«الصحة العالمية»: وفاة 47 حالة بـ«الكوليرا» في اليمن خلال 7 أشهر

أطفال يمنيون يقفون عند مجرى أحد السيول التي تزيد من خطر انتشار الكوليرا (أرشيفية - إ.ب.أ)
أطفال يمنيون يقفون عند مجرى أحد السيول التي تزيد من خطر انتشار الكوليرا (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الصحة العالمية»: وفاة 47 حالة بـ«الكوليرا» في اليمن خلال 7 أشهر

أطفال يمنيون يقفون عند مجرى أحد السيول التي تزيد من خطر انتشار الكوليرا (أرشيفية - إ.ب.أ)
أطفال يمنيون يقفون عند مجرى أحد السيول التي تزيد من خطر انتشار الكوليرا (أرشيفية - إ.ب.أ)

أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم (الثلاثاء)، وفاة 47 حالة بمرض الكوليرا في اليمن، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي.
وقال مكتب المنظمة في اليمن عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «تم الإبلاغ عن أكثر من 165 ألف حالة كوليرا، فضلاً عن 47 حالة وفاة مرتبطة بالمرض».
ولا يزال اليمن يعاني من أسوأ كارثة إنسانية في العالم، ويحتاج ما يقرب من 80 في المائة من السكان، أي ما يزيد عن 24 مليون شخص، إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية والحماية.
ومنذ أكثر من خمس سنوات، يشهد اليمن معارك مسلحة بين قوات الجيش اليمني، مدعومة بقوات التحالف العربي، وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وعلى الرغم من التفشي السريع لفيروس «كورونا المستجد» في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية في اليمن، فإنه لم يتجاوز حتى الآن منافسه «الكوليرا» الذي أفادت مصادر صحية لـ«الشرق الأوسط» في يونيو (حزيران) الماضي، بأنه أصاب قرابة 150 ألف شخص خلال خمسة أشهر فقط.
وتشير التحذيرات الأممية والحقوقية في هذا السياق، إلى إمكانية أن تضع الأوبئة في مناطق سيطرة الانقلابيين أرواح مئات الآلاف في أخطار صحية محققة، خصوصاً في ظل الفساد الإداري للجماعة الحوثية، وإمعان قادتها في تدمير القطاع الصحي ونهب المساعدات الإنسانية، وتحويلها إلى جزء من مجهودها الحربي.
وأكدت المصادر أن العاصمة صنعاء تصدرت المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات بمرض «الكوليرا»، تلتها محافظات صنعاء وإب والمحويت وحجة وذمار تباعاً. وأشارت إلى أن إجمالي عدد الوفيات جراء «الكوليرا» في تلك المناطق وخلال الفترة نفسها بلغ نحو 2400 حالة وفاء.
وأطلقت المصادر الطبية تحذيراتها بأن مئات الآلاف من اليمنيين يواجهون حالياً خطر موجة جديدة من وباء «الكوليرا» الذي اجتاح مؤخراً عدداً من المدن اليمنية، خصوصاً تلك الواقعة تحت سيطرة الجماعة.
كما حذرت من اتساع رقعة المرض، خصوصاً إذا لم تُتخَذ تدابير صحية عاجلة تحول دون ذلك، خصوصاً مع موسم الأمطار الحالي الذي يتسبب في انتشار أوسع للأمراض والأوبئة.
وحسب تلك المصادر التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، تأتي موجة الكوليرا هذه بعد ثلاث موجات سابقة اجتاحت اليمن منذ عامي 2016 و2017، في وقت يعاني فيه اليمن من تدهور حاد في الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي جراء الانقلاب الحوثي المشؤوم الذي ألحق خسائر فادحة بالبنى التحتية.
واعتبرت المصادر أن موسم الأمطار الحالي والتلوث البيئي المصحوب مع السيول وانعدام الخدمات، واستمرار الانتهاكات والممارسات الحوثية بحق ما تبقى من القطاع الصحي بصنعاء وبقية المناطق تحت سيطرة الجماعة تعد من الأسباب الرئيسية التي تقف وراء تفشي «الكوليرا» وغيره من الأمراض والأوبئة.
وأكد طبيب أطفال في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن «الكوليرا من الأمراض والأوبئة الخطيرة التي تتسبب بإسهالات حادة يمكن أن تؤدي خلال ساعات فقط إلى وفاة المريض، إذا لم يخضع للرعاية الطبية والعلاج المتواصل، حيث إن أغلب الضحايا هم من شريحة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، خصوصاً ممن يعانون من سوء تغذية حاد».
وأشار إلى أن مناطق بصنعاء لا تزال تشهد ارتفاعاً كبيراً في الإصابة بهذا الوباء الناجم عن عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق المياه.


مقالات ذات صلة

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

صحتك يصيب سرطان الفم نحو 8800 شخص في المملكة المتحدة كل عام (أرشيفية - رويترز)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا علب بيرة خالية من الكحول بمتجر في سيوداد خواريز بالمكسيك يوم 24 يوليو 2024 (رويترز)

الصحة العالمية: الأوروبيون الأعلى استهلاكاً للكحول في العالم

يُعَدّ الأوروبيون أكثر من يتناول الكحول بين سكان العالم، مع متوسط استهلاك سنوي يبلغ 9.2 لتر من الكحول الخام للفرد، وفق منظمة الصحة العالمية.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
صحتك دراسة جديدة تُحذر: الدهون في البطن قد تزيد من خطر الإصابة بمرض «ألزهايمر»

دراسة جديدة تُحذر: الدهون في البطن قد تزيد من خطر الإصابة بمرض «ألزهايمر»

يجب أن نركز على توزيع الدهون والعضلات حول أجسامنا والعلاقة بين الاثنين، وفقاً لأحدث الأبحاث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تحذر من تفش لفيروس شلل الأطفال في غزة (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تعرب عن «قلقها الشديد» إزاء تفشي شلل الأطفال في غزة

حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشٍّ لفيروس شلل الأطفال في غزة التي تمزقها الحرب، فيما بدأت إسرائيل بالفعل تطعيم قواتها ضد المرض.

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي فلسطينيون يعبرون شارعاً غمرته مياه الصرف الصحي في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

قلق أممي من إمكانية تفشي الأوبئة في غزة

مسؤول أممي يعرب عن «قلقه البالغ» من إمكان تفشي الأوبئة في غزة بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)

في وقت يعاني فيه اليمنيون في صنعاء ومدن أخرى من انعدام غاز الطهي وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، خصصت الجماعة الحوثية ملايين الريالات اليمنية لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها دون غيرهم من السكان الذين يواجهون الصعوبات في توفير الحد الأدنى من القوت الضروري لهم ولأسرهم.

وبينما يشكو السكان من نقص تمويني في مادة الغاز، يركز قادة الجماعة على عمليات التعبئة العسكرية والحشد في القطاعات كافة، بمن فيهم الموظفون في شركة الغاز.

سوق سوداء لبيع غاز الطهي في صنعاء (فيسبوك)

وأفاد إعلام الجماعة بأن شركة الغاز بالاشتراك مع المؤسسة المعنية بقتلى الجماعة وهيئة الزكاة بدأوا برنامجاً خاصاً تضمن في مرحلته الأولى في صنعاء إنفاق نحو 55 مليون ريال يمني (الدولار يساوي 530 ريالاً) لتوزيع الآلاف من أسطوانات غاز الطهي لمصلحة أسر القتلى والجرحى والعائدين من الجبهات.

وبعيداً عن معاناة اليمنيين، تحدثت مصادر مطلعة في صنعاء عن أن الجماعة خصصت مليارات الريالات اليمنية لتنفيذ سلسلة مشروعات متنوعة يستفيد منها الأتباع في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها.

ويتزامن هذا التوجه الانقلابي مع أوضاع إنسانية بائسة يكابدها ملايين اليمنيين، جرَّاء الصراع، وانعدام شبه كلي للخدمات، وانقطاع الرواتب، واتساع رقعة الفقر والبطالة التي دفعت السكان إلى حافة المجاعة.

أزمة مفتعلة

يتهم سكان في صنعاء ما تسمى شركة الغاز الخاضعة للحوثيين بالتسبب في أزمة مفتعلة، إذ فرضت بعد ساعات قليلة من القصف الإسرائيلي على خزانات الوقود في ميناء الحديدة، منذ نحو أسبوع، تدابير وُصفت بـ«غير المسؤولة» أدت لاندلاع أزمة في غاز طهي لمضاعفة معاناة اليمنيين.

وتستمر الشركة في إصدار بيانات مُتكررة تؤكد أن الوضع التمويني مستقر، وتزعم أن لديها كميات كبيرة من الغاز تكفي لتلبية الاحتياجات، بينما يعجز كثير من السكان عن الحصول عليها، نظراً لانعدامها بمحطات البيع وتوفرها بكثرة وبأسعار مرتفعة في السوق السوداء.

عمال وموظفو شركة الغاز في صنعاء مستهدفون بالتعبئة العسكرية (فيسبوك)

ويهاجم «عبد الله»، وهو اسم مستعار لأحد السكان في صنعاء، قادة الجماعة وشركة الغاز التابعة لهم بسبب تجاهلهم المستمر لمعاناة السكان وما يلاقونه من صعوبات أثناء رحلة البحث على أسطوانة غاز، في حين توزع الجماعة المادة مجاناً على أتباعها.

ومع شكوى السكان من استمرار انعدام مادة الغاز المنزلي، إلى جانب ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، يركز قادة الجماعة الذين يديرون شركة الغاز على إخضاع منتسبي الشركة لتلقي برامج تعبوية وتدريبات عسكرية ضمن ما يسمونه الاستعداد لـ«معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس».

ونقل إعلام حوثي عن القيادي ياسر الواحدي المعين نائباً لوزير النفط بالحكومة غير المعترف بها، تأكيده أن تعبئة الموظفين في الشركة عسكرياً يأتي تنفيذاً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.