الكاظمي يعين مجموعة جديدة من المسؤولين في مناصب عليا

الكاظمي
الكاظمي
TT
20

الكاظمي يعين مجموعة جديدة من المسؤولين في مناصب عليا

الكاظمي
الكاظمي

أجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس، سلسلة تغييرات جديدة في الوظائف الحكومية العليا، في خطوة هي الثانية من نوعها منذ تسنمه منصب رئاسة الوزراء في مايو (أيار) الماضي؛ إذ أجرى في يونيو (حزيران) الماضي سلسلة تعيينات طالت مناصب أمنية رفيعة، شملت رئيسي جهازي مكافحة الإرهاب والأمن الوطني ومستشارية الأمن الوطني ورئاسة أركان الجيش.
وجاءت إجراءات الكاظمي بعد يوم واحد من حزمة توجيهات للحكومة أصدرها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني طالب خلالها الحكومة بمحاربة الفساد وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف دولي ومحاسبة قتلة المتظاهرين، وهي المطالب ذاتها التي تصر عليها جماعات الحراك الاحتجاجي.
ولم تسلم الوظائف الحكومية من انتقادات لاذعة وجهها ناشطون للمعايير التي اعتمدت لاختيار الشخصيات الجديدة، نظراً للتقسيم «المحاصصي والمكوناتي» الذي بدا واضحاً فيها، إلى جانب اختيار شخصيات سبق أن شغلت مناصب رفيعة في الحكومات السابقة ولم تثبت كفاءة استثنائية فيها، الأمر الذي لطالما رفضته جماعات الحراك.
وفي حين رحب النائب عن «تحالف عراقيون» علي البديري، بالتغييرات الجديدة، عدّ أنها «تندرج ضمن ما تعهد به الكاظمي أمام الشعب وممثليهم في مجلس النواب من أنه سيتحمل المسؤولية الكاملة للذهاب بالبلد إلى بر الأمان».
ويرجح مراقبون محليون أن تكون المناصب الجديدة ذهبت بالطريقة المحاصصاتية والحزبية ذاتها إلى «تيار الحكمة» و«التيار الصدري» و«تحالف الفتح» و«حزب الفضيلة» و«ائتلاف دولة القانون»، وائتلاف سياسي عن سنّة الموصل وآخر عن سنّة الأنبار.
وطالت التغييرات الوظيفية للدرجات الرفيعة منصب محافظ البنك المركزي العراقي الذي كان يشغله علي العلاق منذ أكثر من 10 سنوات، وحل محله مدير الدائرة القانونية في البنك مصطفى غالب مخيف.
وحصل وزير العدل في حكومة نوري المالكي السابقة حسن حلبوص الشمري، العضو في حزب «الفضيلة» الإسلامي والحاصل على شهادة في القانون، على منصب «رئيس هيئة الأوراق المالية».
وأسند الكاظمي إدارة جهاز المخابرات التي كان يشغلها قبل أن يصبح رئيساً للوزراء، إلى النائب الحالي عن محافظة نينوى عضو «ائتلاف النصر» خالد العبيدي الذي سبق أن شغل منصب وزير الدفاع في العراق في حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي قبل أن يصوت مجلس النواب على إقالته عام 2016 بسبب تهم مالية وإدارية.
وذهب منصب رئاسة «هيئة النزاهة» إلى القاضي علاء الساعدي، الذي كان رئيساً للهيئة ذاتها في عهد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي عام 2011، وشغل حتى الآن منصب رئاسة «هيئة نزاعات الملكية».
وحصل المهندس المعماري الشاب منهل عزيز رؤوف الحبوبي على منصب «أمين بغداد» الذي يعدّ من أرفع المناصب الحكومية في الدولة العراقية، نظراً لما تتمتع به أمانة العاصمة من إمكانات مالية ومسؤوليات كبيرة، وهي بالتالي مطمح جميع الكتل والشخصيات السياسية. وسبق للحبوبي، الذي لم يشغل أي منصب حكومي فيما مضى، أن صمم بمشاركة فريق شاب، مبنى مجلس الوزراء العراقي عام 2011، وفاز بجائزة في «مؤتمر (تيدكس) للإبداع العالمي» بنسخته الذي عقدت في العاصمة بغداد، رغم دخوله في منافسة مع مشروع مماثل للمعمارية الراحلة زها حديد. وصار منصب وكالة جهاز الأمن الوطني من نصيب النائب فالح العيساوي عن «تحالف القوى العراقية» الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.
وحصلت مستشارة رئيس الوزراء سهى داود إلياس نجار، على منصب رئيسة «الهيئة الوطنية للاستثمار» الذي يشغله سامي الأعرجي منذ نحو 15 عاماً.
أما منصب مدير عام «مصرف التجارة العراقي»، فصار من نصيب سالم الجلبي؛ وهو ابن شقيق السياسي الراحل أحمد الجلبي، وسبق أن ترأس المحكمة العراقية الخاصة المكلفة النظر في جرائم الحرب، وأصبح مدير المحكمة الجنائية المختصة بمحاكمة رئيس النظام السابق، صدام حسين وأركان نظامه في عام 2003.
وأسند إلى الشيخ سامي المسعودي، وهو من أبرز الوجوه التي اشتركت في الحرب ضد «داعش» ويرتبط بعلاقات وثيقة مع غالبية فصائل «الحشد الشعبي»، منصب رئاسة «هيئة الحج والعمرة».



«هدنة العيد» في غزة... فُرص التهدئة تتزايد

فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة العيد» في غزة... فُرص التهدئة تتزايد

فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

ساعات حاسمة يترقبها قطاع غزة لتأمين هدنة بالتزامن مع دخول عيد الفطر عبر مخرجات مفاوضات تستضيفها الدوحة، مقابل تحديات عديدة أبرزها احتمال استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي، منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار منذ 18 مارس (آذار) الماضي.

ومع ترويج منابر إسرائيلية إعلامية استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يقول خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إن التزام حكومة بنيامين نتنياهو بالتهدئة التي يعكف عليها الوسطاء منذ أيام هو الضمان الأكبر لرؤية هدنة إنسانية في عيد الفطر واستمرارها وإلا الانهيار سيعود مجدداً.

وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن حركة «حماس» أبدت مرونة مع الوسيطين مصر وقطر لتأمين هدنة في عيد الفطر، وفرص التوصل لها واستمرارها مع عيد الفصح لدى اليهود أكبر من تحدياتها طالما التزم نتنياهو بها وضغطت واشنطن عليه.

وكانت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أفادت السبت، بأن «(حماس) قد تكون منفتحة على إطلاق سراح بعض الرهائن مقابل هدنة في عيد الفطر»، مشيرة إلى أن هيئة البث الإسرائيلية تحدثت عن أن الرهائن الذين سيطلق سراحهم سيكون من بينهم الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، مع مشاركة الولايات المتحدة وقطر بشكل مكثف في الاقتراح.

فلسطينيون يمرون بين أنقاض مبانٍ دُمرت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يمرون بين أنقاض مبانٍ دُمرت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

وجاء تقرير هيئة البث بعد يوم من تصريح دبلوماسي عربي رفيع المستوى لـ«تايمز أوف إسرائيل» بأن قطر عرضت على «حماس» مقترحاً أميركياً جديداً لإعادة وقف إطلاق النار من خلال إطلاق سراح ألكسندر، مقابل أن يصدر الرئيس دونالد ترمب بياناً يدعو فيه إلى التهدئة في غزة واستئناف المفاوضات من أجل إنهاء دائم للحرب، مشيراً إلى أن الوسطاء القطريين أبلغوا الحركة بأن الامتثال للمقترح الأميركي سيخلق لهم حسن نية مع ترمب، مما يزيد من احتمال أن يضغط على نتنياهو للموافقة على وقف دائم لإطلاق النار.

وكشف استطلاع رأي حديث أجرته «القناة 12» الإسرائيلية أن 69 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء حرب غزة، مقابل اتفاق يفرج فيه عن جميع الرهائن المتبقين في القطاع، وفي المقابل يعارض 21 في المائة من الإسرائيليين مثل هذه الصفقة.

وحتى بين أنصار الائتلاف الحاكم في إسرائيل الذي يقوده نتنياهو، أيدت أغلبية بنسبة 54 في المائة مثل هذه الخطوة، مقارنة بمعارضة 32 في المائة لوقف الحرب مقابل عودة الرهائن، ويأتي هذا وسط بيان جديد من هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، السبت يطالب بإبرام صفقة تبادل رهائن.

وباعتقاد الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء سمير فرج، فإن فرص التوصل لهدنة في عيد الفطر أكبر من العقبات، وخصوصاً بعد ما قدمته «حماس» من مرونة وتنازلات، حيث الأعياد لدى المسلمين واليهود.

ومدعماً فرص نجاح الهدنة، يقول أستاذ العلوم السياسية في «جامعة الأمة» بغزة، الدكتور حسام الدجني، إن أحد أهم أسباب التقدم وتحقيق اختراق نحو التهدئة هو حلول عيد الفطر لدى المسلمين و«الفصح» لدى اليهود، فضلاً عن حاجة «حماس» لتمرير صفقة تعيد فتح المعابر لدخول المساعدات لتجاوز التجويع الذي تمارسه إسرائيل ضد غزة، بخلاف استطلاعات الرأي التي تحث نتنياهو على التوصل لصفقة.

وكان عضو المكتب السياسي في «حماس»، باسم نعيم، أفاد في حديث «وكالة الصحافة الفرنسية»، بأن المحادثات بين الحركة والوسطاء من أجل استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة «تكثّفت في الأيام الأخيرة»، وقال: «نأمل أن تشهد الأيام القليلة المقبلة انفراجة حقيقية»، لافتاً إلى أن الحركة تتعامل «بكل مسؤولية وإيجابية ومرونة».

وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، الخميس الماضي، بأن وفداً أمنياً مصرياً توجه إلى الدوحة بهدف «مواصلة المباحثات الرامية للإفراج عن الأسرى والرهائن، في إطار مرحلة انتقالية للسعي لخفض التصعيد»، في قطاع غزة، تزامناً مع إجراء وزير الخارجية المصري، اتصالين هاتفيين مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والتركي هاكان فيدان، بشأن التهدئة بغزة، وفق بيانين لـ«الخارجية المصرية»، الجمعة.

يأتي ذلك وسط تصعيد إسرائيلي أسفر عن مقتل 921 شخصاً قتلوا في القطاع منذ أن استأنفت إسرائيل غاراتها الواسعة النطاق على القطاع في 18 مارس (آذار) الجاري، وأفادت «القناة 12» الإسرائيلية السبت، بأن الجيش شن موجة هجمات واسعة على قطاع غزة حيث سمع دوي انفجارات عنيفة.

وعلى رغم التصعيد فإن جهود مصر حثيثة نحو إبرام «هدنة العيد»، بحسب اللواء سمير فرج، مؤكداً على أهمية أن تمارس واشنطن ضغطاً أكبر على إسرائيل لضمان نفاذها واستمرارها وعدم التذرع بأي حجج تعطلها أو تغير تفاصيلها.

وباعتقاد الدجني، فإن خروج رهينة إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية سيكون أحد أسباب ضغط واشنطن على إسرائيل لضمان استمرار أي تهدئة مستقبلية، مستدركاً: «لكن التهديدات والتحديات موجودة ولدى نتنياهو فقط، الذي قد يواصل الضغط العسكري، ظناً أن هذا سيضغط على (حماس) لمكاسب أكبر وهذا أصبح غير مجد والهدنة الأسلم للجميع».