رئيس الحكومة الإيطالية يتعهد استمرار دعم لبنان

كونتي دعا لتأليف حكومة سريعاً وإطلاق عملية إعادة الإعمار

رئيس الحكومة الإيطالية يتعهد استمرار دعم لبنان
TT

رئيس الحكومة الإيطالية يتعهد استمرار دعم لبنان

رئيس الحكومة الإيطالية يتعهد استمرار دعم لبنان

أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي أن بلاده ستساهم في دعم استقرار النمو الاجتماعي والاقتصادي للبنان، آملاً «تأليف حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن من أجل إطلاق عملية إعادة الإعمار، وأن يكون هناك أيضاً برنامج إصلاحي يستجيب للمطالب المحقة للمواطنين وللمجتمع المدني».
وبدأ كونتي أمس زيارة إلى بيروت لتقديم التعازي بضحايا انفجار المرفأ، وللاطلاع على عمليات الإغاثة ورفع الأنقاض والمهمات الإنسانية الأخرى التي تقوم بها وحدات من الجيش الإيطالي حضر أفرادها إلى بيروت لهذه الغاية. واستهل زيارته بلقاء الرئيس ميشال عون الذي عبّر عن امتنان لبنان وتقديره للدعم الذي تقدمه إيطاليا منذ الثمانينات؛ وذلك تجسيداً للعلاقات المميزة القائمة بين البلدين، معرباً عن أمله في «أن تزداد هذه العلاقات رسوخاً خلال السنوات المقبلة، وأن تساهم إيطاليا مع المجتمع الدولي في مساعدة لبنان على مواجهة تداعيات وجود النازحين السوريين على أرضه، إضافة إلى النهوض باقتصاده وإزالة آثار انفجار مرفأ بيروت».
وتحدث الرئيس عون عن «التعاون الاقتصادي والتجاري الذي جعل من إيطاليا شريكاً أساسياً للبنان، فضلاً عن مشاركة إيطاليا في مؤتمر (سيدر) وتعهدها بمبلغ 120 مليون يورو للبنان، إضافة إلى مشاركة شركة (إيني) الإيطالية مع (توتال) الفرنسية و(نوفاتك) الروسية في التنقيب عن الغاز في البلوكين 4 و9». وأشار عون إلى «التعاون العسكري بين لبنان وإيطاليا، واستضافة روما مؤتمرين خصصا لدعم الجيش والقوى المسلحة اللبنانية، ناهيك عن دورات التدريب وغيرها».
بدوره، عرض كونتي للمساعدات الإيطالية بعد الانفجار في مرفأ بيروت، فأكد «استمرار الدعم للبنان في المسائل التي يحتاج إليها للنهوض من أزمته الراهنة»، مرحباً بـ«أي طلب يقدمه في هذا السياق، خصوصاً في مجال إعادة إعمار الأبنية التراثية التي تهدمت أو تضررت بفعل الانفجار من خلال إرسال خبراء متخصصين في المواضيع التراثية والأثرية»، متمنياً أن «ينجح لبنان في اجتياز الأزمة التي يمر بها»، مشيراً إلى أنه توقف «عند دعوة الرئيس عون لإعلان لبنان دولة مدنية».
ولفت إلى أن العلاقات التاريخية بين لبنان وإيطاليا أعيد إحياؤها بعد انفجار المرفأ، مشدداً على أن «إيطاليا كانت وستبقى في الخطوط الأمامية، خصوصاً في إطار الاستجابة في هذه المرحلة أي مرحلة الطوارئ، ولكن ليس فقط فيها، بل في مرحلة إعادة الإعمار المقبلة».
وقال كونتي «حان الوقت للنظر إلى الأمام رغم المآسي والآلام، كما حان الوقت لبناء الثقة بين المواطنين أنفسهم وأيضاً بينهم وبين المؤسسات. كذلك، حان الوقت لكتابة صفحة جديدة في تاريخ لبنان».
وأضاف «أعرف أن هذا يشكل تحدياً كبيراً جداً، ويمكن أن تلتزم السلطات اللبنانية بمسار تجددي للمؤسسات وللحوكمة، وهذه مطالب تطالب بها هيئات المجتمع الدولي والمواطنون منذ زمن. إن إيطاليا تحترم سيادة الشعب اللبناني وستبقى بقربه، وهي تأمل أن يتم تأليف حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن من أجل إطلاق عملية إعادة الإعمار، وأن يكون هناك أيضاً برنامج إصلاحي يستجيب للمطالب المحقة للمواطنين وللمجتمع المدني». وأكد أن إيطاليا «ستساهم بدعم استقرار النمو الاجتماعي والاقتصادي للبنان».
وقال كونتي «يحق للبنان أن يكون له مستقبل ينعم فيه بالسلام والازدهار، لكن يجدر أيضاً بناء هذا المسار لكي ينعم لبنان بهذا المستقبل المزدهر ويعمه السلام. ويمكن للبنان أن يعتمد على إيطاليا وعلى دورها في الاتحاد الأوروبي وفي الأسرة الدولية».
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، كونتي والوفد المرافق في حضور السفيرة الإيطالية نيكوليتا بومباردييري.
من جهته، عرض الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب خلال استقباله كونتي، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة.
وخلال اللقاء تمنى كونتي للرئيس أديب «التوفيق في مهامه الجديدة، وتشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن». من ناحيته، شكر الرئيس أديب رئيس الوزراء الإيطالي على «المساعدة الفورية التي قدمتها بلاده للبنان عقب انفجار المرفأ في بيروت»، مثمناً «وقوف إيطاليا إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها».



تحذير يمني من خطر التنسيق القائم بين الحوثيين و«القاعدة»

عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

تحذير يمني من خطر التنسيق القائم بين الحوثيين و«القاعدة»

عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)

حذر وزير يمني من خطر التنسيق القائم بين الجماعة الحوثية وتنظيم «القاعدة»، داعياً إلى موقف دولي للتصدي لهذا الخطر، وذلك في أعقاب قيام الجماعة المدعومة من إيران بإطلاق سراح عناصر من التنظيم على رأسهم متهم بهجوم أدى إلى مقتل عشرات الجنود اليمنيين.

وطالب معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة للتصدي لهذه التهديدات، عبر تجفيف موارد «ميليشيا الحوثي» والشروع الفوري في تصنيفها كـ«منظمة إرهابية عالمية»، ودعم جهود الحكومة في استعادة سيطرتها على كامل أراضيها وتعزيز قدراتها لمكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني إن قيام الحوثيين بإطلاق سراح عناصر في تنظيم «القاعدة» على رأسهم القيادي «أبو عطاء»، المعتقل منذ عام 2012؛ لمسؤوليته عن هجوم إرهابي استهدف العرض العسكري في ميدان السبعين في صنعاء، وأسفر عن مقتل 86 جندياً، هو امتداد لتنسيق ميداني مستمر برعاية إيرانية، بهدف تقويض سيادة الدولة اليمنية وزعزعة استقرار اليمن والمنطقة، وتهديد المصالح الدولية.

وحذر الوزير اليمني في تصريحات رسمية من خطر استمرار التحالف بين الحوثيين و«القاعدة»، وقال إن ذلك يعزز من إعادة ترتيب الجماعات الإرهابية لصفوفها وتمكينها من استعادة قدراتها بعد الضربات الأمنية التي تعرضت لها منذ 2015.

وتابع بالقول: «هذا التنسيق الخطير سيؤدي إلى خلق بيئة خصبة للعنف والتطرف في اليمن، مما يضع أمن الخليج العربي والأمن الإقليمي بأسره في دائرة الخطر، ويهدد استقرار طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مع ما لذلك من تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي».

ودعا الإرياني المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في التصدي لتهديدات ميليشيا الحوثي الإرهابية المرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وحذر من التساهل الدولي مع هذا التنسيق، ومن حجم الخطر والتهديد الذي قد يدفع العالم ثمنه باهظاً.

تأكيد أممي

كان الخبراء الأمميون التابعون لمجلس الأمن في شأن اليمن ذكروا في تقريرهم الحديث أن الجماعة الحوثية تنسق عملياتها بشكل مباشر منذ مطلع العام الحالي مع تنظيم «القاعدة»، وتنقل طائرات مسيّرة وصواريخ حرارية وأجهزة متفجرة إليه، وتوفر التدريب لمقاتليه.

وعدّ التقرير الذي نقل معلوماته عن مصادر وصفها بالسرية، هذا التعاون «أمراً مثيراً للقلق»، مع المستوى الذي بلغه التعاون بين الطرفين في المجالين الأمني والاستخباراتي، ولجوئهما إلى توفير ملاذات آمنة لأفراد بعضهما بعضاً، وتعزيز معاقلهما وتنسيق الجهود لاستهداف القوات الحكومية.

الجماعة الحوثية متهمة بإطلاق سجناء «القاعدة» من السجون في صنعاء ضمن صفقة للتعاون المتبادل (إ.ب.أ)

وحذر التقرير الأممي من عودة تنظيم «القاعدة» إلى الظهور مجدداً بدعم الجماعة الحوثية، بعد تعيين قائد جديد له يدعى سعد بن عاطف العولقي، وبعد أن «ناقشت الجماعتان إمكانية أن يقدم التنظيم الدعم للهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي على أهداف بحرية».

وأبلغت مصادر فريق الخبراء الدوليين أن كلتا الجماعتين اتفقتا على وقف الهجمات بينهما وتبادل الأسرى، ومن ذلك الإفراج عن القائد السابق لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، سامي ديان، الذي حُكم عليه بالسجن 15 سنة قبل انقلاب الجماعة الحوثية في عام 2014.

كما كشف الخبراء الأمميون عن تعاون متنامٍ للجماعة الحوثية مع «حركة الشباب المجاهدين» في الصومال، في إطار خططها لتنفيذ هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن من الساحل الصومالي؛ لتوسيع نطاق منطقة عملياتها العدائية ضد الملاحة الدولية.