«الطاقة الذرية» تباشر تفتيش ثاني موقع سري إيراني خلال أيام

غروسي أكد «حل المشكلات» مع طهران ورفض «التنبؤ» بشأن المستقبل

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي يتحدث للصحافيين على هامش اجتماع مجلس الحكام في فيينا أمس (الطاقة الذرية)
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي يتحدث للصحافيين على هامش اجتماع مجلس الحكام في فيينا أمس (الطاقة الذرية)
TT

«الطاقة الذرية» تباشر تفتيش ثاني موقع سري إيراني خلال أيام

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي يتحدث للصحافيين على هامش اجتماع مجلس الحكام في فيينا أمس (الطاقة الذرية)
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي يتحدث للصحافيين على هامش اجتماع مجلس الحكام في فيينا أمس (الطاقة الذرية)

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن فريقاً من المفتشين الدوليين سيباشر تفتيش موقع ثانٍ للأنشطة النووية الإيرانية غير المعلنة خلال أيام، فيما تتواصل عملية فحص عينات أخذت من أحد الموقعين السريين، الذي سمحت طهران للوكالة أخيراً بدخوله، بعد أشهر من الرفض.
وقال غروسي، في مؤتمر صحافي عقده في فيينا، أمس، بعد انطلاق اجتماع مجلس المحافظين المغلق، إنه يمكن توقع نتائج تحليل العينات التي أخذها المفتشون من الموقع محل الجدل، خلال شهرين أو 3، مشيراً إلى أن الوكالة «تحلل العينات حالياً في مختبراتها، لكنها قد تلجأ لمختبرات خارجية، ما يعني أن النتائج قد تستغرق أسابيع لكي تظهر».
كما كشف غروسي عن زيارة مرتقبة لفريق مفتشي الوكالة الدولية إلى الموقع السري الثاني في إيران، خلال أيام.
وتشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنشطة نووية غير معلنة كانت تقوم بها إيران في الموقعين السريين. وتبنى مجلس حكام الوكالة الدولية قراراً بطلب من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في يونيو (حزيران) الماضي، يطالب إيران بالتعاون الفوري مع الوكالة، وذلك بعدما أبلغ غروسي بعدم تجاوب إيران مع طلب لمفتشي الوكالة الدولية طوال 4 أشهر لدخول الموقعين، فضلاً عن عدم الرد على أسئلة متعلقة بهما طول عام تقريباً.
وأفاد غروسي، أمس، في كلمة انطلاق أعمال مجلس المحافظين هذا الأسبوع، أنه تم الاتفاق مع إيران على تاريخ زيارة الموقع الثاني، من دون أن يكشف عنه.
وتسبق أعمال مجلس المحافظين هذا الأسبوع المؤتمر السنوي الذي ينطلق الاثنين المقبل.
وقال غروسي إن الوكالة تواصل التحقق من أنشطة إيران النووية غير المعلنة بموجب اتفاق ضمانات معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية معها. ووصف تعاون إيران حالياً مع الوكالة بالمقبول، مشيراً إلى أنه لا يمكنه التنبؤ بشكل هذا التعاون في المستقبل، وقال: «في الأشهر الماضية، واجهنا مشكلات في التعاون مع إيران، لكن هذه المشكلات تم حلها الآن، ومع ذلك لا يمكننا أن نتنبأ بشكل هذا التعاون في المستقبل».
وفي 26 أغسطس (آب)، أعلن غروسي بعد زيارة لطهران، كانت الأولى له منذ تسلمه منصبه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أنه تم التوصل لاتفاق على زيارة الموقعين والتحقق من الأنشطة التي كانت تدور فيهما.
وأشار في كلمة وزعها المكتب الإعلامي إلى الاتفاق الذي توصل إليه الشهر الماضي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، والذي يهدف بحسب ما قال إلى «تحقيق تقدم ملموس في معالجة أسئلة الوكالة المعلقة، خاصة ما يتعلق بمسألة الوصول لموقعين في إيران». وعبّر غروسي عن أمله أن يساعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران «إلى تعزيز التعاون الثنائي وبناء الثقة».
وكانت الوكالة قد كشفت في تقرير لها الأسبوع الماضي أن اليورانيوم المنخفض التخصيب ارتفع في إيران ليصل إلى 10 مرات الحد المسموح به، بحسب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وبدأت طهران العام الماضي بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم رداً على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018. وتواصل انتهاك التزاماتها بالاتفاق النووي.
ويجتمع مجلس المحافظين 5 مرات سنوياً، ويتخذ قرارات في ختام الاجتماعات. ويعقد اجتماعاً رابعاً هذا العام بعد مناقشة المؤتمر السنوي الأسبوع المقبل. وفي اجتماعه الأخير في يونيو، تحدث مجلس المحافظين عن عدم تعاون إيران مع الوكالة، ومماطلة في تزويدها بأجوبة. ومرّر حينها قراراً دعا طهران إلى التعاون والوفاء بالتزاماتها بحسب الاتفاق النووي.



إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
TT

إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الأحد)، إن التهديدات التي تواجهها إسرائيل من سوريا لا تزال قائمةً رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وذلك وسط إجراءات عسكرية إسرائيلية لمواجهة مثل هذه التهديدات.

ووفقاً لبيان، قال كاتس لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ، والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدّعيها زعماء المعارضة».

وأمس (السبت)، قال القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، الذي يوصف بأنه الزعيم الفعلي لسوريا حالياً، إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، «هيئة تحرير الشام» الإسلامية، التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهيةً حكم العائلة الذي استمرّ 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغّلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أُقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفَّذت إسرائيل، التي قالت إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه «إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود»، مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» و«داعش».

وندَّدت دول عربية عدة، بينها مصر والسعودية والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع في مقابلة نُشرت على موقع «تلفزيون سوريا»، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».