مقتل 35 حوثياً في نهم وتحرير مركز للقيادة والسيطرة في الجوف

TT

مقتل 35 حوثياً في نهم وتحرير مركز للقيادة والسيطرة في الجوف

أفادت مصادر عسكرية يمنية، أمس (السبت)، بأن معارك خاضتها قوات الجيش الوطني في جبهة نهم (شمال شرقي صنعاء) أدت إلى مقتل 35 مسلحاً حوثياً، بالتزامن مع السيطرة على مقر للقيادة والسيطرة الحوثية في محافظة الجوف المجاورة.
وجاءت هذه التطورات الميدانية في وقت تخوض فيه قوات الجيش اليمني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية ورجال القبائل، معارك ضارية في جبهات مأرب والبيضاء والجوف وصعدة والضالع، حيث تكبدت الجماعة الموالية لإيران المئات من القتلى والجرحى خلال الأيام الأخيرة، لا سيما في جبهات الجوف ومأرب.
وأوضح المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن أكثر من 35 من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية لقوا مصرعهم، بينهم 4 قيادات ميدانية بارزة، بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في منطقة الجفرة وسلسلة جبال صلب بمديرية نهم (شرق صنعاء).
وأوضح المركز أن الجيش الوطني استعاد عربة مدرعة، إضافة إلى تدمير 3 مركبات عسكرية تابعة للميليشيات في جبهة نجد العتق.
وفي غضون ذلك، تمكنت قوات الجيش -بحسب ما أفادت به المصادر الرسمية- من السيطرة على مركز قيادة الميليشيا وغرفة الاتصالات اللاسلكية التابعة لها في جبهة النضود بمحافظة الجوف، إثر عملية نوعية نفذها عناصر الجيش، مسنودين برجال القبائل.
وأفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر.نت) بأن قوات الجيش تواصل ملاحقة فلول ميليشيا الحوثي المتمردة، المدعومة من إيران، في جبهة النضود، وتطهيرها من العناصر الحوثية التي تلوذ بالفرار، مشيراً إلى أن العملية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا، وتدمير عدد من المدرعات التابعة لها.
وفي الأثناء، أفادت وكالة «سبأ» بأن نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن الأحمر، تابع خلال اتصال هاتفي بقائد محور بيحان، اللواء مفرح بحيبح، المستجدات الميدانية، وأشاد بالانتصارات التي حققها الجيش وأحرار مأرب، ودحرهم لميليشيا الانقلاب الحوثية. كما عبر عن التقدير لدور تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية، في إسناد الشرعية وجهود الجيش الوطني.
ونقلت الوكالة عن الفريق الأحمر قوله: «إن المواقف التي يسجلها رجال الجيش وأبناء القبائل وكل الأحرار ستظل عنواناً للشجاعة والصمود والنضال في ردع أعتى هجمة إمامية انقلابية زرعت، بأساليب الخداع والمكر، الموت والدمار في المناطق التي اجتاحتها، وارتكبت أبشع الجرائم دون وازع من دين أو ضمير، أو مراعاة لحرمات أو أعراف وأخلاق يمنية».
وعلى صعيد الخروق الحوثية للهدنة الأممية في الحديدة، أفاد الإعلام العسكري التابع للقوات اليمنية المشتركة بأن الميليشيات الموالية لإيران استهدفت، السبت، منطقة الجبلية في مديرية التحيتا، جنوب محافظة الحديدة، مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
ونقل المركز الإعلامي لألوية العمالقة عن مصادر ميدانية قولها: «إن الميليشيات أطلقت النار من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وبقذائف (آر بي جي)، على مزارع المواطنين في البلدة منذ ساعات الصباح الأولى».
وفي السياق نفسه، فتحت عناصر مسلحة حوثية -بحسب المركز نفسه- نيران أسلحتها الرشاشة صوب منازل المواطنين في قرى سكنية متفرقة من منطقة الجبلية، وأثارت حالة من الخوف في أوساط المدنيين الآمنين في منازلهم.
وتزامنت عمليات الاستهداف الحوثية مع قيام قناصة الميليشيات باستهداف المارة من المواطنين في الطرقات العامة التي تربط القرى السكنية بعضها ببعض في المنطقة ذاتها.
وفي شأن آخر يتعلق بالألغام الحوثية، أفاد المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) بأنه أتلف في الساحل الغربي، أمس (السبت)، 1155 لغماً وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في عملية إتلاف هي رقم 80 في عموم اليمن، و28 لفرق «مسام» في الساحل الغربي.
وأوضح مدير عام مشروع «مسام»، أسامة القصيبي، أن عملية الإتلاف في منطقة باب المندب شملت 313 لغماً مضاداً للدروع، و313 فيوزاً وكبسولة، و203 قذائف غير منفجرة، بالإضافة إلى 315 صاعقاً منوعاً، و5 ألغام مضادة للأفراد، و6 صواريخ مفخخة.
وأكد القصيبي أن «مسام» مستمر في عمليات إتلاف وتفجير الألغام بهدف إبعاد اليمنيين مستقبلاً عن خطر الألغام بشكل نهائي، ولضمان عدم استخدامها مجدداً في إرهاب المدنيين وإعاقة حياتهم.
ويعمل مشروع «مسام» في اليمن بـ32 فريقاً هندسياً موزعين على 8 محافظات يمنية محررة، ابتداءً من اليتمة بمحافظة الجوف انتهاءً في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة.
وتمكنت فرق «مسام» الهندسية منذ بدء عمل المشروع في اليمن منتصف عام 2018 حتى اليوم من نزع أكثر من 183 ألف لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.