السعودية مع وحدة الأراضي العربية ورفض أي تهديد لاستقرار المنطقة

TT

السعودية مع وحدة الأراضي العربية ورفض أي تهديد لاستقرار المنطقة

أكد الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، اهتمام بلاده وحرصها على وحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية، وعدم قبولها لأي مساس يهدد استقرار المنطقة، مشيراً إلى أن السعودية تساند الحلول السياسية للأزمات في كل من سوريا وليبيا والسودان، كما أعلن عن تضامن السعودية مجدداً «مع جمهورية السودان الشقيقة»، لما تعرضت له من آثار الفيضانات التي ألمت بالبلاد خلال الأيام الماضية ودعت لتقديم المساعدات اللازمة للمنكوبين والمشردين.
وأكد وزير الخارجية السعودية في كلمته أمس أمام أعمال الدورة 154 الافتراضية «عن بعد» لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة فلسطين لمناقشة عددٍ من القضايا العربية المهمة، أن الوطن العربي، يعيش أوضاعا أمنية، وسياسية، واقتصادية، واجتماعية بالغة الحساسية والخطورة والتعقيد، «ما يؤكد أهمية وضرورة تعزيز العمل العربي المشترك»، مؤكداً أنه رغم هذه الأزمات «فإننا مستمرون في التمسك بمواقفنا تجاه القضية العادلة للشعب الفلسطيني، الذي يعاني من الاحتلال الإسرائيلي، حيث تؤكد المملكة مجددا؛ على وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم جميع الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».
وأكد الوزير السعودي أن المملكة تدعم الحل السياسي في اليمن؛ والقائم على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وآلياتها التنفيذية، وقرار مجلس الأمن 2216، وتبذل كل جهودها للحفاظ على سيادة اليمن، وتحقيق الأمن والاستقرار فيه، وتناشد المجتمع الدولي بأن يولي المزيد من الاهتمام لوقف ممارسات الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وهجماتها المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف المناطق المدنية الآهلة بالسكان والمطارات والمرافق والمنشآت المدنية بالسعودية.
وفيما يخص الأزمة الليبية، أوضح الوزير أن السعودية «تدعو الأشقاء في ليبيا لضرورة ضبط النفس وحقن الدماء والحفاظ على سيادة ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها»، وتجدد الترحيب بوقف إطلاق النار، وتؤكد ضرورة البدء في حوار سياسي داخلي يضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات.
كما أكد وزير الخارجية دعم المملكة «مساعي الأشقاء في العراق، لتحقيق الاستقرار وحفظ السيادة وحماية مصالح الشعب العراقي، ووقف التدخلات في شؤونه الداخلية، متمنية للبنان الشقيق أن يستعيد عافيته ويصون سيادته ويلبي تطلعات شعبه لغد أفضل بعيدا عن الميليشيات الطائفية والتدخلات الخارجية». وأضاف قائلا: «لا بد لنا من وقفة جادة ضد جميع التدخلات الخارجية في الشؤون العربية الداخلية، ورفض تحويل دولنا ومجتمعاتنا إلى ساحات لمشاريع الآخرين لبسط الهيمنة والتوسع والنفوذ؛ على حساب أمن واستقرار ووحدة دولنا».
وتابع «من أخطر التهديدات التي تواجه منطقتنا العربية، ما يقوم به النظام الإيراني من تجاوزات مستمرة للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، بتهديده لأمن واستقرار دولنا، والتدخل في شؤونها الداخلية، ودعم الميليشيات المسلحة التي تبث الفوضى والفرقة والخراب في كثير من الدول العربية، وما زلنا نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ما تشكله هذه الممارسات العدائية من تهديد للأمن والسلم الدوليين».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.