في خطوة وصفت بأنها «سياسية حزبية بامتياز تدل على أن الرضيع في السياسة يحاول أن يكون ثعلباً»، توجه بيني غانتس، وزير الأمن ورئيس الحكومة البديل، برسالة إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يطالبه فيها بعقد جلسة لمجلس التخطيط والبناء في الضفة الغربية، لكي يقر بناء أكثر من 5 آلاف وحدة سكنية في المستوطنات.
وقال مصدر مطلع على مشاريع الاستيطان المطروحة على هذا المجلس، إن الحديث يجري على بناء في المستوطنات التي تعتبر جزءاً من الكتل الاستيطانية الكبرى، لكن بعضها سيقام في المستوطنات القائمة في مناطق نائية، مثل بيت إيل الملاصقة لرام الله.
المعروف أن المستوطنين يتهمون رئيس الوزراء نتنياهو بتجميد البناء الاستيطاني كجزء من شروط اتفاق السلام مع الإمارات العربية، وقال رئيس مجلس المستوطنات في منطقة نابلس، ديفيد الحياني، أمس (الاثنين) في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، إن «نتنياهو عاد إلى سياسته القديمة لتجميد الاستيطان. فإذا كان في الماضي قد رضخ لإرادة الرئيس الأميركي براك أوباما، فإنه اليوم يرضخ للإمارات». وأوضح الحياني، أن نتنياهو يمنع عقد جلسة للمجلس منذ ستة أشهر، وهو المؤسسة الوحيدة المخولة بإقرار البناء الاستيطاني.
وكان المستوطنون قد توجهوا أيضاً إلى غانتس، بصفته وزير الأمن المسؤول مباشرة عن المجلس، فوجدها فرصة للتقرب منهم، علماً بأنه يقود حزب «كحول لفان» المعروف أنه حزب وسط يؤيد عملية السلام ويعارض خطط الاستيطان الاستفزازي. وأخبر غانتس قادة المستوطنين، بأن نتنياهو هو الذي يعيق دعوة المجلس إلى الالتئام. وقال إنه شخصياً يؤيد مطلبهم. وأعد رسالة بهذه الروح إلى نتنياهو.
واعتبر مقربون من نتنياهو رسالة غانتس بمثابة «نفاق يحسب أنه سيجعل المستوطنين يرون فيه رئيساً قادماً للحكومة، وهو واهم. فالمستوطنون يعرفون جيداً من هو رئيس الحكومة الذي يدفع بمصالح الاستيطان اليهودي في أرض إسرائيل إلى الأمام، ومن هو الذي يحاول تغيير جلده؛ بهدف تضليلهم». ومن جهة ثانية، قال مقرب من غانتس، إن خطوته هذه جاءت بما يتلاءم مع سياسة حزبه الذي يؤيد تعزيز الاستيطان في الكتل الاستيطانية، التي ستظل جزءاً من إسرائيل في أي حل سلمي مستقبلي، وترفض البناء في المستوطنات النائية والبؤر غير القانونية. وزعموا أن البناء في مستوطنات بعيدة هو جزء ضئيل من الخطة وسيناقش بشكل عيني، بيتا بيتا.
يذكر، أن الحياني، حضر إلى الكنيست، أمس، لكي يجنّد قوى مختلفة من اليمين لصالح إقرار خطة الاستيطان. واجتمع مع نواب ووزراء من الائتلاف الحكومي، وكذلك مع نواب من المعارضة. وقد اتفق مع أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتينو»، على ممارسة الضغوط على الحكومة حتى تفكك الجمود في الاستيطان وتعود إلى إقرار المشاريع المؤجلة والعودة إلى مخطط الضم، الذي تم تجنيده ضمن شروط معاهدة السلام بين إسرائيل والإمارات.
ويلاحظ من هذا التصرف من غانتس، أن الاعتبارات الحزبية باتت تسيطر على كل شيء في السياسة الإسرائيلية، خصوصاً في هذه الفترة التي يبدو فيها قادة الأحزاب أجمعين مقتنعين بأن نتنياهو سيدفع باتجاه إجراء انتخابات جديدة. ولذلك؛ فإن كل الحزبيين يتصرفون من خلال الحسابات الانتخابية الانتهازية وليس من منطلق البرامج السياسية والمبادئ.
غانتس ينافس نتنياهو على كسب رضا المستوطنين
يسعى إلى إقرار 5 آلاف وحدة سكنية لهم
غانتس ينافس نتنياهو على كسب رضا المستوطنين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة