غاريث باري... مسيرة رائعة بأرقام قياسية ستبقى خالدة

بعد إسداله الستار على مشواره الكروي في التاسعة والثلاثين من عمره

حصل باري مع مانشستر سيتي على لقب كأس إنجلترا عام 2011 ثم لقب الدوري الإنجليزي في العام التالي (غيتي)
حصل باري مع مانشستر سيتي على لقب كأس إنجلترا عام 2011 ثم لقب الدوري الإنجليزي في العام التالي (غيتي)
TT

غاريث باري... مسيرة رائعة بأرقام قياسية ستبقى خالدة

حصل باري مع مانشستر سيتي على لقب كأس إنجلترا عام 2011 ثم لقب الدوري الإنجليزي في العام التالي (غيتي)
حصل باري مع مانشستر سيتي على لقب كأس إنجلترا عام 2011 ثم لقب الدوري الإنجليزي في العام التالي (غيتي)

خاض النجم الإنجليزي غاريث باري مسيرة كروية حافلة مع أربعة أندية بالدوري الإنجليزي الممتاز، وبالتالي لم يكن من الغريب أن ينشر كل نادٍ من هذه الأندية الأربعة بيانات وكلمات تقدير رائعة بحقه عندما أعلن اعتزال كرة القدم وهو في التاسعة والثلاثين من عمره. وذكر نادي ويست بروميتش ألبيون عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «مسيرة غير عادية لمحطم الأرقام القياسية، كل التوفيق لك غاريث باري»، في حين أشادت أندية أستون فيلا وإيفرتون ومانشستر سيتي بشكل خاص بالنجم الدولي السابق في تغريدات على «تويتر».
ولخص البيان الذي نشره نادي إيفرتون مسيرة باري، الذي يحمل الرقم القياسي كأكثر لاعب يشارك في المباريات في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بـ653 مباراة، عندما قال «تهانينا له على هذه المسيرة الكروية الرائعة». وسارع مانشستر سيتي إلى نشر تغريدة بدوره منوهاً باللاعب جاء فيها: الجميع في مانشستر سيتي يتمنون الأفضل لغاريث باري في اعتزاله. أما أستون فيلا الذي أمضى في صفوفه أكثر من عقد من الزمن قبل الانتقال إلى مانشستر سيتي مقابل 12 مليون جنيه إسترليني عام 2009، فنشر على موقعه على «تويتر»: مشاركة رائعة وأكثر من عقد من الزمن من الخدمة، كل التوفيق لك غاريث باري.
لقد لعب باري لمدة 22 عاماً متواصلة في أعلى مستوى لكرة القدم، ولعب 833 مباراة في جميع المسابقات، ويملك رقماً قياسياً آخر لم يحققه أي لاعب من قبل، يتمثل في حصوله على 119 بطاقة صفراء، ناهيك عن الكثير من البطاقات الحمراء. وعلى الرغم من أن باري كان يُنظر إليه على أنه لاعب من الطراز القديم ولا يتميز بالسرعة الكبيرة، فإنه كان دائماً على قدر التحديات.
قد يعتقد أي شخص لم يشاهد باري سوى في الجزء الأخير من مسيرته الكروية، أنه كان يشارك في المباريات فقط؛ لأنه يتميز بالقوة البدنية الهائلة، لكن الحقيقة أنه كان لاعب خط وسط رائع وقادر على القيام بالكثير من الواجبات الدفاعية والهجومية داخل الملعب، وهو الأمر الذي جعل الكثير من المديرين الفنيين يعتمدون عليه بشكل دائم حتى حطم الرقم القياسي لأكثر اللاعبين مشاركة في المباريات في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد كان باري لاعباً موهوباً للغاية فيما يتعلق بالنواحي الخططية والتكتيكية، وكان يتمتع بقدرة فائقة على التمرير الدقيق واستخلاص الكرات وإفساد الهجمات الخطيرة للفرق المنافسة. ويمكن لأي لاعب آخر أن يشعر بالسعادة لو خاض جزءاً من المسيرة الحافلة التي خاضها باري مع أستون فيلا، والتي لعب خلالها 365 مباراة في 11 عاماً - لكن في نهاية تلك الفترة حاول رافائيل بينيتيز إحضاره إلى ليفربول، وكان اللاعب قريباً بالفعل من الانضمام إلى «الريدز»، لكن لو تحققت هذه الخطوة ربما كانت ستحرمه من أنجح فترة في مسيرته الكروية، وهي تلك التي لعب خلالها مع مانشستر سيتي لمدة خمس سنوات والتي حصل خلالها على لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في عام 2011، ثم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في العام التالي.
رحل باري عن مانشستر سيتي وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، لكنه واصل مسيرته الحافلة وانضم إلى إيفرتون ليلعب له 155 مباراة، ويحصل معه على لقب أفضل لاعب في الفريق في موسم 2015 – 2016، وفقاً لتصويت الجماهير ولاعبي الفريق الأول. وعندما انتهت مسيرته مع إيفرتون، انتقل إلى وست بروميتش ألبيون الذي لعب له ثلاث سنوات. وحتى عندما تعرض لإصابة قوية أبعدته عن صفوف الفريق قبل عام، لم يقرر الاعتزال وواصل القتال من أجل العودة بكل قوة.
وكان باري يتسم بأنه «مقاتل» مع كل الفرق التي لعب لها، بما في ذلك منتخب إنجلترا، الذي لعب أول مباراة له تحت قيادة المدير الفني كيفن كيغان وواصل مسيرته الدولية ليلعب 53 مباراة بقميص المنتخب الإنجليزي. وخاض باري مباراته الدولية الأولى مع منتخب إنجلترا في عام 2000 وحمل شارة قيادة الفريق خلال المباراة الودية أمام مصر في عام 2010.
ولم يكن باري محط إعجاب جميع المديرين الفنيين الأجانب الذين تولوا قيادة المنتخب الإنجليزي بعد ذلك، لكنه كان معشوقاً للجماهير التي كانت تقدره كثيراً بسبب مجهوده الوفير وصرامته داخل الملعب. وقد ساعدته هذه الصفات على تجاوز كل من رايان غيغز وواين روني ليصبح أكثر لاعب يشارك في المباريات في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو رقم قياسي قد يصمد طويلاً؛ نظراً لأن لاعب ليفربول جيمس ميلنر هو اللاعب الوحيد في المراكز العشرة الأولى في هذه القائمة الذي لا يزال يلعب حتى الآن. وفي الحقيقة، يشبه ميلنر باري في نواحٍ كثيرة، وقد لعبا معاً في أستون فيلا ومانشستر سيتي. ورغم أن ميلنر يصغر باري بخمس سنوات، فإنه يتعين عليه أن يلعب 116 مباراة أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز لكي يصل للرقم القياسي المسجل باسم باري.
وعلى الرغم من أن باري لم يكن أبرز لاعب في جيله، فإنه على الأقل يشعر ببعض الرضا لتحقيق هذه الإنجازات والاستمرار في الملاعب خلال هذه الفترة الطويلة في أعلى المستويات. ويجب أن نشير إلى أن ريان غيغز كان من الممكن أن يكون أكثر لاعب مشاركة في المباريات في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز لو لم يلعب أول 40 مباراة له مع مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي قبل انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد - على الرغم من أن معظم الأسماء الموجودة في قائمة أكثر 10 لاعبين مشاركة في المباريات لديها قاسم مشترك واحد، بخلاف الاستمرار لسنوات طويلة في الملاعب.
وبعيداً عن حارسي المرمى (ديفيد جيمس ومارك شوارزر)، فإن من يأتي في القائمة خلف باري مباشرة هم غيغز وميلنر وفرانك لامبارد وغاري سبيد وجيمي كاراغر. وعندما تنظر إلى هذه الأسماء فإنك ستدرك على الفور أن القاسم المشترك بينهم هو «الاستمرارية وثبات المستوى»، وهو الأمر الذي كان يجعل جميع المديرين الفنيين يعتمدون على هؤلاء اللاعبين أسبوعاً بعد أسبوع، وموسماً بعد موسم.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».