ميلادينوف ينفي تصريحات حول موقف الأردن من إسرائيل

الملك عبد الله الثاني خلال زيارة لمنطقة الغمر والباقورة بعد انتهاء تأجيرها لإسرائيل في نوفمبر الماضي (غيتي)
الملك عبد الله الثاني خلال زيارة لمنطقة الغمر والباقورة بعد انتهاء تأجيرها لإسرائيل في نوفمبر الماضي (غيتي)
TT

ميلادينوف ينفي تصريحات حول موقف الأردن من إسرائيل

الملك عبد الله الثاني خلال زيارة لمنطقة الغمر والباقورة بعد انتهاء تأجيرها لإسرائيل في نوفمبر الماضي (غيتي)
الملك عبد الله الثاني خلال زيارة لمنطقة الغمر والباقورة بعد انتهاء تأجيرها لإسرائيل في نوفمبر الماضي (غيتي)

نفى المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، ما نسب إليه، أنه أبلغ كبار المسؤولين في تل أبيب، برغبة المملكة الأردنية في عودة العلاقات إلى طبيعتها مع إسرائيل، بعد القطيعة بسبب أزمة السفارة ووقف تأجير الأراضي لإسرائيل، وغيرها من الأزمات والتوترات التي دفعت للقطيعة الدبلوماسية.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن المملكة الأردنية ترغب في عودة تعزيز العلاقات عقب الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع الإمارات والبحرين. وقال وزير الاستيطان تساحي هنغبي، معلقاً على ذلك «إن فترة القطيعة كانت صعبة للغاية»، معرباً عن أمله في المضي قدماً بالمشاريع المشتركة مثل مشروع القناة وغيرها. لكن مكتب ميلادينوف نفى أن يكون المنسق الخاص للأمم المتحدة، قد أدلى بأي تعليقات أو تصريحات حول موقف أو سياسات الأردن.
والعلاقات بين الأردن وإسرائيل متوترة منذ فترة طويلة. والعام الماضي، أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، انتهاء عقد إيجار منح مزارعين إسرائيليين لمدة 25 عاماً حق الدخول والعمل في جيبين حدوديين، وهما «الباقورة» و«الغمر»، اللذان استأجرتهما إسرائيل، بموجب اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام 1994.
واعتبرت إسرائيل ذلك دليلاً على غضب أردني. وقبلها اشتعلت أزمة قتل حارس أمني إسرائيلي، لأردنيين في السفارة الإسرائيلية في عمان والتي أغلقت لاحقاً قبل إعادة فتحها. وزادت الخلافات بسبب رفض الأردن خطة صفقة القرن الأميركية، وتهديده إسرائيل بعواقب إذا ما ضمت أجزاء من غور الأردن والضفة الغربية. وفي يونيو (حزيران) الماضي، قالت تقارير نقلاً عن مصدر أردني، قوله إن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رفض التحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر الهاتف.
وأضاف المصدر، أن الملك عبد الله أيضاً لم يحدد موعداً للاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي البديل وزير الأمن بيني غانتس، الذي أراد مناقشة خطة السلام الأميركية؛ وذلك بسبب الغضب من خطة الضم الإسرائيلية.
يشار إلى أن مسؤولين أردنيين كانوا قد أبلغوا إسرائيل أن الضم من جانب أحادي، لن يرحب به القصر الملكي، وأن مثل هذه الخطوة تعد انتهاكا للمعاهدات الدولية، قبل أن يصرح العاهل الأردني نفسه، أن ذلك قد يقود لصدام كبير مع إسرائيل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.