لافروف يُبدي من قبرص استعداد موسكو لتخفيف التوتر في شرق المتوسط

الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس (يمين) يقدّم وساماً إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)
الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس (يمين) يقدّم وساماً إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)
TT

لافروف يُبدي من قبرص استعداد موسكو لتخفيف التوتر في شرق المتوسط

الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس (يمين) يقدّم وساماً إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)
الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس (يمين) يقدّم وساماً إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، خلال زيارة لقبرص أن موسكو مستعدة للمساعدة في تخفيف التوتر في شرق البحر المتوسط حيث تخوض قبرص واليونان مواجهة مع تركيا بشأن الحقوق البحرية ومصادر الطاقة.
وقال لافروف أن «روسيا تعتبر أن أي تصعيد آخر في المنطقة غير مقبول وتدعو جميع الأطراف إلى تسوية كل النزاعات عبر الحوار حصرا وعلى أساس القانون الدولي». وأضاف: «نحن مستعدون لتقديم المساعدة لإقامة هذا الحوار إذا طلب الطرفان ذلك».
ويتصاعد التوتر بشأن نشاطات التنقيب البحرية التي تقوم بها تركيا والتي تقول قبرص وحليفتها اليونان إنها تنتهك سيادتهما.
وقد أجرت تركيا واليونان وقبرص وفرنسا وإيطاليا تدريبات عسكرية أخيرا، ما زاد المخاوف من أن تتحول المواجهة إلى نزاع.
والتقى لافروف في نيقوسيا الرئيس نيكوس أناستاسيادس، علماً أنه يزور قبرص بمناسبة مرور 60 عاماً على استقلالها وعلى العلاقات الثنائية مع روسيا، وقد اغتنم الفرصة لانتقاد نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، واصفا إياها بـ«اللاعب الخارجي».
وشدد لافروف على أن «هناك قضايا أخرى تقلقنا بشأن الوضع في شرق البحر المتوسط ... مثل الولايات المتحدة التي تحاول خلق خطوط (انقسام) وتساهم في الصراعات بدلا من الحلول السلمية». وأضاف: «هذه حقيقة محزنة لأنه في شرق البحر المتوسط هناك حاجة إلى سبل أخرى وطرق سلمية لتعزيز المصالح».
ورغم أن لافروف لم يخض في التفاصيل، فإن هذه التصريحات تأتي بعدما رفعت واشنطن جزئياً حظر توريد أسلحة إلى قبرص استمر 33 عاما. ويُعتبر هذا الأمر جزءاً من شراكة أوسع لتعزيز علاقات أوثق في مجال الطاقة والأمن بين واشنطن وقبرص واليونان وإسرائيل، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان الكونغرس الأميركي صوت على نص في هذا الاتجاه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وفرضت الولايات المتحدة هذا الحظر في 1987 لتشجيع إعادة توحيد الجزيرة التي تحتل تركيا شمالها منذ العام 1974.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».