«كوفيد ـ 19» يتمدد في ليبيا ويصيب قطاع الشرطة

اللجوء للتوعية بالفتاوى الدينية... وبعض المدن تعود للحظر الكلي

جانب من تعقيم مناطق بسوق الجمعة بطرابلس ضمن حملة توعوية (المركز الوطني)
جانب من تعقيم مناطق بسوق الجمعة بطرابلس ضمن حملة توعوية (المركز الوطني)
TT

«كوفيد ـ 19» يتمدد في ليبيا ويصيب قطاع الشرطة

جانب من تعقيم مناطق بسوق الجمعة بطرابلس ضمن حملة توعوية (المركز الوطني)
جانب من تعقيم مناطق بسوق الجمعة بطرابلس ضمن حملة توعوية (المركز الوطني)

وسط تسارع وتيرة تفشي الجائحة في جميع أنحاء ليبيا، وصل فيروس «كوفيد - 19» إلى أجهزة الشرطة في مدينة بنغازي شرقا، ما أدى إلى وفاة نقيب بقسم شرطة النجدة، وإصابة ثلاثة آخرين على الأقل، في وقت أعلنت بعض المدن العودة إلى تطبيق الحظر الكلي بهدف السيطرة على انتشار «كورونا».
ونعت مديرية أمن بنغازي، النقيب عبد السلام القناشي، الذي قضى متأثراً بإصابته فيروس «كورونا»، وقالت إن الضابط الراحل، كان مكلفاً مع آخرين من قسم النجدة بنقل جثامين المتوفين بالفيروس داخل مستشفيات العزل، مما تسبب في إصابتهم.
وأوضحت المديرية في بيان أمس، أنه تم إصابة أربعة ضباط، ومجموعة من ضباط صف، بالفيروس أثناء تأدية عملهم بالمستشفيات، مشيرة إلى أنه تم إخضاعهم للحجر الصحي، في منازلهم وبالمستشفيات، لكن القناشي وافاه الأجل.
في السياق ذاته، قالت مديرية أمن بنغـازي أمس، إنها «تواصل متابعة سير عملية تأمين المدارس، واتخاذ جميع التدابير الاحترازية والوقائية لمنع إصابة الطلاب والمعلمين بالفيروس، وبما يكفل عدم تعطل وضياع العام الدراسي على الطلاب».
وسجلت ليبيا إصابات عديدة في صفوف الأطباء وفرق التمريض، في وقت لفت مركز بنغازي الطبي، إلى تعافي الدكتور أحمد الحاسي، نائب رئيس اللجنة الطبية الاستشارية لمكافحة «كورونا» بشرق البلاد من إصابته الفيروس، وعودته إلى ممارسة عمله. وتسجل ليبيا يومياً مئات الإصابات بالفيروس بالإضافة إلى عدد من الوفيات، في مناطق مختلفة، لكن تظل مدن الغرب الليبي، وخصوصاً مدينتي طرابلس ومصراتة الأكثر في معدلات الإصابات التي تجاوزت عشرين ألف حالة أمس.
ودخلت الفتاوى الدينية على خط الأزمة سعياً لإلزام المواطنين بالإجراءات؛ ونشر (المركز الوطني لمكافحة الأمراض) فتوى للمفتي المعزول الصادق الغرياني، ذهب فيها إلى أن «التجمعات في المناسبات الاجتماعية كالأفراح أو المآتم في وقت هذا الوباء المنتشر الذي يحصد الأرواح أمر يخالف الشرع والمنطق والعقل»، «ومن يقمها ويسمح بها فهو آثم، ومن يشارك فيها بالحضور فهو آثم، لأنه إضرار وعدوان يعرض أرواح الناس للموت».
وأعلن المركز أمس، مواصلة عمليات التوعية المجتمعية المباشرة مع أهالي بلدية سوق الجمعة بطرابلس، ضمن الحملة الوطنية للتوعية التي أطلقها منتصف الأسبوع بالشراكة مع منظمة الـ(يونيسيف) والمنظمة الدولية للهجرة.
وتستهدف الحملة التي شارك فيها وفقاً لبيان المركز، مفوضية الكشاف والمرشدات، ومؤسسات المجتمع المدني، بجانب التوعية بمخاطر الفيروس، تعقيم المحال وبعض المناطق المأهولة بالسكان.
وأمام تزايد الإصابات والوفيات في البلاد، عادت بعض البلدات ثانية إلى حظر التجول الكلي، وأعلن المجلس البلدي غدامس، مساء أول من أمس، تطبيقه بالمدينة ولمدة ثلاثة أيام، لإتاحة الفرصة لفرق الرصد والمتابعة بفرز المخالطين، ومكافحة الفيروس. وسبق للمجلس البلدي بغدامس مناشدة المواطنين التوقف عن عقد المناسبات الاجتماعية من أفراح ومآتم، والتقليل قدر الإمكان من التجمعات. ومددت شركة «راس لانوف» لتصنيع النفط والغاز، تعليق العمل بمواقع الشركة عشرة أيام إضافية تأسيسا على الوضعية القائمة بشأن الإجراءات الاحترازية الوقائية من الإصابة بفيروس «كورونا».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.