باحثون: الكمامات قد تقوم بدور اللقاحات في التحصين ضد «كورونا»

أشخاص يرتدون كمامات في شارع بفرنسا (أ.ف.ب)
أشخاص يرتدون كمامات في شارع بفرنسا (أ.ف.ب)
TT

باحثون: الكمامات قد تقوم بدور اللقاحات في التحصين ضد «كورونا»

أشخاص يرتدون كمامات في شارع بفرنسا (أ.ف.ب)
أشخاص يرتدون كمامات في شارع بفرنسا (أ.ف.ب)

بينما ينتظر العالم وصول لقاح آمن وفعال ضد فيروس «كورونا» المستجد، تقدم فريق من الباحثين بنظرية جديدة مثيرة، وهي أن أقنعة الوجه (الكمامات) قد تقوم بمهام اللقاحات من حيث تحصين الأشخاص بشكل كبير ضد الفيروس.
وحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقد تم نشر هذه النظرية أمس (الثلاثاء)، في مجلة «نيو إنغلاند» الطبية، حيث أشار الباحثون إلى أنها مستوحاة من نظرية قديمة متعلقة بمرض الجدري، تقول إن التعرض المتعمد لمسببات المرض يساعد في توليد استجابة مناعية وقائية ضده.
لكنّ هذه الممارسة المحفوفة بالمخاطر لم تحظَ في النهاية باهتمام الأطباء للتصدي للجدري، ولكنها مهّدت الطريق لظهور اللقاحات الحديثة.
وأشار الباحثون في نظريتهم الجديدة إلى أنهم بحثوا في نتائج الدراسات الخاصة بفيروس «كورونا»، والتي تم إجراؤها على حيوانات تمت إصابتها عمداً بالفيروس التاجي، بالإضافة إلى الأفكار المستقاة من الأمراض السابقة الأخرى، ووجدوا أن الكمامات لا تقلل فقط من فرص إصابة مرتديها بالمرض، بل قد تعزز مناعته ضد الفيروس عن طريق السماح بتسلل كمية قليلة من مسببات المرض إلى الشخص، ما قد يدفع جسمه إلى إنتاج خلايا مناعية يمكنها تذكر الفيروس ومكافحته في حال التعرض له مرة أخرى.
وقالت الدكتورة مونيكا غاندي، طبيبة الأمراض المُعدية في جامعة كاليفورنيا والتي قادت فريق الباحثين الذي أطلق هذه النظرية: «هذا لا يعني أن الناس يجب أن يرتدوا قناعاً ويختلطوا بمصابي (كورونا) لإصابة أنفسهم عمداً بالفيروس واكتساب مناعة ضده. هذه ليست التوصية على الإطلاق».
وأشارت غاندي إلى أن إثبات هذه النظرية لن يتم دون إجراء تجارب سريرية، وهو أمر ليس سهلاً، حيث يعده خبراء الصحة غير أخلاقي وغير آمن لاعتماده على تعريض الأشخاص للفيروس عمداً.
وحذر عدد من خبراء الصحة من أن هذه النظرية قد تؤدي إلى نتائج عكسية في حال عدم التأكد من فاعليتها، حيث يمكن أن تعطي الأشخاص شعوراً زائفاً بالتحصن ضد المرض مما قد يعرضهم لخطر أكبر من ذي قبل.
يُذكر أن فيروس «كورونا» أودى بحياة 897 ألف شخص حول العالم وأصاب نحو 6.‏27 مليون حالة.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

شجرة تاريخية في بريطانيا تُواجه الفأس

لا تستحق تذوُّق الفأس (حملة إنقاذ الشجرة)
لا تستحق تذوُّق الفأس (حملة إنقاذ الشجرة)
TT

شجرة تاريخية في بريطانيا تُواجه الفأس

لا تستحق تذوُّق الفأس (حملة إنقاذ الشجرة)
لا تستحق تذوُّق الفأس (حملة إنقاذ الشجرة)

 

من المقرّر اقتلاع شجرة بلوط (سنديان) عمرها 120 عاماً، وذلك بعد 4 سنوات من الجدال حولها.

وغضب المشاركون في حملة لإنقاذها بسبب القرار الذي يؤثّر في شجرة بلوط الملك جورج العتيقة الواقعة في شارع ويفينهو بمقاطعة إسكس بشرق إنجلترا قرب العاصمة لندن.

جاء ذلك بعد زَعْم سكان حيّ كليفتون تراس القريب بأنّ جذور الشجرة كانت تضرّ بمنازلهم. وذكر مجلس بلدة ويفينهو أنّ القصة كانت «مزعجة بشكل عميق»، لكنهم اضطرّوا لجلب الفأس. ولم يؤكد أعضاء المجلس موعد تنفيذ قرار قطع الشجرة خوفاً من أن تُعرِّض محاولات عرقلة عملية التنفيذ أمن الناس للخطر.

مع ذلك، صرَّح المشاركون في الحملة لشبكة «بي بي سي» بأنهم يعتقدون أنه قد خُطِّط للعمل خلال إغلاق ساحة رَكْن سيارات في المكان من 13 إلى 15 يناير (كانون الثاني). وقال دانكان بون، المُقيم في منطقة ويفينهو منذ 26 عاماً، إنه سيشعر بـ«الاشمئزاز» لاقتلاع الشجرة من مكانها. وأوضح: «لطالما كانت جميلة تثير الإعجاب ولا تستحقّ هذه المعاملة. إنها أقدم من المنازل، وأقدم كثيراً من ساحة رَكْن السيارات».

عمرها 120 عاماً (حملة إنقاذ الشجرة)

وإذ وقّع أكثر من 1200 شخص، خلال 48 ساعة، على التماس لإنقاذ الشجرة، أضاف بون: «ذلك يوضح مدى حبّ الناس لها، وأنه من السهل العثور على حلّ آخر سوى قطعها».

بدوره، حذَّر أحد المُشاركين في الحملة، فيليب جورج، من أن يؤثّر هذا القرار في الحياة البرّية، بما فيها الطيور والسناجب. ويعتقد أنّ تربة الحصى قد تكون السبب في حدوث انهيار أرضي، داعياً إلى إجراء تحقيق شامل قبل اقتلاعها. وأضاف: «ينبغي ألا تُقتَلع حتى يثبُت بالدليل القاطع أنها السبب في ذلك الضرر المذكور».

على الجانب الآخر، أشار مجلس البلدة إلى 3 تقارير سابقة تخلُص إلى أنّ شجرة البلوط هي المسؤولة عن الضرر. وسيعرّض أي تأجيل لعملية اقتلاعها المجلس للمسؤولية المالية على مستوى يتجاوز ما لديه من احتياطي نقدي، وفق تصريح السلطات. وأضاف المجلس أن عليه الاعتراف بالهزيمة، مع «الندم العميق» بعد 4 سنوات من المفاوضات مع مسؤول التأمين. وقال: «الأمر برمّته مزعج جداً للمجلس وأعضائه ولعدد من السكان الذين يتّخذون موقفاً حاسماً تجاه مستقبل الشجرة».