تواصل المساعدات إلى السودان لدعم متضرري السيول

السيول تملأ الساحات والشوارع في بلدة أم دوم شرق الخرطوم (إ.ب.أ)
السيول تملأ الساحات والشوارع في بلدة أم دوم شرق الخرطوم (إ.ب.أ)
TT

تواصل المساعدات إلى السودان لدعم متضرري السيول

السيول تملأ الساحات والشوارع في بلدة أم دوم شرق الخرطوم (إ.ب.أ)
السيول تملأ الساحات والشوارع في بلدة أم دوم شرق الخرطوم (إ.ب.أ)

تعكف السلطات السودانية والأمم المتحدة على توفير المساعدات لعشرات الآلاف ممن فقدوا منازلهم بسبب فيضانات قياسية لنهر النيل، لكن كثيرا من المشردين الذين نصبوا خياما على جوانب الطرق وفي أراض مرتفعة يسيطر عليهم اليأس من موعد وصولها إليهم.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن الحكومة خصصت أكثر من 150 مليون جنيه سوداني (2.73 مليون دولار) لمساعدة ضحايا الفيضانات. وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إنها أرسلت، بدعم من الإمارات، 100 طن متري من مواد الإغاثة، تشمل أغطية، سيجري توزيعها في 12 ولاية. وأعلنت وزارة الداخلية أن الفيضانات تسببت في مقتل ما لا يقل عن 102 ودمرت عشرات الآلاف من المنازل أو ألحقت بها أضرارا. وأعلنت السلطات حالة الطوارئ لثلاثة أشهر.
وقال إدريس أحمد الذي فقد منزله بسبب الفيضانات وهو واقف بجوار خيام في جنوب الخرطوم إن الحكومة لا تقدم دعما كافيا. وأضاف «إنهم لا يقدمون العون ولا يفعلون شيئا، أنا أطالب بحقوقي كمواطن وأبحث عن مأوى».
وتكدس السكان في قوارب لتفقد منازلهم، إذ غمرت المياه أنحاء من العاصمة الخرطوم مثل جزيرة توتي الواقعة عند التقاء النهرين الأبيض والأزرق.
وقال مشرد آخر، يدعى علاء الدين، «نأمل في أن تتحسن الأوضاع وأن يتحسن وضع هذا الفيضان... لكن مما نراه قد يكون القادم أصعب... لذلك نناشد الجميع الدفاع عن المواطنين البسطاء والفقراء الذين فقدوا مأواهم ومنازلهم». وقالت مفوضية اللاجئين في بيان إن نحو 85 ألف نازح و40 ألف لاجئ تضرروا من الفيضانات في الخرطوم وشرق السودان وعلى امتداد النيل الأبيض وفي إقليم دارفور المضطرب وإنهم في حاجة عاجلة للمساعدة.
من جهة أخرى، واصلت مصر الجسر الجوي المخصص لنقل المساعدات الإنسانية العاجلة إلى متضرري السيول بجمهوريتي السودان وجنوب السودان.
وأقلعت طائرتا نقل عسكريتان إلى مطار الخرطوم، محملة بشحنات من المساعدات الإنسانية، تزامناً مع إقلاع طائرة نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية إلى مطار جوبا، محملة بشحنات من المساعدات الإنسانية.
وأبدت هالة زايد، وزيرة الصحة المصرية، خلال زيارتها على رأس وفد طبي إلى دولة السودان، استعداد مصر لتقديم جميع سبل الدعم الطبي للأشقاء السودانيين قصد مواجهة المحن والأزمات التي تمر بها السودان.
وأعرب المسؤولون بدولة السودان عن بالغ شكرهم وتقديرهم للجهود المبذولة من قبل جمهورية مصر العربية، نظراً للعلاقات التاريخية بين البلدين.
وخلال اجتماع عقدته وزيرة الصحة مع نظيرها السوداني، أسامة عبد الرحيم، أمس بمقر مركز الإمداد الطبي السوداني بالخرطوم، نوهت بتلبية مصر لتوفير قائمة الاحتياجات العاجلة للسودانيين، خاصة أدوية الأطفال والحوامل، وجميع الأدوية الأساسية، مشيرة إلى استقدام المرضى السودانيين أصحاب الحالات الحرجة للعلاج في مصر.
كما أكدت الوزيرة المصرية استمرار دعم مصر لدولة السودان، من خلال تفعيل العمل بمبادرة الرئيس السيسي لعلاج مليون أفريقي من فيروس «سي»، لافتة إلى توفير المنح الدراسية للفرق الطبية السودانية بالزمالة المصرية.
كما أوضحت الوزيرة أن مصر تعمل على مساعدة الحكومة السودانية في تحقيق إصلاح صحي كبير، بهدف نقل كل خبرات وزارة الصحة والسكان في السنوات الأخيرة إلى دولة السودان، مشيرة إلى أنه سيتم البدء في إقامة مركز في الخرطوم، حيث تعمل به فرق الطب الوقائي لمتابعة العمل في الأماكن، التي تنتشر فيها الأوبئة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.