السراج ينفي لقاء حفتر... ويلتزم الصمت حيال «استقالته»

«إخوان ليبيا» يغازلون مصر... سياسياً

TT

السراج ينفي لقاء حفتر... ويلتزم الصمت حيال «استقالته»

نفت حكومة «الوفاق» الليبية وفرنسا تقارير عن اجتماع عقد في باريس بين المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق، الذي التزم الصمت حيال ما تردد عن اعتزامه تقديم استقالة مفاجئة من منصبه خلال الأيام القليلة المقبلة.
ونفى غالب الزقلعي، الناطق باسم السراج، ما أشيع عن احتمال لقائه مع حفتر، وأكد في بيان مقتضب أنه «لن يكون هنالك لقاء يجمعه به، لا في المستقبل القريب ولا البعيد، مهما كانت حجم الوساطات الدولية».
ومن جهتها، قالت متحدثة باسم الإليزيه في تصريحات تلفزيونية، أمس، إنه ليس هناك أي اجتماع متوقع حول ليبيا هذا الأسبوع في باريس. وجاء النفي ردا على تقارير فرنسية عن اعتزام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استضافة اجتماع قمة، يضم السراج وحفتر، بالإضافة إلى عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، غدا الخميس، وذلك برعاية الأمم المتحدة ومشاركة ألمانيا وإيطاليا، بهدف تعميق المشاورات الليبية، وذلك دعما للجهود التي يقودها فريق من مستشاري الإليزيه لبلورة اتفاق جديد لإنهاء الأزمة الحالية.
وأطلق معسكر السراج أمس «بالونة اختبار» بتسريب اعتزامه الاستقالة قريباً، والبقاء في منصبه مؤقتا خلال مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة في جنيف الشهر المقبل. ونقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية عن مسؤولين، وصفتهم بأنهم مطلعون على تفكير السراج، أنه ناقس بحضور مساعديه خططه المستقبلية مع شركاء ليبيين ودوليين، موضحين أنه «سيخفف بعض الضغط عن نفسه، بينما يمهد الطريق لخروجه بعد محادثات جنيف». لكن المتحدث باسم السراج امتنع عن التعليق على هذه المعلومات، بما في ذلك احتمال أن يدلي بإعلانه بحلول نهاية الأسبوع.
بدوره، أعلن خالد المشري، رئيس مجلس الدولة الموالي لحكومة «الوفاق»، أمس، أنها ترغب في إنهاء المرحلة الانتقالية، وإجراء استفتاء على الدستور، وانتخابات رئاسية وبرلمانية، وقال في كلمة تلفزيونية مفاجئة له أمس، إن اجتماع وفدي مجلسي النواب والدولة مؤخرا في المغرب لم يتطرق إلى طرح شاغلي المناصب السيادية، أو نقل المؤسسات السيادية خارج العاصمة، أو إعادة تشكيل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وكيفية اختيار أعضائه، معتبرا أن كل ما أُشيع في هذا الصدد «مجرد شائعات ومحاولة لعرقلة الحوار».
في غضون ذلك، وفي أحدث محاولة من نوعها لدمج وتفكيك الميليشيات المسلحة، أعلن فتحي باشاغا، وزير الداخلية بحكومة «الوفاق»، عن تشكيل لجنة لدمج وتأهيل المجموعات المسلحة والمقاتلين في وزارة الداخلية. وقسّم باشاغا في قرار أصدره مساء أول من أمس عناصر الميليشيات إلى ثلاث فئات باللون الأخضر والأصفر والأحمر، حيث يتم دمج المصنفين باللونين الأخضر والأصفر، فيما يتم تفكيك المصنفين باللون الأحمر بالقوة.
إلى ذلك، وفي غزل سياسي هو الأول من نوعه يصدر عن جماعة الإخوان الليبية، اعتبر رئيس حزبها السياسي محمد صوان أنه «مهما كان الاختلاف مع مصر في مواقفها من الأزمة الليبية، إلاّ أنها تظل أحد أهم الأطراف الفاعلة والمعنيّة باستقرار ليبيا والشأن الليبي بشكل عام، علاوة على العلاقات التاريخية والمصالح المتشابكة بين الشعبين».
ورحب صوان في بيان له، مساء أول من أمس، بالبيان الصادر عن اجتماع اللجنة المكلفة متابعة الملف الليبي بالحكومة المصرية مع بعض الأطراف الليبية، والذي أكد على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار، والدفع بالعملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة.
وبعدما دعا الحكومة المصرية إلى لعب دور فعّال وإيجابي تجاه إرساء الاستقرار في ليبيا، شدد صوان على أهمية «تقديم الدعم الكامل للبعثة الأممية لتجنب خلق مسارات موازية قد تشتت الجهود المحلية والدولية الهادفة لحل الأزمة».
من جهتها، نفت الحكومة الليبية الموازية، الذي يوجد مقرها في بنغازي، ثاني مدن البلاد، معلومات عن تكليف وزير داخليتها إبراهيم بوشناف بتسيير أعمال الحكومة، التي أعلنت استقالتها عقب مظاهرات نادرة ضد الفساد، وتردي الظروف المعيشية التي هزّت مدناً في شرق ليبيا في الأيام الأخيرة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».