اعتقال 117 عسكرياً ومحامياً في تركيا

تقرير للمعارضة يكشف انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان

TT

اعتقال 117 عسكرياً ومحامياً في تركيا

أطلقت الشرطة التركية، أمس (الجمعة)، حملات دهم متزامنة في كل من مدن أنقرة وإسطنبول وباليكسير، بموجب مذكرة صادرة عن الادعاء العام بالقبض على ما لا يقل عن 117 شخصاً، بينهم عسكريون، وشرطيون، ومحامون. وتتهم السلطات التركية الداعية غولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة، وتقول إنه يقود حركة للتغلغل في أجهزة الدولة والجيش، وصنفت حركة الخدمة التابعة له «منظمة إرهابية»، في حين ينفي غولن، الحليف الوثيق السابق للرئيس رجب طيب إردوغان، هذه الاتهامات. ومنذ الانقلاب الفاشل، جرى اعتقال أو طرد مئات الآلاف من العسكريين وموظفي الخدمة العامة من وظائفهم. في سياق متصل، اعتقلت السلطات التركية 80 متطوعاً في وقف «الفرقان» بينهم 8 سيدات، بعد محاولتهم عقد مؤتمر صحافي في بلدة «أرزين»، في ولاية هطاي الحدودية مع سوريا، في جنوب تركيا. وتدخلت الشرطة التركية بقنابل الغاز المسيل للدموع أثناء تفريق الحضور، واعتقلت 80 من المشاركين في المؤتمر الذي كان مقرراً عقده في الصالة الرياضية في البلدة. وعلق رئيس وقف الفرقان ومؤسسه، ألب أرسلان كويتول، المتهم بالقرب من حركة غولن على الواقعة، على «تويتر»، قائلاً: «نحن في طريقنا لأن نصبح دولة بوليسية... عندما كنت في السجن قلت: (كلما صمت المظلومون، تجبّر الظالمون). هذا مثال على ذلك. إن مَن يلتزم الصمت على عدم الشرعية يجب أن يخجل من نفسه». وأضاف كويتول، المعروف بانتقاداته لحكومة إردوغان، أنهم «أرادوا فقط إصدار بيان صحافي، وهو حق دستوري، ولكن لم يسمح لهم رجال القانون (ضابط الشرطة) باستخدام حقهم القانوني. لقد هاجموا بوحشية زملاءنا، كما لو كانوا يهاجمون العدو».
إلى ذلك، سجل تقرير للمعارضة التركية انتهاكات واسعة من قبل السلطات في شهر أغسطس (آب) الماضي ورصد انتهاكات بحق 275 شخصاً في الحياة و208 حالات تعذيب و40 حادثة تورطت فيها الشرطة وحظر 6 فعاليات.
وبحسب التقرير، الذي أعده نائب حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة عن مدينة إسطنبول عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، سيزجين تانري كولو، لقي المواطن إبراهيم بيكارا مصرعه في 4 أغسطس، عندما فتحت قوات الأمن النار بالقرب من قرية يوكاري في منطقة تشالديران في ولاية وان (شرق)، وزعم المسؤولون أن بيكارا توفي نتيجة إطلاق نار من قبل إيران. وأضاف التقرير أنه في الوقت الذي فقد فيه 31 شخصاً حياتهم في النزاعات المسلحة، أصيب طفلان يبلغان من العمر 15 و12 عاماً في شيرناق وهكاري (جنوب شرق) عندما انفجر جسم عثروا عليه.
كما تم تسجيل وفاة في السجن للمحامية إبرو تيمتيك، التي أضربت عن الطعام لمدة 238 يوماً، وتوفيت يوم 27 أغسطس. ووفقاً للتقرير، توفي جندي بشكل مريب. وقُتلت 27 امرأة، ومات 208 عمال أثناء العمل. وأعلن 50 شخصاً، بينهم 5 أطفال، للصحافة أنهم تعرضوا للتعذيب على أيدي قوات الأمن أثناء الاحتجاز أو خارج مراكز الاحتجاز، أو تقدموا بشكاوى جنائية أو شكاوى إلى منظمات حقوق الإنسان. وتعرض ما لايقل عن 93 شخصاً للعنف الجسدي من قبل الشرطة أو قوات الدرك خلال المظاهرات. وأكد 63 شخصاً أنهم تعرضوا للعنف الجسدي في السجون أو المستشفيات والمحاكم، وحُرموا من حقهم في الخدمات الصحية. وتابع التقرير أنه رغم ذكر 208 حوادث تعذيب في التقرير، فإن هذا الرقم يرتفع كثيراً بالنظر إلى أولئك الذين تعرضوا للضرب خلال الاعتقال أو تقييد أيديهم في المظاهرات، والذين لم يكشفوا ما تعرضوا له أو لم يقدموا شكاوى جنائية رغم تعرضهم للتعذيب. وتم خلال أغسطس اعتقال ما لا يقل عن 3 صحافيين (إيلام أكداغ، هاكان أيغون، إركان أكوش)، وأُدين صحافيان (إركان أكوش، وأوزغور بوغاتكين). وحوكم ما لا يقل عن 3 صحافيين، وتم التحقيق مع 3 آخرين. ووفقاً لبيانات منصة الصحافة المستقلة، هناك 92 صحافياً على الأقل في السجن. كما تعرض 13 صحافياً للاعتداء في أغسطس. وتم حظر الوصول إلى 21 محتوى على الإنترنت على الأقل. وتم اعتقال ما لا يقل عن 11 شخصاً، وتم اعتقال شخص واحد بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».