البيت الأبيض يستعد لمراسم توقيع اتفاقي الإمارات والبحرين مع إسرائيل

الرئيس ترمب محاطاً بمساعديه خلال إعلانه الاتفاق بين البحرين وإسرائيل في البيت الأبيض أول من أمس (د.ب.أ)
الرئيس ترمب محاطاً بمساعديه خلال إعلانه الاتفاق بين البحرين وإسرائيل في البيت الأبيض أول من أمس (د.ب.أ)
TT

البيت الأبيض يستعد لمراسم توقيع اتفاقي الإمارات والبحرين مع إسرائيل

الرئيس ترمب محاطاً بمساعديه خلال إعلانه الاتفاق بين البحرين وإسرائيل في البيت الأبيض أول من أمس (د.ب.أ)
الرئيس ترمب محاطاً بمساعديه خلال إعلانه الاتفاق بين البحرين وإسرائيل في البيت الأبيض أول من أمس (د.ب.أ)

تتجه الأنظار إلى مراسم الاحتفال الذي سيحتضنه البيت الأبيض يوم الثلاثاء 15 سبتمبر (أيلول)، للتوقيع على الاتفاق الإماراتي - الإسرائيلي بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. كما يحضر وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني الاحتفال، بعد أن انضمت المنامة إلى دولة الإمارات في الإعلان عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، حيث سيوقع على «إعلان سلام تاريخي» مع نتنياهو.
وتجري الاستعدادات على قدم وساق من أجل تحضير المكان الذي سيجري فيه احتفال التوقيع، في ظل تغطية إعلامية واسعة متوقعة للحدث. ويركز البيت الأبيض والجمهوريون على محاولة الاستفادة من الإنجازات التي تحققت في السياسة الخارجية في أقل من شهر، والتي كانت واشنطن محورها في الأيام الأخيرة، من احتضان ورعاية محادثات التطبيع الإماراتية - الإسرائيلية، ثم البحرينية - الإسرائيلية، إلى رعاية مؤتمر السلام الأفغاني، وقبلها الإعلان عن خفض القوات في كل من العراق وأفغانستان، ودعم البيت الأبيض لترشيح ترمب لجائزة نوبل، وذلك بهدف زيادة حظوظه في معركة إعادة انتخابه في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وواصل ترمب التأكيد على أن دولاً عربية أخرى ستنضم إلى العملية قريباً، فيما أكدت أوساط البيت الأبيض أن مسيرة التطبيع من شأنها أن تواصل التحول الإيجابي في الشرق الأوسط وتزيد الاستقرار والأمن والرخاء في المنطقة.
ودعا المستشار الخاص السابق للرئيس ترمب إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات الذي استقال من منصبه العام الماضي، في مقال على شبكة «سي إن إن» إلى محاربة النفوذ المتنامي لإيران في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أن اتفاق التطبيع بين البحرين وإسرائيل يؤكد حصول تغيير جذري في طبيعة التعامل مع التهديد الإيراني. وقال غرينبلات إن الشرق الأوسط يشهد تحولاً بطيئاً من خلال مزيج من الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني وإمكانية عقد اتفاقات للسلام بين إسرائيل وبعض جيرانها العرب.
من جهة أخرى، لم يصدر فوراً عن المنافس الديمقراطي للرئاسة جو بايدن أي تعليق على الإعلان البحريني الجديد، رغم أنه أشاد في وقت سابق بالإعلان الإماراتي - الإسرائيلي، وهو ما فُسّر على أنه إحراج تسببه الاختراقات التي يحققها ترمب في مجال السياسة الخارجية.



تحركات سعودية لوأد الأزمة السودانية

نائب وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق خلال الاجتماع التشاوري (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق خلال الاجتماع التشاوري (واس)
TT

تحركات سعودية لوأد الأزمة السودانية

نائب وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق خلال الاجتماع التشاوري (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق خلال الاجتماع التشاوري (واس)

في الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» إلى المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار، التي تبدأ في 14 أغسطس (آب) المقبل، باستضافة مشتركة من السعودية وسويسرا، انطلقت في جيبوتي، أمس (الأربعاء)، اجتماعات الفاعلين الدوليين والإقليميين لتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان.

وأكد نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، استمرار المملكة في جهودها لحل الأزمة السودانية، وترحيبها وانفتاحها على الجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى تحقيق السلام في السودان.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال الاجتماع التشاوري في جيبوتي (واس)

وأضاف، خلال الاجتماع التشاوري الثاني حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، الذي تستضيفه جيبوتي، أنه «منذ بداية الأزمة، وانطلاقاً من الشراكة الوثيقة مع الولايات المتحدة الصديقة بدأت المحادثات بين القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع) في (جدة 1)، بتيسير من السعودية والولايات المتحدة، ونتج عنها (إعلان جدة) -الموقع بتاريخ 11 مايو (أيار) 2023م- للالتزام بحماية المدنيين وما نص عليه من بنود، واستُؤنفت (جدة 2) بمشاركة ممثل مشترك للاتحاد الأفريقي و(إيغاد)، أخذاً في الاعتبار تقدير المملكة مبدأ الحلول الأفريقية، وذلك بالإضافة إلى استمرار التعاون السعودي- الأميركي الوثيق في حثّ الطرفين على التوصل إلى حل للأزمة السودانية، يبدأ بوقف لإطلاق النار وإنهاء الصراع القائم في السودان».

وجدّد الخريجي حرص السعودية على عودة الأمن والاستقرار إلى السودان، وحثّ أطرافه على تغليب الحكمة وضبط النفس، وإبداء المرونة والتجاوب مع المبادرات الإيجابية والإنسانية.

الاجتماع التشاوري لحل الأزمة السودانية في جيبوتي (واس)

ويُعقد اجتماع ثانٍ، اليوم (الخميس)، في جيبوتي ولمدة يومين للشركاء الإقليميين والدوليين، للتخطيط حول تعزيز جهود إحلال السلام في السودان.

وكانت الولايات المتحدة دعت القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» إلى محادثات وقف إطلاق النار في سويسرا، باستضافة مشتركة من السعودية وسويسرا، وتضم كلاً من الإمارات ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بصفتهم مراقبين.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، عن شكره لحكومة سويسرا لاستضافة هذه المحادثات، وللسعودية بصفتها مضيفاً مشاركاً، والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفتهم مراقبين؛ بهدف التوصل إلى وقف للعنف وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين.

وقال: «بناءً على المحادثات السابقة في جدة بين القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع) التي تمّت بتيسير من السعودية والولايات المتحدة، تدعو أميركا الطرفين إلى المشاركة في حضور محادثات وقف إطلاق النار التي ستبدأ 14 أغسطس 2024 في سويسرا بوساطتها». وشدد على ضرورة إنهاء الصراع وإنقاذ الأرواح ووقف القتال وفتح مسارات التفاوض والحل السلمي في السودان.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى السودان (واس)

تحركات سعودية لوأد الأزمة

وكثّفت السعودية تحركاتها واجتماعاتها لحل الأزمة السودانية، على مختلف الأصعدة؛ إذ التقى نائب وزير الخارجية السعودي، على هامش الاجتماع التشاوري الثاني حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، الذي تستضيفه جيبوتي، عديداً من ممثلي الدول الفاعلة في محاولة لوأد الأزمة السودانية.

والتقى نائب وزير الخارجية السعودي عبد الكريم الخريجي، كلاً من نائب وزير الخارجية والهجرة المصري السفير أبو بكر محمد حنفي، وسفير وزارة الخارجية الصينية المكلف بالشرق الأوسط لو جيان، ومبعوثة الاتحاد الأوروبي إلى القرن الأفريقي آنيت ويبر، والمبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة، والمبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال اجتماعه مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي إلى القرن الأفريقي (واس)

وخلال اللقاءات التي جرت، كلٌّ على حدة، استُعرضت مستجدات الأوضاع في السودان، وبحث سبل التعاون الثنائي، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة بشأنها.

إلى ذلك، رحّبت «تنسيقية القوى المدنية» (تقدم) باجتماعات الشركاء الدوليين والإقليميين، وقالت إنها تأمل في أن تخرج هذه الاجتماعات بنتائج إيجابية تنهي معاناة الشعب السوداني. وطالبت بأن تركز المحادثات على إلزام أطراف النزاع بفتح مسارات إيصال المساعدات الإنسانية وتأمينها وتوزيعها، وإلزام الطرفين بحماية المدنيين والوصول لوقف عاجل للعدائيات، والدفع بخيارات تفعيل الإطار القانوني الدولي في مجالات مسؤولية الحماية وآليات حماية المدنيين والممرات الآمنة في ظل الحرب.

ودعت «تقدم» الشركاء الدوليين والإقليميين إلى العمل على ضرورة عودة الطرفين عاجلاً إلى المفاوضات، والبناء على ما سبق الاتفاق عليه في منبر جدة، وضرورة توقيع اتفاق وقف النار بآليات مراقبة فاعلة وملزمة، وضرورة توحيد المنبر التفاوضي حتى يثمر سلاماً.

وجرت أخيراً في جنيف مناقشات أولية بين طرفي الحرب في السودان ومبعوث الأمم المتحدة رمطان لعمامرة، ركّزت على المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

كما رحّب قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو بالدعوة الأميركية إلى إجراء المحادثات، مؤكداً المشاركة فيها.