عباس: سنوقف كل أشكال التعامل مع إسرائيل إذا سقط مشروعنا في مجلس الأمن

عريقات قال أن واشنطن لم تتخذ قرارات بشأن المشروع الفلسطيني.. وموسكو تتفهم طموحتنا

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده في الجزائر (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده في الجزائر (أ.ب)
TT

عباس: سنوقف كل أشكال التعامل مع إسرائيل إذا سقط مشروعنا في مجلس الأمن

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده في الجزائر (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده في الجزائر (أ.ب)

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أنه سينهي كل أنواع التعامل مع إسرائيل، بما في ذلك التنسيق الأمني إذا سقط مشروع قرار إنهاء الاحتلال الذي قدمه الفلسطينيون والعرب إلى مجلس الأمن الأربعاء القادم.
وقال عباس من الجزائر أمس، التي أنهى زيارة لها استمرت 3 أيام: «نحن ماضون للحصول على قرار أممي من أجل الاعتراف بدولة فلسطينية»، مضيفا: «نحن مصممون على استرجاع حقوق شعبنا، ومنها حق العودة، وإطلاق سراح كل الأسرى والمعتقلين السياسيين في السجون الإسرائيلية، ولن نستسلم لكل المحاولات لإبقائنا تحت الاحتلال، ولن نستسلم لسياسة الهيمنة والطغيان».
وهدد عباس باتخاذ سلسلة إجراءات إذا سقط المشروع في مجلس الأمن: «سنقوم باتخاذ سلسلة من الخطوات السياسية والقانونية في حال تم رفض الاقتراح أو تصويت الولايات المتحدة بالفيتو (..) سنوقف كل أنواع التعامل مع الحكومة الإسرائيلية ومنها التنسيق الأمني».
وقدم الفلسطينيون الأسبوع الماضي إلى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار ينص على التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل في غضون عام. والنص الذي قدمه الأردن، الدولة العربية الوحيدة العضو في المجلس، «يؤكد ضرورة التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم في مهلة 12 شهرا بعد المصادقة على القرار على أن تقوم الدولة الفلسطينية على أساس حدود عام 1967 على أن ينتهي الاحتلال للأرض الفلسطينية حتى 2017».
وكانت فكرة وقف التنسيق الأمني مطروحة على طاولة القيادة الفلسطينية قبل أسبوعين، بعدما قتلت إسرائيل الوزير المكلف بشؤون مقاومة الجدار والاستيطان، زياد أبو عين، لكن القيادة قررت استمرار التنسيق الأمني، بينما كلفت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات السلطة الوطنية بالعمل على «إعادة النظر في كل العلاقات والروابط مع دولة الاحتلال التي تتعارض مع حق دولة فلسطين في السيادة على أرضها، بما في ذلك كل أشكال التنسيق التي تستغل فيها إسرائيل ذلك لإعاقة ممارسة السيادة على أرضنا وضمان حقوق شعبنا».
ودافع قياديون فلسطينيون عن استمرار التنسيق الأمني بأنه يمثل مصلحة عليا للشعب الفلسطيني، وهاجمه آخرون وعدّوه خيانة.
ويقول رافضو التنسيق الأمني إنه يكبل المقاومة الفلسطينية في الضفة، ويقدم خدمات مجانية لإسرائيل من خلال التعاون في تبادل معلومات وتنفيذ اعتقالات، ويرد المدافعون عن استمراره بأنه يجري وفق الرؤية والمصلحة الفلسطينية وليس وفق ما تراه إسرائيل، وأن وقفه يعني وقف كل أشكال التنسيق الأخرى بما فيها التنسيق المدني، بما سيعطل مصالح معظم الفلسطينيين التي ترتبط بالتنسيق المدني الذي يعالج قضايا اجتماعية وصحية عالقة.
وقال عباس في ندوة صحافية نظمت بمقر وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية: «لا بد أن يبزغ فجر الحرية وتقام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف».
وأشاد عباس باعتراف عدد من دول العالم بالدولة الفلسطينية والحملة التي يقودها الفلسطينيون من أجل اعتراف دول العالم بهم، قائلا: «كثير من دول العالم كانت مناصرة لإسرائيل، والآن بدأت ترفض السياسة الإسرائيلية وعقوباتها ضدنا، وترفض الحروب الدموية بحق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي دفع بالبرلمانات تقديم مشاريع قوانين الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنها دول الاتحاد الأوروبي».
وأضاف: «إنّ الشعب الفلسطيني يقاوم بشكل سلمي سياسي دبلوماسي كلا من الاستيطان وجدار الفصل، وهذه السياسة أتت بثمارها من أجل عزل سياسة إسرائيل التوسعية على حساب الشعب الفلسطيني».
وعد عباس أن «القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والحرب في الشرق الأوسط وأساس لحفظ الأمن والسلام».
من جهة ثانية حث صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، الولايات المتحدة أمس، على عدم تعطيل المسعى الفلسطيني لإقامة الدولة. وعبر عريقات في مؤتمر صحافي عقده في موسكو التي يزورها، عن أمله في أن تعيد الولايات المتحدة النظر في موقفها بشأن إقامة دولة فلسطينية، إذا ما طرح مشروع قرار بهذا الخصوص للتصويت في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
ونقلت «رويترز» عن عريقات قوله: «أنا آمل من الإدارة الأميركية أن تعيد النظر في موقفها، وأن لا تستخدم الـ(فيتو)، فاستخدام الـ(فيتو) ضد مشروع قرار يستند إلى القانون الدولي، وإلى مبدأ الدولتين على حدود 1976، ويستند إلى القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ويدعو إلى حل قضايا الوضع النهائي، وعلى رأسها قضية اللاجئين، هذا الـ(فيتو) سيثير أكثر من علامة استفهام».
وأضاف عريقات، قائلا إن القيادة الفلسطينية تتطلع إلى السلام، وإذا تعطل القرار فإنها ستوقع الكثير من المواثيق الدولية، منها ما يخص الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية في إطار جهودها لتحديد علاقتها مع إسرائيل.
ومضى عريقات يقول: «نحن قلنا إن لم نستطع أن نمرر مشروع القرار، سواء بعدم حصولنا على 9 أصوات أو بسبب (فيتو)، سنوقع على 16 اتفاقية وأنا أعلن الآن، على 16 ميثاقا دوليا، بما فيها الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية.. من حقنا كل الحق، أن نسير بهذه السياسة سواء في مجلس الأمن.. المواثيق الدولية.. جنيف.. الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتحديد العلاقة مع إسرائيل. نحن نقوم بهذه الاستراتيجية بالتوازي».
وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين التقى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أول من أمس، وأجرى محادثات تركزت على تطورات القضية الفلسطينية، والتصويت في مجلس الأمن على مشروع القرار الفلسطيني الذي قدمه الأردن إلى المجلس، الأربعاء الماضي، ويدعو إسرائيل إلى إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 بحلول عام 2017.
من جانبه أعرب لافروف عن تفهمه لطموحات الشعب الفلسطيني المشروعة في أن تكون له دولة، وعن دعم بلاده لهذا الطموح.
وفي السياق، صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن بلاده لم تتخذ أي قرارات بعد، فيما يتعلق بالصياغات أو المواقف أو مشروعات قرارات بعينها لمجلس الأمن، بخصوص إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويتعين موافقة 9 أعضاء للتصديق على القرار وهو ما قد يرغم الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الوثيق، على أن تقرر ما إذا كانت ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضده أم لا.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.