«أوبك» تحتفل بعيدها الـ60 بقرارات تاريخية وتحديات جمة

TT

«أوبك» تحتفل بعيدها الـ60 بقرارات تاريخية وتحديات جمة

تحتفل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بالذكرى الستين لتأسيسها خلال سبتمبر (أيلول) الجاري، وسط تحديات جمة تواجه المنظمة الدولية التي تأسست عام 1960.
فمن فيروس كورونا وتحديات المناخ ومنافسة النفط الصخري وتراجع الطلب على النفط إلى زيادة الطلب على الطاقة المتجددة، تواجه «أوبك» تحديات مجتمعة لم تمر بها من قبل، غير أن تداول أسعار النفط عند مستويات 40 أو 45 دولاراً حالياً وسط كل هذه التحديات، يشير إلى اتخاذ المنظمة قرارات استثنائية حافظت من خلالها على استقرار السوق وتوازنها.
بدأت رحلة «أوبك» التاريخية في اجتماع عقد في قاعة الشعب في بغداد، بحضور الأعضاء المؤسسين للمنظمة (السعودية والعراق والكويت وإيران وفنزويلا) الذي يعرف على نطاق واسع باسم «مؤتمر بغداد».
في هذا الاجتماع، كتب الأعضاء المؤسسون لمنظمة «أوبك» فصلاً جديداً في تاريخ التعاون الدولي وقطاع النفط، ما أدى إلى ولادة المنظمة.
استمرّت مرحلة التأسيس نحو 12 عاماً، وتوّجت يوم 14 سبتمبر عام 1960 بولادة «أوبك»، بمشاركة 5 دول؛ ثلاث منها عربية، هي السعودية، والعراق، والكويت، بالإضافة إلى فنزويلا وإيران، ثمّ انضمّت قطر عام 1961، لكنّها انسحبت في نهاية 2018، ثمّ انضمّت إندونيسيا وليبيا عام 1962، إلّا أن إندونيسيا انسحبت، ثمّ عادت ثم انسحبت، لأنّها تحوّلت من مصدر للنفط إلى مستورد صافٍ له، بسبب انخفاض الإنتاج من جهة، وزيادة الاستهلاك المحلّي من جهة أخرى.
وانضمّت أبوظبي عام 1967، وبما أن الإمارات العربية المتّحدة تأسّست في نهاية 1971، امتدّت عضوية أبوظبي لتشمل الإمارات، ثمّ انضمّت الجزائر عام 1969، ونيجيريا عام 1971، والإكوادور عام 1973، والغابون عام 1975، ثم انسحبت 1995، وعادت الغابون في 2016، وعلّقت الإكوادور عضويّتها عام 1992، ثمّ عادت في نهاية 2007، ولكنّها انسحبت مرّة أخيرة في بداية العام الحالي، بعدها انضمّت أنغولا في 2007، والكونغو في 2017، وغينيا الاستوائية في 2018.
وبعد مرور 60 عاماً، و13 دولة عضواً في «أوبك»، تواصل المنظمة لعب دور محوري في صناعة النفط لدعم الاستقرار في سوق النفط العالمية لصالح المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي.
زاد فيروس كورونا البيت شعراً في بداية العام الجاري، لمنظمة «أوبك»، التي كانت تواجه تحديات تتعلق بالحفاظ على المناخ وتقليل الانبعاثات الناتجة عن الاحتراق في عمليات تكرير النفط والغاز، في وقت كانت فيه المنظمة نجحت في تكوين تكتل يضم منتجين مستقلين للتنسيق بشأن سياسات الإنتاج، غير أن روسيا فاجأت الجميع بانسحابها في مارس (آذار) الماضي، ما وصل بالأسعار إلى مستويات أقل من 20 دولاراً للبرميل، بعد أن دخلت السوق في حرب أسعار انتهت بأكبر خفض في تاريخ المنظمة بنسبة 10 في المائة من إنتاج النفط العالمي، بجهود سعودية، وبدأت السوق تجد ضالتها وتعافت الأسعار بالفعل إلى مستويات 40 أو 45 دولاراً للبرميل حالياً. لكن خلال فترة انهيار أسعار النفط، زادت الدول من احتياطاتها الاستراتيجية ومخزوناتها، وهو ما يتطلب تصريفها الآن حتى يعود الطلب على النفط لمعدلاته الطبيعية، وسط توقعات بتعافي الطلب بداية من العام المقبل.
وما زالت تحديات كورونا مستمرة، لأن الضبابية تغلف الاقتصاد العالمي، وبالتالي أي دراسات في هذا الصدد ترتفع فيها نسبة الخطأ.



رئيسة المكسيك: لا مبرر للرسوم الجمركية الأميركية والرد سيكون قريباً

الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم تعلن أن بلادها سترد على الرسوم الجمركية خلال حديثها في القصر الوطني بمكسيكو سيتي (أ.ف.ب)
الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم تعلن أن بلادها سترد على الرسوم الجمركية خلال حديثها في القصر الوطني بمكسيكو سيتي (أ.ف.ب)
TT

رئيسة المكسيك: لا مبرر للرسوم الجمركية الأميركية والرد سيكون قريباً

الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم تعلن أن بلادها سترد على الرسوم الجمركية خلال حديثها في القصر الوطني بمكسيكو سيتي (أ.ف.ب)
الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم تعلن أن بلادها سترد على الرسوم الجمركية خلال حديثها في القصر الوطني بمكسيكو سيتي (أ.ف.ب)

قالت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، الثلاثاء، إن المكسيك سترد على الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة بنسبة 25 في المائة برسوم انتقامية على السلع الأميركية.

وأعلنت شينباوم أنها ستكشف عن المنتجات التي ستستهدفها المكسيك يوم الأحد في حدث عام في ساحة زوكالو بالعاصمة مكسيكو سيتي، مما قد يشير إلى أن المكسيك لا تزال تأمل في تهدئة الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وعلى عكس الصين، التي فرضت رسوماً انتقامية على الفور، قررت المكسيك الانتظار حتى يوم الأحد، على الرغم من أن البلاد كانت قد أعلنت منذ يناير (كانون الثاني) أنها جاهزة لهذا السيناريو بالتحديد.

وقالت شينباوم: «لا يوجد دافع أو سبب، ولا مبرر يدعم هذا القرار الذي سيؤثر على شعبنا ودولتنا».

وقد دخلت الرسوم الجمركية التي هدد بها الرئيس ترمب ضد كندا والمكسيك حيز التنفيذ، الثلاثاء، مما يزيد من خطر تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وحلفائها في أميركا الشمالية. وبدءاً من منتصف الليل، ستفرض الولايات المتحدة ضريبة بنسبة 25 في المائة على الواردات من كندا والمكسيك، مع خضوع منتجات الطاقة الكندية لرسوم استيراد بنسبة 10 في المائة.

ورفضت شينباوم «ورقة الحقائق» التي نشرها البيت الأبيض يوم الاثنين، والتي كررت الاتهام بأن تجار المخدرات المكسيكيين يستمرون في العمل بسبب «العلاقة مع حكومة المكسيك التي لا تطاق». ووصفتها رئيسة المكسيك بأنها «مسيئة وتشهيرية ولا تدعمها»، ثم استعرضت إنجازات إدارتها ضد عصابات المخدرات في المكسيك، بما في ذلك الاستيلاء على أكثر من طن من الفنتانيل وتفكيك 329 مختبراً للميثامفيتامين. كما أشارت إلى أن المكسيك قد أرسلت الأسبوع الماضي 29 شخصاً من كارتلات المخدرات التي طلبتها الولايات المتحدة.

وقالت شينباوم: «إننا نتعاون لتجنب الاتجار غير المشروع بالمخدرات إلى الولايات المتحدة، ولكن كما قلنا في مناسبات متعددة، يجب على حكومة الولايات المتحدة أيضاً تحمل المسؤولية عن أزمة استهلاك المواد الأفيونية التي تسببت في كثير من الوفيات في البلاد». وأضافت أن التعريفات الجمركية التي سترد بها المكسيك «ليست بأي حال من الأحوال أو بغرض بدء مواجهة اقتصادية أو تجارية، وهو ما لا ينبغي أن يحدث».

وشدّدت شينباوم على أنه «من غير المعقول ألا يفكروا في الضرر الذي سيلحقه هذا بمواطني الولايات المتحدة والشركات، مع زيادة أسعار السلع المنتجة في بلدنا»، مضيفة أن «ذلك سيتسبب أيضاً في وقف خلق فرص العمل في كلا البلدين. لا أحد يفوز بهذا القرار».