساعة باكرة من صباح أمس، عن تحرك قوة عسكرية باتجاه المدينة التي قالت إنها شهدت «اشتباكات قوية بعد تحرك جماعات إرهابية مسلحة كانت تحاول زعزعة الأمن والاستقرار»، مشيرة إلى نجاح وحدات من كتيبتي 116 مُشاة و160 في اقتحام أوكار الجماعات الإرهابية والقضاء على عددٍ منهم، مقابل إصابة القائد الميداني إبراهيم إمبارك معاون آمر الكتيبة 116.
بدورها أكدت غرفة عمليات سبها المشتركة السيطرة الكاملة على منطقة الاشتباكات، وأوضحت أن القوات بدأت بتمشيط المنازل المشتبه بها وانتهت العملية دون خسائر بشرية وإصابة 8 أفراد تابعين للغرفة أثناء الاشتباكات مع الإرهابيين.
وقال العميد عبد القادر النعاس آمر منطقة سبها العسكرية إن وحدات من الجيش خاضت اشتباكات مع المجموعة الإرهابية، ما أسفر عن سقوط عدد غير معلوم من جرحى الإرهابيين.
وكان العميد السنوسي صالح مدير أمن سبها، قد أعلن عن حملة مداهمات تشنها الغرفة الأمنية المشتركة على أوكار الإرهابيين وتجار المخدرات في مدينة سبها بعد قرار آمر المنطقة الجنوبية بفرض الأمن بقوة السلاح.
وطلب عسكريون من مواطني مدينة سبها أخذ الانتباه والحذر وعدم الخروج من منازلهم، بينما نفت الكتيبة 116 مشاة التابعة للجيش الوطني مقتل أي من عناصرها خلال اشتباك مع «الدواعش» بحي عبد الكافي في المدينة، بعدما زعمت تقارير أن معاون آمر الكتيبة لقي حتفه جراء إصابته بجروح أثناء مداهمة أحد المنازل الذي تتحصن به مجموعات مسلحة في المنطقة. وتسيطر قوات «الجيش الوطني» على مدينة سبها، أكبر مدن جنوب ليبيا، منذ أكثر من عامين، حيث ينشط متشددون من تنظيم «داعش» بعدما تقهقروا إلى هناك بعد خسارة معقلهم في مدينة سرت في ديسمبر (كانون الأول) عام 2016.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.