مقتل 33 وإصابة العشرات بتفجير انتحاري في بغداد

استهدف تجمعا لمقاتلي الصحوات قرب قاعدة عسكرية

مقتل 33 وإصابة العشرات بتفجير انتحاري في بغداد
TT

مقتل 33 وإصابة العشرات بتفجير انتحاري في بغداد

مقتل 33 وإصابة العشرات بتفجير انتحاري في بغداد

قالت الشرطة العراقية ومسؤولون طبيون، ان انتحاريا قتل 33 شخصا وأصاب 56 آخرين في مدينة المدائن على بعد 25 كيلومترا الى الجنوب من العاصمة بغداد اليوم (الاربعاء).
وأضاف المسؤولون أن الانتحاري فجر نفسه قرب صف من مقاتلين كانوا في انتظار رواتبهم. وتوقع المسؤولون ارتفاع عدد القتلى.
من جهته، قال ضابط في الشرطة ان المهاجم " كان يرتدي زي الجيش العراقي وسترة ناسفة محملة بالكرات الحديدية".
واستهدف التفجير تجمعا لمقاتلين من مجموعات تعرف باسم "الصحوات" كانوا ينتظرون للحصول على رواتبهم قرب قاعدة عسكرية للجيش العراقي.
وأدى التفجير كذلك الى اصابة 56 شخصا على الأقل بجروح.
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن الهجمات الانتحارية اسلوب تعتمده الجماعات المتطرفة لا سيما تنظيم "داعش"؛ الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق.
وشن التنظيم هجوما كاسحا في العراق في يونيو (حزيران) في العراق، ما ادى الى سيطرته على مناطق عدة ذات غالبية سنية في محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار.
واستخدم مصطلح "الصحوات" للاشارة الى المجموعات التي انشئت خلال الوجود الاميركي في العراق (2003-2011)، وقاتلت بدعم من واشنطن ضد المجموعات المتطرفة، وابرزها تنظيم "داعش".
وشكلت الصحوات عاملا اساسيا في تراجع اعمال العنف والحد من تأثير تنظيم القاعدة في العراق.
على صعيد آخر، قال مسؤول أميركي كبير ان الحكومة الأميركية تستعد لزيادة عدد المتعاقدين من القطاع الخاص في العراق في اطار جهود الرئيس باراك أوباما لصد مسلحي التنظيم المتطرف الذين يهددون حكومة بغداد، حسب قوله.
وأوضح المسؤول أن عدد المتعاقدين الذين سيتم نشرهم في العراق - بخلاف حوالى 1800 يعملون الان لصالح وزارة الخارجية الامريكية - سيعتمد جزئيا على مدى انتشار القوات الاميركية التي تقدم المشورة لقوات الامن العراقية وبعدهم عن المنشآت الدبلوماسية الاميركية.
ومع ذلك، فان الاستعدادات لزيادة عدد المتعاقدين تؤكد التزام أوباما المتزايد في العراق. وعندما تغامر الولايات المتحدة بإرسال قوات ودبلوماسيين الى مناطق الحروب عادة يليهم المتعاقدون من أجل القيام بأعمال كان يقوم بها الجيش نفسه. ويمكن أن يتولى المتعاقدون مسؤولية كل شيء من الامن الى اصلاح المركبات وحتى الخدمات الغذائية.
من جهة أخرى، قال مسؤول اميركي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ان "من المؤكد سيكون من الضروري ارسال بعض المتعاقدين لتقديم دعم اضافي هناك".
وبعدما بسط تنظيم "داعش" سيطرته على مساحات واسعة من الاراضي العراقية بما في ذلك مدينة الموصل في شهر يونيو (حزيران)، أمر الرئيس الاميركي بارسال قوات أميركية للعراق. وفي الشهر الماضي أذن أوباما بمضاعفة عدد القوات تقريبا الى 3100 جندي، لكنه يحرص على عدم زيادة التزام القوات أكثر من اللازم.
ولا تتولى القوات الاميركية في العراق مسؤوليات قتالية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».