الجبوري يتفق مع لاريجاني على تشكيل لجنة «صداقة» برلمانية

رئيس كتلة برلمانية: من يسمح لسليماني بالتجوال بحرية في العراق؟

رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في مؤتمر صحافي مشترك ببغداد أمس (أ.ب)
رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في مؤتمر صحافي مشترك ببغداد أمس (أ.ب)
TT

الجبوري يتفق مع لاريجاني على تشكيل لجنة «صداقة» برلمانية

رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في مؤتمر صحافي مشترك ببغداد أمس (أ.ب)
رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في مؤتمر صحافي مشترك ببغداد أمس (أ.ب)

أعلن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أنه بحث مع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني ملفات عدة تهم البلدين، من أبرزها الملف الأمني، فضلا عن الاتفاق على تشكيل لجنة «صداقة» وتعاون برلمانية بين الطرفين.
وقال الجبوري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني لاريجاني في مبنى البرلمان أمس إن «أبرز المسائل التي تناولناها تتمحور حول 3 نقاط، الأولى منها ترتبط بأمن العراق الذي له ارتباط مباشر بأمن المنطقة»، مؤكدا على «ضرورة إيجاد تعاون إقليمي لمكافحة الإرهاب، وعلى وجه التحديد مع إيران وباقي الدول لتحقيق الأمن والاستقرار». وأضاف الجبوري أن «النقطة الثانية تتعلق بالواقع الاقتصادي والأزمة التي تمرّ بها المنطقة والمتمثلة بانخفاض أسعار النفط الذي أثر على العراق وإيران، فضلا عن مناقشة تعزيز السبل لتجاوز تلك الأزمة بما يحقق مصلحة البلدين وباقي البلدان». ولفت الجبوري إلى أن «القضية الثالثة تتعلق بالواقع البرلماني، ونحن في هذا الجانب شرعنا بتشكيل لجنة للصداقة والتعاون البرلماني مع إيران».
من جانبه، عد رئيس مجلس الشورى الإيراني «الإرهاب» مشكلة حقيقة تعانيها جميع دول العالم، ودعاها إلى «التعاون لمواجهته». وقال لاريجاني خلال المؤتمر الصحافي إن «موضوع الإرهاب يمثل أكبر مشكلة بالمنطقة، ولا بد من إيجاد تعاون مشترك لمواجهته»، واصفا توحد أطياف الشعب العراقي لمواجهته بأنه «أمر مبارك». وأضاف لاريجاني أنه «من خلال زيارتي الإقليمية إلى كل من لبنان وسوريا والعراق، شاهدت إجراءات جادة في مظاهر التقدم بهذه البلدان في محاربة تنظيم داعش»، مشيرا إلى أن «إيران لديها بعض الإجراءات العملية فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب في مساعدة العراق». وأكد لاريجاني دعم بلاده لما «تقوم به الدول الأخرى من دعم للعراق»، لافتا إلى أنه ناقش مع الجبوري «موضوع ضرورة التعاون بين البلدين وباقي الدول لمكافحة الأتربة والغبار الذي يشهده المناخ وما يتسبب به هذا الأمر من مشكلات صحية وبيئية».
في السياق نفسه، أشاد الرئيس العراقي فؤاد معصوم بالعلاقات الثنائية بين العراق وإيران. وقال بيان رئاسي عقب استقبال معصوم لرئيس مجلس الشورى الإيراني أمس إن معصوم قدم شكره لإيران «على دعمها المهم للعراق، لا سيما في حربه ضد الإرهاب»، مبينا أن «إيران كانت من أولى الدول التي مدت يد العون والمساندة للشعب العراقي في التصدي لتنظيم داعش». من جانبه «أكد لاريجاني استمرار دعم بلاده للشعب العراقي في مكافحة الإرهاب، معبرا عن رغبة إيران في أن تكون علاقات الصداقة بين البلدين والروابط المشتركة بين الشعبين الجارين، وطيدة وراسخة الجذور». وأشار البيان إلى أن «لاريجاني أشاد بدور الرئيس معصوم في استتباب الوفاق السياسي في العراق، متمنيا لهذه المسيرة دوام الاستمرار من أجل استقرار العراق وازدهاره». وأضاف أن «رئيس مجلس الشورى الإيراني نقل خلال اللقاء تحيات الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الرئيس فؤاد معصوم، وترقب زيارته إلى إيران للتباحث في العلاقات الثنائية وتطويرها، كما حمل الرئيس معصوم لاريجاني تحياته وامتنانه إلى الرئيس روحاني، مؤكدا تلبيته لزيارة إيران في الوقت المناسب».
من جانبه، أكد رئيس كتلة التحالف المدني الديمقراطي في البرلمان العراقي وعضو لجنة العلاقات الخارجية مثال الآلوسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «سياسة العراق الجديدة تتمثل في الانفتاح على دول الجوار من منطلق فتح صفحة جديدة مع هذه الدول، لكننا في الوقت الذي نتمنى فيه لبعض هذه الدول أن تبادلنا الإحساس نفسه بالانفتاح فإننا ما زلنا نفاجأ بين فترة وأخرى بتصريحات لمسؤولين إيرانيين يقولون فيها إن إيران هي التي حمت بغداد من السقوط بيد تنظيم داعش في محاولة منهم لاستمرار هذه التبعية المزعومة لإيران، وبالتالي فإننا في التحالف المدني الديمقراطي، ومعنا كل أبناء العراق ممن يؤمنون ببناء دولة قوية تقوم العلاقات فيها مع الآخرين على قاعدة المصالح المشتركة وعدم المساس بالسيادة، ندعو المسؤولين الإيرانيين إلى أن يتوخوا الحذر وهم يطلقون مثل هذه التصريحات غير المسؤولة».
وأشار الآلوسي إلى أن «مثل هذه الأمور تثير التساؤلات بشأن وجود مخطط إيراني للتمدد باتجاه العراق تحت ذريعة (داعش)، ومما يؤسف له أن كلا من طهران وواشنطن تتفاوض على حساب العراق في إطار الملف النووي، وهو ما يدعونا للقلق، خصوصا أننا نريد بناء علاقة متوازنة مع إيران كدولة جارة وصديقة»، متسائلا: «من الذي أعطى قاسم سليماني (قائد فيلق القدس الإيراني) كل هذا الحق في أن يتجول في الأراضي العراقية براحته؟».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.